حرية الصحافة في العالم العربي من خلال تقرير "مراسلون بلا حدود"
- في العالم العربي: موريتانيا الأولى في الصف 50، والمغرب يتدحرج إلى الرتبة 106، والسلطة الفلسطينية الأخيرة في المرتبة 158.
- المدونون على الإنترنت يعانون من نفس الهجوم الذي تتعرض له الصحافة التقليدية.
أحمد المراغي
نشرت منظمة "مراسلون بلا حدود" تقريرها السنوي لسنة 2007 حول الترتيب العالمي المتعلق بحرية الصحافة عبر مختلف أرجاء المعمور . وقد تصدرت إيسلاندا والنرويج قائمة الدول التي تحترم حرية الصحافة والتعبير فيما احتلت كوريا الشمالية وإيرتيريا مؤخرة الترتيب، وقد شملت هذه الدراسة 169 دولة.
ويسمح الترتيب الذي تضعه "مراسلون بلا حدود" بقياس وضعية حرية الصحافة عبر مختلف بلدان العالم، ويعكس مدى درجة الحرية التي يتمتع بها الصحافيون ووسائل الإعلام وكذا الإمكانيات التي تضعها السلطات رهن إشارتهم لاحترام هذه الحرية.
ويمثل هذا الترتيب وضعية الصحافة في مختلف بلدان العالم خلال الفترة المتراوحة بين فاتح سبتمبر 2006 وفاتح سبتمبر 2007، ولا يأخذ التقييم بعين الاعتبار مجموع الانتهاكات التي تطال مجال حقوق الإنسان ولكن يراعي فقط الخروقات التي تمس حرية الصحافة.
ولإنجاز هذا التقرير السنوي تعد منظمة "مراسلون بلا حدود" استمارة تتضمن خمسين سؤالا لتقييم وضع حرية الصحافة عبر مختلف بلدان العالم، وتشمل الاستمارة جوانب متعددة مثل الاعتداءات المباشرة ضد الصحفيين (الاغتيالات، الاعتقالات والعقوبات الحبسية، الاعتداءات الجسدية، التهديدات، ...) أو الاعتداءات ضد وسائل الإعلام (الرقابة، الرقابة الذاتية، المصادرة والحجز، المنع من الإصدار، الضغوطات الإدارية والاقتصادية، ..).
كما تأخد الاستمارة في الحسبان الإطار القانوني المنظم لمجال الصحافة والإعلام (عقوبات جرائم الصحافة، احتكار الدولة لبعض المجالات، المتابعات القضائية التعسفية، ...) ومستوى استقلالية وسائل الإعلام، كما تأخذ بعين الاعتبار الانتهاكات المتعلقة بحرية سريان المعلومة عبر شبكة الإنترنيت.
ولم تكتف منظمة "مراسلون بلا حدود" بالانتهاكات التي تتورط فيها الأنظمة بل شملت أيضا الخروقات التي يكون مصدرها الميليشيات والجماعات المسلحة والمنظمات السرية ومجموعات الضغط.
وقد تم توجيه هذه الاستمارة إلى 15 منظمة تدافع عن حرية الصحافة في مختلف أنحاء العالم فضلا عن شبكة مراسليها الذين يبلغ عددهم 130 صحافيا موزعين عبر القارات الخمس بالإضافة إلى باحثين وحقوقيين ومناضلين في مجال حقوق الإنسان.
وفيما يتعلق بالعالم العربي، احتلت موريتانيا الرتبة الأولى حيث حلت في الرتبة 50 حيث تقدمت 88 درجة منذ سنة 2004، وربحت 28 مقعدا مقارنة مع السنة الماضية. وجاءت بعدها الكويت في المرتبة 63 (تقدمت 11 درجة مقارنة مع سنة 2006) والإمارات في الرتبة 65 (تقدمت 13 درجة مقارنة مع 2006) ثم قطر في الرتبة 79 (تقدمت درجتين فقط) ثم لبنان (تقدم 9 درجات)، بينما اندحر المغرب وتقهقر إلى المرتبة 106 (تراجع ب9 درجات مقارنة مع سنة 2006) بسبب التضييقات والهجوم الذي تعرضت إليه عدة منابر إعلامية واكتوت بناره الصحافة المستقلة.
