[image] ركزت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميريكية، فى تقرير هام لها، على وجهين جديرين بالاهتمام لفعاليات الجولة الثانية والأخيرة من الانتخابات الرئاسية المقرر عقدها خلال أيام، حيث لفتت من ناحية إلى أنه تعتبر الأولي من نوعها فى تاريخ مصر، من حيث عدم قدرة الناخب على توقع الفائز بالمنصب، وكذا من حيث حجم المشاركة بحرية وليس عبر الأساليب القمعية التى كان يتم فيها شحن عشرات الآلاف من الموظفين والعمال كقطعان الأبقار والماشية فى سيارات النقل والباسات إلى صناديق الانتخاب للتصويت بكلمة واحدة: نعم مبارك. الوجه الآخر، يتعلق بما وصفته الجريدة بالاستقطاب الانتخابي بين قوتين إحداهما تنتمي للنظام البوليسي العلماني – البائد – ممثلا فى أحد كبار رجال الرئيس المخلوع والمدان بالسجن المؤبد، وهو أحمد شفيق – المدعوم من المؤسسة العسكرية - وبين قوة التيار الإسلام السياسي، ممثلة فى الدكتور محمد مرسي، وهما الفارسين الذان تمكنا من الحصول على أكبر من أصوات المشاركين فى الجولة الانتخابية الأولي. وقد دعا هذا الاستقطاب الانتخابي الواضح بين الخوف من التطرف الديني من جهة والخوف من عودة الدولة البوليسية العلمانية من جهة أخري، إلى حالة من القلق العارم بين المصريين فى الفترة الأخيرة، فيما يحاول العقلاء البحث عن حل وسط للأزمة دون جدوى – حتى الآن. واهتمت الصحيفة فى تقريرها بالإشارة إلى المليونية التى شهدت تظاهرات احتجاجية فى عديد من محافظات مصر، ضد عودة رموز النظام البائد ممثلة فى الفريق أحمد شفيق، إلا أن ذلك لم يوقف سيل التحذيرات المتطايرة من تحول مصر إلى "إيران" جديدة. وقد فشل المرشحان الرئاسيان فى تقديم البراهين الكافية على أن كل منهما يضمن لشعب مصر قيام دولة قائمة على حماية الحريات السياسية والدينية على حد سواء، بحسب تقرير "نيويورك تايمز" الذي استشهد بمقولة "أحمد قباني" أحد الشباب: إنها صدمة أن يكون الاختيار على هذا النحو بعد ثورة بهذا الحجم.. أنا لن أشارك في جولة الإعادة"، على حد قوله. وأوضحت الصحيفة أن الفريق أحمد شفيق قد خقق شعبيته على أساس مغازلة الأقباط وتنمية الشعور بالخوف من الإسلاميين، فيما اعتمدت محاولات الدكتور محمد مرسي فى الوصول إلى كرسي الرئاسة على طمأنة المصريين أنه سيكون رئيسا للجميع.