صعدت السلطات السورية من تعاملها مع الاحتجاجات التي تجتاح البلاد والمطالبة بإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد، إذ اقتحمت قوات الجيش أمس مدينة درعا بالدبابات وجري قطع الاتصالات عن المدينة في ساعة مبكرة. وذكرت تقارير إعلامية أن قوات الجيش اقتحمت فجر المدينة وداهمت المساكن فيما سمع بوضوح أصوات اطلاق نار كثيف. ووفق شاهد عيان فإن قوة مؤلفة من نحو 3 آلاف فرد يرتدي بعضهم زي الجيش ويرتدي آخرون الزي الأسود، اقتحموا المدينة في الساعة الرابعة والنصف فجرا.. وقال: «كنا نياما ولا نتظاهر». فيما تحدثت تقارير أخري عن اصابة آخرين بجروح في درعا جنوب سوريا عند الاقتحام. وأكد ناشط سوري من درعا أن هناك قتلي وجرحي، وأضاف أن السكان لم يتمكنوا من تحديد عدد القتلي لأن الجثث في الشوارع ولا يمكن نقلها، وأضاف أن قناصة تمركزوا علي السطوح وتمركزت الدبابات في وسط المدينة. من جانب آخر أفاد ناشطون أن أجهزة الأمن قامت بعمليات مداهمة في دوما والمعضمية قرب دمشق. وقال الناشط عبدالله الحريري في نيقوسيا إن رجال الأمن اقتحموا بالمئات مدينة «درعا» ترافقهم دبابات ومدرعات. وأوضح أن رجال قوات الأمن يطلقون النار في كل الاتجاهات ويتقدمون وراء المدرعات التي تحميهم، مشيرا إلي أن الكهرباء والاتصالات الهاتفية قطعت بالكامل تقريبا. كما ذكرت مواقع إلكترونية سورية أمس أنه سمع اطلاق نار كثيف قرب ضاحية «الأسد» علي طريق حمص دمشق، وفي منطقة «حرستا» بريف دمشق.. دون ذكر أي تفاصيل عن أسباب ودواعي اطلاق النيران. وفي بيان حمل توقيع 102 شخص، أدان مثقفون وإعلاميون سوريون أمس الأول الممارسات القمعية للنظام السوري ضد المتظاهرين مطالبين بحوار يضم جميع أطياف الشعب السوري ويحقق مطالب التغيير السلمي، ودعت منظمة هيومان رايتس ووتش الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي إلي فرض «عقوبات» علي المسئولين السوريين الذين أمروا بقتل المتظاهرين وتعذيب مئات المعتقلين بعد مذبحة الجمعة. وبحسب صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية فإن الحكومة الامريكية تستعد لفرض عقوبات علي مسئولين سوريين رفيعي المستوي مقربين من الاسد يشرفون حاليا علي قمع التظاهرات في سوريا، وأخيرا دعت مجموعة من الطلبة من منطقتي درعا ودمشق الي اضراب عام احتجاجا علي القمع. إلي ذلك دعت حركة شباب 6 أبريل المصرية إلي تظاهرة اليوم في الخامسة مساء، أمام مقر السفارة السورية في القاهرة وترديد هتافات «الشعب يريد طرد السفير» احتجاجا علي قتل المتظاهرين وقمعهم في سوريا.