فى مناورة حزبية للضغط على منافسها الأوفر حظاً، أعلنت تسيبى ليفنى، زعيمة حزب كاديما الإسرائيلى أن حزبها سيتجه إلى صفوف المعارضة إذا شكل زعيم الليكود بنيامين نتنياهو الحكومة، مضيفة أن حزبها ليس لديه نية لقبول حكومة يمينية متشددة، وبينما نقلت صحيفة «هاآرتس» عن ليفنى هذه التصريحات، أكد مسؤول كبير فى حزب كاديما أن الحزب ربما ينضم إلى حكومة نتنياهو فى نهاية الأمر بشروطه. أضافت الصحيفة أن ليفنى أكدت استحالة تشكيل حكومة وحدة حقيقة بعد أن شكل نتنياهو ائتلافاً يضم 65 عضواً، وهو ما سيضم على الأرجح حزب «شاس» المتطرف. من ناحية أخرى، ذكرت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية أن اتصالات سرية تجرى بهدف تشكيل حكومة وحدة برئاسة نتنياهو، دون مشاركة أفيجدور ليبرمان، رئيس حزب «إسرائيل بيتنا»، وأضافت أن هناك تحركا سريا للتوسط بين نتنياهو وليفنى وزعيم حزب العمل إيهود باراك من وراء الكواليس بالتوازى مع الجهود العلنية التى يبذلها كل من نتنياهو وليفنى لإقامة «جسم مانع» يحول دون تشكيل حكومة برئاسة الطرف الخصم. ونقل راديو «صوت إسرائيل» عن الصحيفة قولها إن التحركات السرية تهدف إلى تشكيل حكومة وحدة واسعة باشتراك الليكود وكاديما والعمل تضع نصب عينيها مهمة تغيير طريقة الحكم «تغيير النظام الانتخابى»، وجاء ذلك فى وقت أعلنت فيه المتحدثة باسم الرئيس شيمون بيريز أنه سيبدأ مشاورات تشكيل الحكومة الجديدة مع قادة الأحزاب الأربعاء المقبل. وبالرغم من خروج النتائج النهائية الرسمية أمس الأول لتؤكد فوز ليفنى، فإنها مازالت على يقين بأنها لن تشكل الحكومة المقبلة، وأن نتنياهو هو الوحيد القادر على ذلك من واقع عدد مقاعد الكنيست الذى أظهر وجود أغلبية 65 عضواً من كتلة أحزاب اليمين، مقابل 55 عضواً يمثلون أحزاب الوسط - يسار والأحزاب العربية. ونقل المركز الفلسطينى للدراسات الإسرائيلية عن مراقبين قولهم إنه رغم استطاعة نتنياهو تشكيل حكومة يمين ضيقة، يريد ضم حزب كاديما إلى حكومته من أجل تحسين صورته أمام العالم، ولذلك فإنه سيتعين عليه توخى الحذر لدى منحه وعود ائتلافية لأحزاب اليمين، ورسم الخطوط العريضة للحكومة الجديدة، كى يفسح المجال أمام احتمال انضمام الحزب الوسطى. فى الوقت نفسه، نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مقربين من نتنياهو قولهم إنه مستعد لمنح حزب ليفنى حقيبتين وزاريتين من بين الحقائب الوزارية ال 3 الأهم فى الحكومة، وهما الخارجية لليفنى، والدفاع لشاؤول موفاز، وتشير التقديرات إلى أن الحقيبة الوزارية الثالثة، المالية، سيحصل عليها ليبرمان أو أنها ستبقى بأيدى نتنياهو نفسه، وهو ما يؤكد تقرير «معاريف». وأكد المركز الفلسطينى للدراسات الإسرائيلية أن المفاوضات الائتلافية الأصعب التى سيواجهها نتنياهو ستكون مع ليبرمان، الذى وضع شروطاً «تعجيزية» أمام انضمامه للحكومة، وبحسب بن كسبيت، المحلل السياسى فى صحيفة «معاريف»، فإن ليبرمان يطالب ببقاء وزير العدل دانييل فريدمان فى منصبه، كما يطالب بتغيير طريقة الحكم فى إسرائيل فورا وإقرار الزواج المدنى، إضافة إلى إصلاحات أخرى فى مجال العلاقة بين الدين والدولة، والمشكلة التى تواجه نتنياهو أنه حال وافق على هذه الشروط، فإنه سيخسر دعم حزب «شاس»، ذى ال 11 مقعداً. فى غضون ذلك، اعتبر مراقبون أن الفائز الوحيد فى هذه الانتخابات هو أولمرت، الذى سيواصل الحكم لعدة أسابيع إضافية إلى أن يستطيع أحد المتنافسين تشكيل الحكومة بعد تكليف الرئيس شيمون بيريز، خاصة إذا ما قام بمنح ليفنى أولاً فرصة تشكيل ائتلاف حكومى، وهو ما قد يستغرق منها عدة أسابيع، إذا فشلت فى نهايتها، سيتم تكليف نتنياهو، ليكثف مفاوضاته على مدار عدة أسابيع أخرى، وكان أولمرت قد استقال من منصبه منذ بضعة أشهر مضطراً بسبب اتهامات الفساد الموجهة له، والتى يترتب عليها مثوله أمام القضاء.
