كشف تقرير إخبارى لوكالة "الأسوشييتيد برس" أن هناك تراجعًا واضحًا فى التوجهات السياسية الأميريكية نحو النظام المصرى، فبعد أن تعرضت الأخيرة لضغوط عنيفة لشهور طويلة مضت، وصلت ذروتها أثناء زيارة "أوباما" الشهيرة للقاهرة بهدف تحقيق مزيد من الإصلاحات السياسية المحلية، وهو التراجع الذى عبر عنه ذلك الفتور الواضح من جانب "بي جي كرولي" نائب وزيرة الخارجية الأمريكية والمتحدث الرسمي باسم الوزارة، فى تعليقه على تساؤل بشأن موقف الولاياتالمتحدة من ترشيح البرادعى لخوض معركة الرئاسة القادمة، وهو ما فسره التقرير بعدم ترحيب الإدارة الأمريكية بخوض الدكتور محمد البرادعي، المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية انتخابات الرئاسة المقبلة والمقررة عام 2011. كما رفض التعليق على كم العقبات التي يواجهها أى مرشح مصرى مستقل وليس البرادعى فقط في ظل الشروط التعجيزية التى تتضمنها المادة 76 بالدستور المصري، واكتفى "كرولى" بالقول: إنه شأن مصرى..! وأبدى واضع التقرير تعجبه من التناقض الواضح فى اللهجة الأمريكية الرسمية تجاه مصر، فبعد أن كانت الانتقادات اللاذعة هى الصبغة الأساسية لتصريحات المسئولين بالإدارة الأميركية، خصوصا فيما يتعلق بشان الإصلاح الديمقراطي أو تعديل النظام الانتخابي الحالي، أصبح الأمر الآن على النقيض تمامًا، بدليل تصريح حديث لمارجريت سكوبى أشادت فيه بالأوضاع السياسية فى مصر على عكس العديد من تقارير المنظمات الدولية المعنية بمدى حصول مواطني دول العالم على حقوقهم السياسية. وأكد التقرير أن الفتور الأميريكى الرسمى تجاه رغبة "البرادعى" فى خوض انتخابات الرئاسة، اتضح جليا فى تهرب "كرولى" من الرد على سؤال وُجه إليه حول مدى تقبُّل الخارجية الأميركية للبرادعى رئيسًا لمصر، حيث قال: "نحن لا نتحدث عن شخص بعينه، بل نشجع الحكومة المصرية على مزيد من الإصلاح السياسي، وإصلاح نظام الانتخابات". وفى السياق ذاته أشار التقرير إلى أن هناك دليلاً آخر على تراجع أمريكا عن الضغط على مصر بهدف إجراء إصلاحات سياسية يحلم بها ساسة مصريون مستقلون وحزبيون، يتمثل فى أن قضايا الإصلاح السياسي سيكون خارج أجندة الحوار الاستراتيجي المتوقع عقده بين مصر والولاياتالمتحدة ويبدأ في مارس القادم، برعاية ما يسمى ب"مركز التقدم الأمريكي للدراسات الاستراتيجية" وهو مركز وثيق الصلة بدوائر صنع القرار في وزارتي الخارجية والدفاع الأمريكيتين، وأن أجندة الحوار سوف تكتفى بالتركيز على الدور الذى تطلب أمريكا من مصر أن تلعبه دائمًا وأبدًا وهو قيادة الجهود الرامية للسيطرة على ما تعتبرها أمريكا "حركات متطرفة" بالمنطقة بهدف دعم المصالح الأمريكية في ظل تفاقم الأوضاع بالعراق وأفغانستان وحاجة واشنطن لدعم حلفائها الاستراتيجيين وعلى رأسهم مصر لتجاوز هذه الصعوبات.