ميت رومني هل يكون الرئيس القادم؟ أكد "عمرو عبد الرحمن" – الناشط السياسي – أن الانتخابات الأميريكية التى لم يبق سوي أشهر على بدئها، تقلل كثيرا من إمكانية اتخاذ قرارات حاسمة من جانب الإدارة الأميريكية بشأن الموقف فى سورية، التى تشهد انتهاكات وحشية يومية من جانب النظام ضد المدنيين، إلى جانب تصاعد الصراع المسلح، ما بين جيش بشار والجيش السوري الحر، وذلك انتظارا لما ستسفر عنه نتائج الانتخابات، سواء ببقاء "باراك أوباما" فى البيت الأبيض أو وصول منافسه "ميت رومني"، إلى سدة الحكم. وأوضح "عبد الرحمن"، فى تصريحات إعلامية لبرنامج "الصحافة العالمية" بقناة "نايل تي في"، أن هناك قانون أميريكي غير مكتوب، ينص على أن قرارات الحرب غالبا ما يتم اتخاذها فى عهود "الجمهوريين"، على غرار "ليندون جونسون" الذي أشعل حرب فييتنام بعد اغتيال سابقه "جون كينيدي"، و"ريتشارد نيكسون" الذي أصر على استمرار الحرب الفييتنامية لسنوات امتدت حتى قرابة منتصف السبعينات، ثم الرئيسين "بوش" – الأب والابن – الذان اضطلعا بمهمة إشعال الحروب فى منطقة الخليج، لتكون مبررا لزرع القواعد الأميريكية فى المنطقة الغنية بالنفط. وبالمقابل، وعلى النقيض، كانت عهود الرؤساء الديمقراطيين، تمثل فترات لاستعادة الهدوء الدولي، وامتناع الولاياتالمتحدة عن شن الحروب أو المشاركة فيها، والميل لحل الأزمات الدولية بالطرق الدبلوماسية، كما شهدت رئاسة "كينيدي" من احتواء لأزمة الخنازير الشهيرة مع الاتحاد السوفييتي السابق، وكذا فى عهود رؤساء أمثال "جيمي كارتر" الذي كان بمثابة المايسترو فى تأسيس عملية السلام بين مصر والكيان الصهيوني، عام 1979، ومن بعده الرئيس "بيل كلينتون" الذي نجح فى إبرام اتفاق تاريخي آخر بين الفلسطينيين، والصهاينة في أوسلو، وأخيرا الرئيس "باراك أوباما"، الذي شهد عهده استمرار التهدئة فى منطقة الشرق الأوسط بصفة عامة. وكشف "عبد الرحمن" أن المرحلة المقبلة، من المتوقع أن تشهد تصعيدا للتوترات فى منطقة الشرق الأوسط، على خلفية بزوغ الربيع العربي، وبالتحديد انتقال الثورة السورية من مرحلة السلمية إلى الدموية، بما يفتح الباب لتدخل القوي العظمي المتصارعة على النفوذ فى المنطقة الاستراتيجية الهامة فى قلب العالم، وهو ما يعني أن قرار أمريكي بالاتخراط فى حرب شرق أوسطية، قد بات – ليس فقط – وشيكا، ولكن يحتاج لوجود رئيس من معسكر الجمهوريين الميال لإشعال الحرائق، وفقا للقانون المذكور – غير المكتوب، مما يعني أن الزمن القادم فى أمريكا هو زمن "رومني"، وليس أوباما. فى شأن مختلف، وفى تعليق منه على قرار كندا بقطع العلاقات مع إيران وسورية، بدعوى قمع الحريات، وانتهاك حقوق الإنسان فى البلدين، أكد "عبد الرحمن" أن تأثير الضغوط الدبلوماسية الصهيونية، على الحكومة الكندية واضح بكل تأكيد، خاصة بعد الإشادة السريعة من جانب "بنيامين نيتانياهو" - رئيس وزراء الكيان – بالقرار الكندي، وفى ظل ما هو معروف من ضلوع النفوذ الصهيوني فى تحويل المسارات السياسية للقرارات الدولية، مثلما حدث أخيرا مع القيادة العسكرية فى برلين، عقب الإعلان عن صفقة يتم بمقتضاها بيع غواصات ألمانية متطورة إلى مصر، وحيث تعرضت الحكومة الألمانية لضغوط شرسة من جانب تل أبيب، وهو ما أدي لتردد أنباء بشأن إلغاء الصفقة، وهو ما نفته العاصمة الألمانية على الفور، إلا أن ذلك لا يعني أن الصفقة لم تصبح فى مهب الريح.