قدم الرئيس الأمريكى باراك أوباما بتأييده لزواج المثليين فرصة ذهبية لمنافسه الجمهورى ميت رومنى لكسب تأييد الناخبين الإنجيليين فى الانتخابات الرئاسية المقبلة والتى بات مؤكداً فوز رومنى بترشيح الحزب الجمهورى لخوضها وذلك بعد انسحاب رون بول الذى كان آخر المتبقين أمام رومنى فى السباق الجمهورى إلى البيت الأبيض. وبالرغم من أن الحزب الجمهورى لن يعلن ترشيح رومنى رسميا إلا فى المؤتمر الوطنى للحزب الذى سيعقد فى نهاية أغسطس المقبل فى مدينة تامبا بولاية فلوريدا، إلا أن رومنى بدأ يركز على الانتخابات الرئاسية العامة التى ستجرى فى نوفمبر القادم وقد ركزت حملته حتى الآن على مهاجمة أوباما خاصة فيما يتعلق بالأداء الاقتصادى والبطالة والتراجع فى أعداد الوظائف مستفيدا من كونه رجل اقتصاد فى المقام الأول. كما يهاجم رومنى سياسة أوباما الخارجية القائمة على الدبلوماسية ويتهمها بإضعاف النفوذ الأمريكى الخارجى. وقد وجد رومنى (65 عاما) فى موقف أوباما من زواج المثليين فرصة لكسب تأييد الإنجيليين وكذلك لطمأنة مخاوفهم من انتمائه دينيا إلى طائفة «المورمون» التى تعتنق تقاليد يعتبرها الكثير من المسيحيين الأمريكيين لا علاقة لها بالدين المسيحى. ففى خطاب ألقاه بجامعة ليبرتى معقل المسيحيين الإنجيليين بولاية فيرجينيا وأكبر جامعة مسيحية فى الولاياتالمتحدة، دافع رومنى عن القيم المسيحية قائلا إن «الإرث اليهودى المسيحى يقع فى صلب الزعامة العالمية للولايات المتحدة». وفى محاولة للظهور بصورة النقيض لمنافسه الديمقراطى، كرر رومنى معارضته لزواج مثليى الجنس، مؤكدا أن الزواج علاقة بين رجل وامرأة. ولكن فى الوقت الذى يستبعد فيه المراقبون أن تؤثر مورمونية رومنى سلبا فى التصويت له فى الانتخابات، فإنهم يشيرون إلى عدة تحديات تواجه رومنى من بينها ما أظهرته استطلاعات الرأى عن ميل النساء للتصويت لأوباما بشكل كبير بسبب معارضة رومنى للإجهاض، وكذلك احتمالية خسارته لأصوات الناخبين من أصول لاتينية بسبب معارضته لسياسات الهجرة. ويرى الخبراء أن الخطر الأكبر الذى يواجه رومنى هو اتخاذه مواقف متناقضة فهو ينتقد نظام أوباما الصحى بالرغم من أنه أقر نظاما مشابها عندما كان حاكما لولاية ماساتشوستس. كما أنه يعارض الآن زواج المثليين فى حين أنه فى عام 1994 وافق خلال نقاش مع ادوارد كينيدى على تقديم بعض التنازلات لهم، وكذلك غير موقفه من الإجهاض عدة مرات. كما يفتقر رومنى إلى الكاريزما والتلقائية فى الكلام ومهارة الخطابة، بالإضافة إلى زلات لسانه ومن أسوأها قوله إنه «يهوى إقالة الموظفين» وهو ما قد يرسخ لدى الناخبين الصورة المأخوذة عن رومنى كرجل ثرى يبتعد عن واقع الأغلبية الساحقة من الأمريكيين. ومع ذلك فإنه من المبكر جدا التنبؤ بنتيجة السباق بين أوباما ورومنى، خاصة أن استطلاعا للرأى أجرته شبكة «سى بى أس» وصحيفة «نيويورك تايمز» الأسبوع الماضى أظهر تقدم رومنى للمرة الأولى على أوباما منذ بدء السباق، حيث حصل على 46% من الأصوات مقابل 43% للرئيس الحالى. يذكر أن ويلارد ميت رومنى ينتمى لعائلة سياسية معروفة فوالده جورج رومنى كان حاكما لولاية ميتشجن ورومنى من مواليد 12 مارس 1947 فى مدينة ديترويت بولاية ميتشجن وقد حصل على ماجستير فى إدارة الأعمال وشهادة فى القانون من جامعة هارفارد ليصبح بعدها رجل أعمال بارع حيث أثبت كفاءة فى إنقاذ الشركات المتعثرة. أما مسيرة رومنى السياسية فانطلقت فى 1994 عندما خاض انتخابات مجلس الشيوخ عن الحزب الجمهورى لكنه خسر أمام منافسه ادوارد كينيدى. وفى نهاية 2002 ترشح لمنصب حاكم ولاية ماساتشوستس ليفوز ويترأس الولاية من 2003 حتى 2007 ولم تقف طموحات رومنى عند هذا الحد حيث ترشح للفوز بترشيح الحزب الجمهورى للانتخابات الرئاسية لعام 2008 ولكنه خسر أمام جون ماكين ليعود وينافس على كرسى الرئاسة فى الانتخابات القادمة وهو متزوج ولديه خمسة أبناء و18 حفيدا.