وجدير بالإشارة إلى أن الصحافيبن المغاربة تعرضوا خلال الفترة التي شملها التقرير إلى عدة متابعات قضائية وتضييقات حالت دون ممارستهم للمهنة بحرية كاملة، نذكر من أبرزها المتابعات القضائية ضد عبد الرحيم أريري مدير نشر أسبوعية "الوطن الآن" ومصطفى حرمة الله الصحفي في نفس الجريدة، حيث حكمت محكمة الاستئناف على الأول بخمسة أشهر موقوفة التنفيذ وصدر في حق الثاني حكم بالسجن لمدة سبعة أشهر مع أداء غرامة 1000 درهم لكل واحد منهما، وكانت السطات قبل ذلك اقتحمت مقر الجريدة وصادرت أرشيفها وحاسوبين اثنين وخلقت جوا من الرعب وسط طاقم الأسبوعية، وقد توبع الصحفيان على إثر نشرهما ملفا في شهر يوليوز الماضي حول " التقارير السرية التي حركت حالة الاستنفار بالمغرب "
ومن جانب آخر هناك أيضا المتابعات القضائية التي يعاني منها رضى بنشمسي مدير أسبوعيتي "نيشان" (ناطقة بالعربية)و"تيل كيل" (ناطقة بالفرنسية) بتهمة "المس بالاحترام الواجب للملك" و"إهانة المقدسات".
وتنضاف إلى هاته الملفات القضية التي ما يزال يتابع فيها منذ سنة 2005 عبد العزيز كوكاس مستشار تحرير "الأسبوعية الجديدة" وندية ياسين كريمة عبد السلام ياسين مرشد جماعة "العدل والإحسان" إثر تصريحات أدلت بها لهذه الصحيفة عبرت من خلالها عن مواقفها من عدة قضايا تعتبر من المحرمات مثل الدستور والملكية.
وأضاف التقرير أن الرقابة والاعتقال شملا أيضا خلال السنة الحالية مدوني الإنترنيت حيث تم منع مجموعة من المواقع الإعلامية على الشبكة العنكبوتية، وأبدت منظمة "مراسلون بلا حدود" قلقها الشديد إزاء ارتفاع حالات الرقابة على شبكة الإنترنيت. وأبرزت أن الحكومات تشعر يوما بعد يوم بالدور البارز والطلائعي الذي يمكن أن تؤديه شبكة الإنترنيت في مجال النضال من أجل الديمقراطية ، وهكذا تبتكر الأنظمة المستبدة في المقابل وسائل جديدة لفرض الرقابة على الشبكة المعلوماتية. فالسلطات تهاجم اليوم المدونين في الإنترنيت والصحافة الرقمية بنفس القوة التي يهاجم بها الصحفيون العاملون في وسائل الإعلام التقليدية.
وفيما يلي الترتيب الخاص بأبرز البلدان العربية: 50- موريتانيا (78) 63- الكويت 74) 65- الإمارات (78) 79- قطر (81) 98- لبنان (107) 106- المغرب (97) 118- البحرين (111) 122- الأردن (110) 123- الجزائر (126) 140- السودان (139) 143- اليمن (150) 145- تونس (148) 146- مصر (133) 148- السعودية (161) 154- سوريا (153) 155- ليبيا (152) 157- العراق (154) 158- الأراضي الفلسطينية (134)
ملاحظة: الأرقام الموضوعة بين قوسين تتعلق بترتيب السنة الماضية 2006، حيث يمكن للقارىء مقارنة مدى تقدم أو تراجع كل دولة على حدة في ميدان حرية الصحافة.