ليفني تتخبط بين أصدقائها وأعدائها محمد الشواهين اعترفت ليفني بعدم قدرتها على تشكيل حكومة اسرائيلية جديدة، خلفا لحكومة اولمرت التي باتت حكومة تصريف أعمال، وكان في نيتها تأليفها من عدة أحزاب بما فيها حزب شاس الديني الذي حاول ابتزاز ليفني بشكل صارخ، الامر الذي دعاها لرفض كل الابتزازات والاملاءات وفضلت الذهاب نحو الانتخابات المبكرة، وفي هذه الحالة من المتوقع أن يقوم بيريز بتكليف زعيم غيرها بهذه المهمة،فان لم يستطع فالانتخابات المبكرة سوف تصبح تحصيلا حاصلا ، وهي فرصة ومطلب يسعى لها المتشددون والمتطرفون في الكيان الاسرائيلي. ثمة من يرى أن السيدة ليفني محظوظة بلا شك في وصولها لقمة حزب كاديما الذي اسسه رئيس الوزراء الاسبق ارئيل شارون،وبمرضه انتقلت الزعامة لنائبه أولمرت، وأخيرا تسلمتها ليفني، فلولا انفصال كاديما عن الليكود لما وصلت الزعامة لا لليفني ولا لأولمرت من قبلها، بل ان نتنياهو هو الاحق والاجدر، وهو زعيم من بقوا في الليكود متمترسين وراء يمينيتهم المتشددة. العارفون بالشؤون الاسرائيلية، يصنفون ليفني البولندية الاصل، ضمن صفوف المعتدلين في الحزب، خلافا لمنافسها السابق المتشدد شاؤول موفاز الايراني الاصل، الذي شغل منصب رئيس هيئة اركان الجيش الاسرائيلي سابقا ثم وزيرا للدفاع، قبل دخوله معترك السياسة،وخلال عملها ( أي ليفني) كوزيرة للخارجية بنت علاقات صداقة مع كوندوليزا رايس وزيرة الخارجية الامريكية، ويعتقد المراقبون أن البيت الابيض كان فضل فوز ليفني لرئاسة الحزب عن موفاز المتشدد، أملا في التوصل الى تفاهمات أكثر وأكبر بخصوص قضايا التسوية النهائية بين اسرائيل والفلسطينيين، التي تسعى الادارة الامريكية للتوصل اليها واقامة الدولة الفلسطينية القابلة للحياة جنبا الى جنب مع دولة اسرائيل،حيث كانت النية منعقدة على هذا الأساس، قبل نهاية هذا العام وقبل مجيء رئيس جديد خلفا لجورج بوش، الا أن حساب الحقل بهذا الخصوص لم يتطابق مع حساب البيدر. من هنا اصبح معلوما أنه يتوجب على أي حكومة اسرائيلية أن تضمن أصوات 61 عضو كنيست كحد أدنى للفوز، فالسيدة ليفني كانت مرغمة على تشكيل ائتلاف حكومي من عدة أحزاب، وقبلت بالتفاهمات التي ابرمتها مع زعيم حزب العمل ايهود باراك لكسبه الى جانبها، لكن زعيم حزب الليكود بيبي نتنياهو رفض الدخول في ائتلاف مع كاديما، كونه يطمع بالاطاحة به وافشاله، وهو الآن سعيد بانتخابا ت مبكرة،كونه يطمح باحراز اغلبية فيها تمكنه من تشكيل حكومة بالتعاون مع الاحزاب اليمينية المتطرفة. ليفني صحيح فازت بزعامة كاديما ولكن بصعوبة، في حين ان مهمتها بتشكيل الحكومة فشلت فشلا ذريعا، وقد واجهت ضغوطات وطلبات وشروط من الاحزاب الاخرى التي كان من المفروض أن تشاركها في تشكيل الحكومة لدرجة التعجيز،فحزب شاس الديني لليهود الشرقيين، وهو يعتبر من يمين الوسط، قد اشترط من البداية عليها،عدم ادراج القدس في اي تسوية مع الفلسطينيين،وتخصيص مبالغ كبيرة قد تصل الى مليار شيكل لمشاريعه وللأسر كثيرة الاولاد.. فما بالكم بالاحزاب اليمينية الاخرى كالمفدال الذي يعارض التنازل عن شبر واحد للفلسطينيين من ارض اسرائيل حسب زعمه، أو ذلك الصهيوني المتطرف أفغدور ليبرمان زعيم حزب اسرائيل بيتنا، صاحب نظرية الترانسفير، اي طرد الفلسطينيين كلهم خارج وطنهم !! ان صفوة القول هي ان الطريق امام تشكيل الحكومة القادمة في اسرائيل لن تكون مفروشة بالرمال او الورود، والعارفون بالسياسة الاسرائيلية ومتابعيها يدركون لعبة التحالفات واللوبيات والابتزاز السياسي والمالي عيني عينك. عن صحيفة الرأي الاردنية 28/10/2008