أنقرة: اعتقلت أجهزة الأمن التركية اليوم الجمعة 20 شخصا بينهم 10 ضباط في الجيش وذلك في إطار التحقيق في "تنظيم الدولة السرية" الذي نفذ جرائم كبرى وكان يخطط للقيام بإنقلاب ضد حكومة "العدالة والتنمية" ذات الجذور الإسلامية وإغتيال رئيس الوزراء رجب طيب أردوجان. ونقلت صحيفة "حرييت" التركية اليومية في موقعها على شبكة الإنترنت الدولية عن مصادر في مديرية الأمن التركية أن الشرطة التركية اعتقلت أمس الخميس 10 ضباط جيش في الخدمة بمستشفى عسكري بأنقرة وقامت شرطة مكافحة الارهاب بتفتيش منازل بعضهم ، مشيرة إلى أنه تم القبض أيضا على مدنيين عاملين بمنشأة عسكرية. وأوضحت الصحيفة أن حملة الإعتقالات التي تعتبر الأحدث ضمن تحقيق بشأن جماعة "أرجينكون" القومية المتطرفة تمت في خمس مقاطعات تركية وجاءت بعد اكتشاف مخبأ للأسلحة خارج اسطنبول في أبريل الماضي. وكانت السلطات التركية قد قامت بمتابعة وبتوجيهات من رئيس الوزراء برصد تحركات وإتصالات تنظيم "الدولة السرية" الذي يضم ضباطا كبارا سابقين في الجيش ومحامين وصحافيين ورجال أعمال ينتمون جميعهم إلى الفكر العلماني. وتبين ضلوع هذا التنظيم في عدد من الجرائم الكبرى وشبكة المافيا والتخطيط لعدد آخر من الجرائم والتورط في اغتيال الصحفي التركي من أصل أرميني هرانت دينك والتخطيط لإغتيال الأديب أورهان باموك الفائز بجائزة نوبل للآداب. يذكر أنه بعد جريمة إغتيال الكاتب دينك اعترف أردوجان بوجود دولة ضمن الدولة التركية ،مطلقا عليها اسم "الدولة الخفية" أو "الدولة الظل" أو "الدولة العميقة المتغلغلة" وحملها المسؤولة عن الكثير من جرائم الإغتيال السياسي التي جرت في تركيا ،مضيفا أن مكافحتها تستلزم جهدا كبيرا وزمنا طويلا. وتعتبر "الدولة الخفية" في تركيا شبكة معقدة من الشخصيات والمؤسسات والجمعيات القومية والعصابات التي تنشط على شكل مافيات سياسية وعسكرية وإعلامية سرية مرتبطة ارتباطا وثيقا بأعلى هرم المؤسسة العسكرية وبمراكز ودوائر الحرب الخاصة في هيئة الأركان العامة التركية. ويتركز عملها في استهداف من يود المس بذهنية وتركيبة وهوية الدولة التركية من شخصيات وأحزاب ومؤسسات عبر عمليات الإغتيال أو الخطف أو التهديد أو الترهيب أو التشهير على اعتبار أن المستهدفين هم أعداء تركيا والقومية التركية.