عودة الروح كانت مسيرة هي الأكبر فى تاريخ الثورة وربما فى تاريخ مصر، تلك التى امتدت مابين ميداني الدقي والتحرير، وكانت نقطة انطلاقها من ميدان مصطفي محمود، وشارك فيها مئات الألوف، وقادها شباب الثورة الحقيقيون، خالد تليمة، محمد عبد العزيز، نادر السيد، وكمال أبو عيطة، ومن فوق كرسيِّها المتحرك، "ماما خديجة"، كما اعتاد أن يطلق عليها الثوار، بعد أن أقعدها التعذيب بأيدي العسكر، ثم حطم قلبها حكم الإخوان. بالمسيرة التى شارك فيها المسلمون والأقباط، السلفيون وشباب الإخوان، رموز اليسار والليبراليون، جنبا إلى جنب ............... استعاد ميدان التحرير حريته، واستردت الثورة روحها، وعادت شعاراتها التى وحدت شمل وطن بأكمله، لتتعالي وتناطح السحاب: عيش . حرية . عدالة اجتماعية عيش . حرية . إسقاط التأسيسية يسقط يسقط حكم المرشد الداخلية بلطجية ياابو دبورة ونسر وكاب. انت أصل الإرهاب بيع بيع بيع . الثورة يا بديع لقد فاجأ المصريون أنفسهم مجددا، وطردوا الفلول من الميدان، واستعادوا زمام المبادرة، وأشعلوا نيران الشرعية الثورية بعد أن انطفأت غصبا عنهم، وبعد أن أعطوا الفرصة تلو الفرصة، للعسكر، ثم الإخوان، قبل أن يكتشفوا أن الاثنين وجهان لعملة واحدة صدئة، ظاهرها حب الوطن وباطنها الخيانة وبيع الوطن، كلٌ لصالح مشروعه الخاص، فأعلنها الشباب بصوت الملايين منهم: الثورة مستمرة، ولو كره الكارهون. الثورة مستمرة ضد الفساد الذي لم يتطهر منه شيئ. الثورة مستمرة ضد زباينة الداخلية وكلاب العادلي ....... الذين لم يعاقب منهم أحد فى جريمة واحدة راح ضحيتها شهيد أو مصاب. الثورة مستمرة ضد الحاكم، الذي يظن أن يعرف شعبه أكثر من شعبه، أو يري فى نفسه القدرة على اتخاذ القرارات فى غيبة من حضور الناس، بما فيهم الذين انتخبو "الاستبن" نكاية فى المرشح "البلوفر"، أو الذين قاطعوا الانتخابات رفضا لمبدأ الاختيار بين الطاعون أو الكوليرا، وحتى هؤلاء الذين رفضوه ورضوا به احتراما لرأي الأغلبية. الثورة مستمرة ضد من رفض الاقتراض من صندوق النقد الماسوني الصهيوني، عندما كان وسط عوام الناس، ثم أصر على تنفيذه متحديا إرادة الثوار، مدمرا مستقبل أجيال قادمة بفوائد الدين الحرام، عندما وصل إلى سدة الحكم. الثورة مستمرة ضد من طالب فى عهد المخلوع بإقالة الحكومة ردا على كارثة القطار، ثم إذا به يتمسك بحكومته "الإخوانجية" رغم سقوط المئات قتلي ومصابين فى حادثين مروعين بشهر واحد. الثورة مستمرة ضد من يتلقي الأوامر من جماعته، ثم يصيغها فى صورة قرارات، يرضي بها الجماعة على حساب الشعب، ويحتمي بعشيرته لتمريرها ولو على "قفا"باقي الشعب. الثورة مستمرة ضد المتمسكين بتأسيسية دستورية تكرس لانقسام أبناء الوطن الواحد إلى أغلبية مسيطرة، وأٌقلية تعامل كمواطنين من الدرجة الثانية، تمهيدا لطريقين لا ثالث لهما، إما التقسيم أو الحرب الأهلية. وأخيرا، فالثورة مستمرة ضد الذين يتاجرون بدين الله، فيرتدون قناع الديمقراطية التى يُحرمها شيوخهم حتى يصلوا إلى كرسي الحكم، ثم ينقلبوا عليها، سيرا على رقاب الجميع، بدعوي إعلان الخلافة الإسلامية، والله طيب لا يقبل إلا طيبا، وهو – عز وجل القائل فى قرآنه الكريم أن المنافقين فى الدرك الأسفل من النار. سيادة الرئيس، اختر الآن.... إما أن تبقي عبدا فى خدمة "جماعتك" التى تربيت فى أحضانها، ورضعت تعاليمها، وخضعت لها العمر كله، وإما أن تكون خادما لشعبك الذي اختارك ووثق فيك أو على الأقل رضي بك............ هذه رسالة الملايين إليك من ميدان التحرير ... فماذا أنت فاعل سيادة الرئيس د. محمد مرسي؟؟؟