1-سواء كان ما يسمي بتنظيم القاعدة أو ما يسمي بالخلايا النائمة من شراذم فصائل الإرهاب هي التي تقف وراء جريمة الإسكندرية البشعة فأن الخطر واحد والتحدي صريح و الوطن كله بمسلميه ومسيحييه مستهدف ومن ثم فأن الأمر يتطلب رفع أقصي درجات الاستعداد والتأهب فنحن إزاء تنظيمات سرية تتوافر لها قدرات تنظيمية ومالية لا يستهان بها وهذه التنظيمات تلجأ أحيانا إلي الكمون والاختباء عندما تشتد عليها الضربات الأمنية انتظارا للوقت الذي تراه ملائما لعودة الظهور والخروج من جحورها وتنفيذ جرائمها. ورغم أنه من المبكر الحديث عن هوية مرتكبي هذه الجريمة البشعة فأن من الصعب أن نفصلها عن بقية المشاهد الدموية المريعة التي أصبحت عنوانا لمنطقة الشرق الأوسط في السنوات الأخيرة وهو ما يدعو إلي الاعتقاد بأن هناك خيطا يربط بين هذه الفصائل الإرهابية التي يتستر بعضها بعباءة القاعدة. وإذا كانت قبضة الأمن القوية في مصر قد نجحت لما يزيد علي أكثر من عشر سنوات في قطع دابر هذه الفصائل الإرهابية ومنع أيه إمكانية لحركتها علي الأرض المصرية بمثل ما يحدث في الدول الأخري فأن ذلك لا يعني أن الحلول الأمنية وحدها تكفي لدرء المخاطر ومن ثم فإن أساليب الملاحقة والمطاردة الأمنية رغم أهميتها تتطلب تعاونا شعبيا وتكاملا عربيا وفهما دوليا لأنه في ظل الشبكة العنكبوتية يصعب علي أي دولة أن تواجه وحدها خطر الإرهاب. أريد أن أقول إنه يتحتم علي الذين يعطلون منذ سنوات عقد مؤتمر دولي لتعريف الإرهاب تحت راية الأممالمتحدة أن يراجعوا مواقفهم لأن استمرار غياب التعريف الصحيح للإرهاب هو الذي يسمح بوجود ثغرات تؤدي لتسهيل وتيسير مهمة الأعمال القذرة للجماعات الإرهابية! أتحدث عن استراتيجية عالمية تتوافر لها كل معطيات التوافق والمصداقية من خلال قناعة الجميع بأن الإرهاب لا وطن له ولا دين وأن ما جري في الإسكندرية لا يختلف كثيرا عن ذلك الذي أصبح روتينا يوميا في العراق والصومال وموسميا في الجزائر والمغرب والعديد من بلدان العالم بما فيها أمريكا والدول الأوربية. وما لم تتوحد إرادة المجتمع الدولي باتجاه هذا الهدف فإن الرهان علي إمكانية النجاح في القضاء تماما علي ظاهرة الإرهاب يظل حلما مستحيلا في ضوء تنوع وتعدد أساليب ووسائل العمليات الإرهابية واعتمادها علي عنصر المفاجأة فضلا عما تتمتع به هذه التنظيمات الإرهابية من ملاذات أمنية وأغطية إعلامية ومصادر تمويلية لا يمكن القول بإمكان توفيرها جميعا بعيدا عن أهداف سياسية تلعب بها القوي الدولية وهي غافلة عن احتمال ارتداد هذه الأخطار عليها طال الزمن أو قصر! وإلي أن يتحقق الحلم في توحد إرادة المجتمع الدولي فإن علينا أن نفتح عيوننا جيدا وأن نتفق علي إخراج الاستحقاقات الواجب سدادها لتوفير الوقاية اللازمة لشعبنا من خطر الإرهاب بعيدا عن أي مناورات سياسية أو حزبية ضيقة! وليحفظ الله مصر من كل خطر وسوء وفي المقدمة هذا الخطر اللعين الذي يتقافز من بلد إلي آخر علي امتداد خريطة الوطن العربي كله! وغدا نواصل الحديث ***خير الكلام: ** ضاقت فلما استحكمت حلقاتها فرجت وكنت أظنها لا تفرج!