نهر النيل الخالد يتألم من إلقاء 60 الف متر مكعب من مياه الصرف الصحي والصناعي غير المعالج والتي تصب في مصرف المحيط ومنها إلي مجري نهر النيل بقرية أطسا بسمالوط حيث يعبر المحيط قري غرب المحافظة بامتداد 135 كيلو مترا تقريباً يبدأ من قرية ديروط جنوب محافظة أسيوط مرورا بابو قرقاص وينتهي شمالا عند قرية أطسا مركز سمالوط ومنه يصب مباشرة في نهر النيل إلا أن المنطقة الأكثر تلوثا وخطورة علي صحة المواطنين والمحاصيل الزراعية هي المسافة الواقعة بين قرية نزلة رومان بأبو قرقاص وقرية اطسا بسمالوط بمساحة 6.4 كيلو. فعلي الرغم من تعاقب المحافظين الا انهم جميعا فشلوا في ايجاد حل لتلك المشكلة التي يئن منها نهر النيل وتدمر صحة المواطنين وتضر بالمحاصيل الزراعية وصحة المواطنين فاذا توقفت محطة الصرف الصحي بمدينة المنيا ستغرق مدينة المنيا بمياه الصرف الصحي. اكد التقرير الصادر من إدارة شئون البيئة ان مشكلة تلوث مصرف المحيط بمياه الصرف الصحي والصناعي الخاص بمصانع سكر أبو قرقاص والتي تصب في النهاية في مجري نهري النيل أوضح التقرير اسباب انبعاث الرائحة الكريهة من مياه مصرف المحيط عند قرية اطسا التي تزكم الانوف بسبب عدم مطابقة نتائج تحاليل العينات المأخوذة من مياه المصرف للمعايير الواجب توافرها في مياه المصارف التي تصب علي نهر النيل طبقا للمادة 65 من اللائحة التنفيذية للقانون رقم 48 لسنة 1982 مما يؤكد مدي تلوث هذه المياه ومدي خطورتها وخلطها بمياه نهر النيل. اشار التقرير إلي ان مصادر التلوث المخلفات الصناعية غير المعالجة او المعالجة جزئيا والتي تقدر بحوالي "5000" متر مكعب يوميا من مصانع سكر أبو قرقاص وصرف محطتي معالجة الصرف الصحي بالمنيا والعدوة. الجدير بالذكر ان محطة الصرف الصحي بالمنيا تم انشاؤها عام 1965 بطاقة تصميمة قدرها 40 الف متر مكعب يوميا وهي المصدر الرئيسي للصرف الصحي بدون معالجة ومع مرور الوقت اصبحت المحطة تستقبل ضعف طاقتها التصميمية للمدينة والقري التابعة لها حيث تستوعب الان 65 الف متر مكعب يوميا. ناهيك عن تفريغ حمولات سيارات الكسح بالمصارف والترع وإلقاء الحيوانات النافقة وروےث المواشي ومخلفات النظافة المنزلية في قلب نهر النيل. يطالب المهندس يحيي ايليا بتطوير محطة معالجة الصرف الصحي والصناعي بمصانع سكر أبو قرقاص وانشاء دوائر مغلقة لمعالجة الصرف لسائل "مياه غسيل الابراج والسيارات ومياه التبريد". استخدام مادة اي ام في المعالجة البيولوجية للمخلفات السائلة لكل من مصانع السكر ومحطة الصرف بالمنيا وتطوير محطات الصرف الصحي القائمة لرفع كفاءة المعالجة بها. الجدير بالذكر انه يوجد 11 محطة معالجة بمدن المحافظة التسعة بينها 4 محطات تصرف علي نهر النيل مباشرة و 6 محطات تصرف علي مصارف فرعية ومحطة واحدة تصرف علي الظهير الصحراوي الشرقي فالحل الوحيد هو استكمال انشاء محطة الصرف الصحي في الظهير الصحراوي الغربي بمركز المنيا علي مساحة 400 فدان والتي من المقرر تشغيلها والتي تصل طاقتها إلي 90 الف متر مكعب في اليوم كمرحلة اولي وتزداد إلي 120 الف متر مكعب في اليوم بالمرحلة الثانية ولكن تقف الاعتمادات المالية حائلا لعملية التنفيذ. الغريب في الامر ان الجهات المعنية عقدت وتعقد العديد من الاجتماعات والندوات للقضاء علي ظاهرة تلوث مياه النيل من المخلفات الصلبة والصناعية الناتجة من مصنع السكر بابوقرقاص ومخلفات الصرف الصحي من محطة المنيا فمن المعروف ان مصرف المحيط المخصص لتجميع الصرف المغطي من الأراضي الزراعية للحفاظ علي جودة التربة والقضاء علي الملوحة الموجودة بها ولكن تكمن الكارثة في ان نهاية المصرف تصب في نهر النيل حتي مياه الصرف الصحي التي تتم معالجتها غير صالحة في اغراض الزراعة فان الحل الوحيد هو استخدام تلك المياه بعد معالجتها في زراعة الغابات الشجرية. من ناحية اخري يشكو الصيادون من قلة وجود الاسماك بتلك المنطقة بسبب زيادة الملوحة وان حالفهم الحظ تكون الاسماك نافقة فمصرف المحيط كارثة بيئية وصحية بكل المقاييس تهدد جميع القري الواقعة غرب المحافظة والاخطر هو ان محطات المياه تقع علي ضفاف نهر النيل الخالد بالقرب من مصب المخلفات فعلي سبيل المثال محطة مياه عرب الزينة كما افادت الرؤية العلمية المقدمة من جامعة المنيا بشأن القضاء علي مصادر التلوث بالمصرف مدي خطورة مصرف المحيط علي الصحة العامة للمواطنين وخطورة استخدام مياه المصرف في ري المحاصيل الزراعية وحدد أنواع المحاصيل التي تروي بمياه مصرف المحيط وطالب بضرورة استخدام المعالجة المزودجة "استخدام تكنولوجيا الكائنات الدقيقة" واستخدام اي ام لمعالجة المخلفات الصناعية والصرف الصحي لما لها من فوائد بيئية عديدة.