في الوقت الذي تزداد فيه مخاوف المصريين من أزمات مياه الشرب، يتعرض مجرى نهر النيل داخل محافظة المنيا للتلوث بكميات كبيرة من مياه الصرف الصحي والزراعي والصناعي، التي تُصب فيه يوما بكميات تُقدر بآلاف الأمتار المكعبة من خلال مصرف المُحيط داخل قرية إطسا في مركز سمالوط شمال الإقليم. وبدأت أزمة مصرف المُحيط، قبل نحو 22 عاما من الآن، عند حفره بطول 135 كيلو متر ليبدأ من مركز ديروط شمال محافظة أسيوط، مرورا بمراكز ديرمواس، وملوي، وأبوقرقاص، والمنيا، حتى "المصب" داخل قرية إطسا داخل مركز سمالوط، مُحملا بآلاف الأمتار المُكعبة من مياه الصرف الصحي والزراعي والصناعي. قال عبد المقصود حسانين أبوالسعود رئيس مجلس إدارة مركز شباب إطسا البلد، في تصريحاته ل"مصراوي"، إنه منذ إنشاء المصرف وصبه لكميات كبيرة من المياه الملوثة بالصرف "الصحي، والزراعي، والصناعي" داخل نهر النيل أثر على صحة أهالي القرية والأخرى القريبة من "المصب" فضلا عن ضرره بالأراضي الزراعية، وانتشار الحشرات الضارة والباعوض الناقلة للأمراض. وأوضح "أبوالسعود"، أن محطات مأخذ المياه ومنها الخاصة بقريتي "زهرة" و "عرب الزينة"، التي تُغزي نحو 9 قرى تعتمد عليه. وأشار أحمد علام، مُزارع داخل قرية إطسا، إلى انخفاض انتاجية الأراضي الزراعية من المحاصيل المختلفة؛ بسبب ريها بمياه الصرف المارة وسط الأراضي الزراعية. وقال "فتحي عبد الظاهر"، الذي يعمل صيادًا، على هروب الأسماك من مجرى النيل بالمنطقة المُطلة على قرية المصب والأخرى المجاورة بسبب مياه الصرف التي قضت على كميات كبيرة من الأسماك. وأوضح الدكتور محمد موسي المستشار الجيولوجي للمحافظة في تصريحات سابقة له خلال بيان أصدرته المحافظة قبل عامين، أن مصادر المصرف تتكون من "مياه الصرف الزراعي، والصرف الصحي الناتجة من محطات صرف "غرب المنيا، قرية تلة، أبوقرقاص، ومدينة المنيا "، والصرف الصناعي الناتج عن مصنع سكر أبوقرقاص".، وأن مياه "المصرف" تؤثر على أهالي محافظة المنيا، والمحافظات المجاورة؛ بإصابة سكانهم بأمراض" الفشل الكلوي، والتهاب الكبد الوبائي". وكان اللواء عصام البديوي محافظ المنيا السابق، تحدث عن أزمة "مصرف المحيط"، في ديسمبر قبل الماضي، حين أصدر بيانًا قاله فيه "إن المحافظة تسعى لحل مشكلة المصرف وتقليل الآثار الناتجة عن تلوث مياهه من خلال ثلاثة محاور، يأتي في مقدمتها استكمال قيام هيئة مياه الشرب والصرف الصحي أعمال إنشاء محطة معالجة وتنقية للمياه ،والتي ستعمل بطاقة 150 ألف متر مكعب يوميًا، وإيجاد حل لمخلفات مصنع "سكر أبوقرقاص" الناتجة من استخدام محاصيل "البنجر، وقصب السكر"، في صناعة السكر وغيره من المنتجات، الذي يقوم بالقاءها في "المصرف"؛ بشراء "المصنع"، ماكينة تُعالج المخلفات، وفصلها عن المياه وتنقيتها من الكيماويات الضارة التي تُلقى في "المصرف"؛ بما يساهم في حل المشكلة بنسبة 95%ويقلل من تلوث المياه". وأضاف "المحافظ"، "أن المحور الثالث لحل المشكلة، يتمثل في المنازل التي لا يوجد لديها توصيلات للصرف الصحي، وتعمل بنظام الخزانات تحت المنازل، التي يفرغها الأهالي في "المصرف".