كرس العهد البائد مقولة زائفة وهى أن غزة تهدد الأمن القومى المصرى، وهو تعريف لم يسبق له مثيل منذ وجدت مصر كدولة على أرض البسيطة.
وفى العصر الحديث فكل طفل يعرف أن إسرائيل هى الخطر الرئيسي على الأمن القومى إن لم يكن الوحيد، إسرائيل ومن والاها وساندها ودعمها فى أهدافها العدوانية والتوسعية غير المشروعة.
والتعامل مع قطاع غزة باعتباره مكانا خطرا يجب التدقيق فى من يدخل منه بأكثر مما نفعل على أى معابر دولية أخرى يعنى أننا لا نزال نستسلم لضغوط إسرائيلية وأمريكية فى هذا الصدد.
فهذا الحلف هو الذى يرى فى مقاومة غزة عدوا ونحن بعد الثورة لابد أن نكف عن متابعته فى هذا الموقف. فلا نضع عناصر المقاومة على قوائم الممنوعين من دخول مصر، لأن المقاومة مشروعة حتى بالقانون الدولى.
ولأننا على ثقة ولدى أجهزتنا المعلومات الكافية عن أن المقاومة لا تستهدف سوءا بمصر، وكل ما نشر فى العهد البائد عن مجيىء عناصر إرهابية من غزة للإضرار بمصر ثبت أنه محض كذب وافتراء.
بل من الثابت عن حماس منذ تأسيسها منذ عدة عقود أنها لم تقم بعملية عسكرية واحدة خارج حدود فلسطين، وهذا ينسحب على باقى المنظمات الرئيسية الأخرى كالجهاد والألوية ولجان المقاومة.
فلا يجوز لمصدر أمنى أن يصرح بأن بعض المرضى فى غزة يدعون المرض لمجرد دخول مصر. ولا يجوز لأجهزة أمنية فى معبر رفح أن تسأل أى مصرى عائد من غزة عن مقابلاته هناك، بما يوحى أن زيارة غزة تحيط بها الشبهات!
ولا يجوز أن يغلق المعبر فجأة بدعوى إجراء صيانة فى البوابة!
إنها ممارسة تؤكد للغزاويين دائما أنهم فى سجن وأنهم تحت رحمة السلطات المصرية التى تملك لهم المنح والمنع بأى حجة. وكل هذه الممارسات السخيفة مرتبطة بالضغوط الأمريكية والإسرائيلية.
ونقول للمجلس العسكرى أن المصالحة الفلسطينية والإعلان عن فك الحصار عن غزة، كان أهم إن لم يكن الانجاز الوحيد له فى مجال السياسة العربية والخارجية، فإذا لم يستطع أن يفى به فإنه يضرب مصداقيته بيده.
كما أن الانحناء أمام الضغوط الأمريكية كان دائما هو مقتل النظام البائد وأخطر مساوئه. لذلك لا نرى هذا الموقف العبثى بخصوص معبر رفح بعيدا عما ينشر فى الإعلام عن قرب إعادة ضخ الغاز لإسرائيل.
ولا نرى ذلك بعيدا عما يدور فى الكونجرس الأمريكي من أن القروض والمنح الأمريكية مرتبطة باستمرار حصار غزة وإعادة ضخ الغاز.
ولكن الثورة المصرية لن تقبل بذلك ولسوف ترون إن شاء الله.