قالت منظمة الصليب الاحمر الدولي انها تريد الدخول إلى مدينة درعا السورية التي شهدت عمليات عسكرية كبرى ضد الاحتجاجات المناوئة للحكومة. وقالت المنظمة ان المزيد من الارواح ستزهق اذا لم تتمكن من الوصول الى من يحتاجون للمساعدة. ويقول مراسل لبي بي سي على الحدود بين سوريا والاردن انه شاهد اشرطة فيديو مروعة تظهر تعرض اشخاص لاطلاق النار في الشوارع ونزيفهم حتى الموت. وقال سوري تحدث الى مراسلنا ان ثلاثة من افراد اسرته قتلوا من طرف الجيش .ولا يمكن للصحفيين الاجانب الدخول الى سورية للتاكد من صحة هذه الادعاءات. على صعيد آخر، احتشدت عشرات الدبابات والمدرعات بالاضافة الى تعزيزات ضخمة من الجيش الخميس بالقرب من مدينة بانياس الساحلية التي تبعد 280 كيلومترا شمال غربي دمشق تمهيدا لمهاجمتها، وذلك حسب ناشطين حقوقيين. وذكر ناشطون لوكالة فرانس برس ان "عشرات الدبابات والمدرعات وتعزيزات ضخمة من الجيش تجمعت عند قرية سهم البحر التي تبعد عشرة كيلومترات عن بانياس التي يحاصرها الجيش السوري منذ اكثر من اسبوع". تفيد التقارير أن قوات الجيش والأمن السوريين اعتقلت 300 شخص الخميس في بلدة سقبا في ريف دمشق، وسط أنباء عن اتساع الاحتجاجات المناوئة للسلطات، رغم محاولاتها فض التظاهرات بالقوة. من جهة أخرى، قال العميد رياض حداد لوكالة فرانس بريس إن القوات السورية، التي تحاصر مدينة درعا جنوب العاصمة دمشق منذ 25 ابريل/نيسان الماضي، "ستبدأ انسحابها الخميس". متظاهرون في بانياس دعما لدرعا وفي سياق متصل، قال شهود عيان إن دبابات ومدرعات انتشرت حول مدينة الرستن شمال العاصمة السورية دمشق. وكان التوتر قد تصاعد يوم الجمعة الماضي في المدينة، واتهمت مصادر حقوقية استخبارات الجيش السوري بقتل 17 متظاهرا في المدينة بعد استقالة 50 من اعضاء حزب البعث هناك. وقالت انباء إن انتشار الدبابات حول الرستن جاء بعد رفض سكان المدينة اقتراحا من عضو حزب البعث صبحي حرب بتسليم مئات المطلوبين مقابل بقاء الدبابات خارج المدينة. وفي بانياس قال شهود عيان لوكالة رويترز إن الجيش السوري أقام نقاط تفتيش في المدينة وقام بفصل الأحياء ذات الأغلبية السنية عن تلك التي يقطنها العلويون ونفذ حملة اعتقالات. كما ذكرت وكالة رويترز أن مئات الجنود السوريين اقتحموا بلدة سقبا بضواحي العاصمة دمشق وداهموا منازل في إطار حملة اعتقالات. جاء ذلك فيما علمت بي بي سي بقيام قوات أمنية ومسلحين مدنيين باقتحام مستشفى حمدان ومستشفى النور في بلدة دوما قرب دمشق واعتقال 10 أشخاص بعد "ضرب المرضى والأطباء هناك". وقال ناشطون لبي بي سي إن قوات الأمن انتشرت في أنحاء حمص وأن الدبابات تتجه نحوها. وتخضع مدينة درعا الجنوبية حيث اندلعت الاحتجاجات لحصار بالدبابات، وأفادت تقارير الأربعاء بحوادث إطلاق نار واعتقالات في المدينة. وقد صرح ضابط كبير في الجيش السوري لوكالة فرانس برس بأن قوات الجيش ستنسحب اليوم الخميس من وسط مدينة درعا. ولا يسمح الجيش حتى الآن لأحد بدخول درعا ومخزونها من الغذاء والأدوية يتناقص وفقا لبعض سكانها. ولا تزال خطوط الاتصالات منقطعة مع المدينة إلا أنه تمت إعادة توصيل الطاقة الكهربائية في معظم أنحائها كما يقول هؤلاء. وكان آلاف السوريين خرجوا الى الشوارع في شمال البلاد للمطالبة بمزيد من الحريات السياسية والاجتماعية. وتفيد أنباء بأن الشرطة استخدمت الغاز المسيل للدموع واعتقلت العديد من المتظاهرين ولكن لم يتسن التأكد من ذلك من أي جهة مستقلة. كما واصلت قوات الامن حملة إعتقالات واسعة في عدة مدن سورية. وكانت الولاياتالمتحدة وايطاليا شجبتا ما سمتاه بالقمع الهمجي للمظاهرات المناوئة للحكومة في سوريا وقال وزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتيني في مؤتمر صحفي مع وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون ان ايطاليا تسعى الى ا ن يفرض الاتحاد الاوربي عقوبات على سورية بما في ذلك وقف محادثات التعاون مع سورية . من جهة أخرى، حث الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الرئيس السوري بشار الاسد على التعاون في تحقيق يجريه مجلس حقوق الانسان حول مقتل متظاهرين في سوريا خلال الاحتجاجات التي تشهدها البلاد. كما طالب الأمين العام للأمم المتحدة الرئيس السوري بشار الأسد في اتصال هاتفي بالاستجابة للمطالب الدولية الصادرة منذ بدء التظاهرات فى سورية فى الخامس عشر من آذار/مارس الماضى .والمطالب كما حددها بان كي مون هي وقف استخدام العنف ضد المتظاهرين والاعتقالات الواسعة للمعارضين حيث "تشير التقديرات الى أن عدد المعتقلين والمفقودين بلغ 8 آلاف شخص"، وكذلك إجراء تحقيق مستقل حول كل حالات القتل التى صاحبت التظاهرات. ومن المطالب أيضا احترام حقوق الانسان والتطبيق الفورى الكامل لكل الاصلاحات التى أعلنتها الحكومة السورية والدخول فى حوار حقيقى مع المعارضة، وكذلك تلبية الحاجات الانسانية الحقيقية للمناطق المكتظة بالسكان والمتضررة جراء التظاهرات. وأعرب الأمين العام للأسد عن قلقه العميق جراء تدهور الأوضاع الانسانية فى عدد من المدن السورية"، وطالب بالسماح للأمم المتحدة بصورة عاجلة لدخول تلك المناطق لتقييم الحاجات الانسانية الفعلية فى المناطق المتأثرة. وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية مارك تونر قد صرح الثلاثاء بأن استخدام الدبابات والاعتقالات العشوائية وقطع الكهرباء في درعا هي "همجية وتمثل عقابا جماعيا لمدنيين أبرياء".