الشعب المصري لا يمتلك رفاهية الاستغناء عن الأرز.. وسعر الطن في التصدير 1000 دولار اللجوء إلى المحاصيل الموفرة للمياه هو الحل المتاح لمواجهة العجز الحكومة تدمر زراعة الأرز.. وبعيدة تماماً عن البحث العلمي أرز الجفاف أو ما يطلق عليه "أرز عرابي".. هكذا لقبه الدكتور سعيد سليمان، أستاذ الوراثة بكلية الزراعة في جامعة الزقازيق، حيث قدم بشأنه رسالتي الماجستير والدكتوراه، مشيرًا إلى أنه الحل في مواجهة أزمة عجز المياه. وقال سليمان، في حوار لمصراوي، إن فدان الأرز العرابي يستهلك 3500 متر مكعب مقابل 7000 للفدان العادي، وينتج 5 أطنان مقابل 3.5 طن للأرز العادي، وإلى نص الحوار. كيف ترى إقرار مجلس النواب لتعديلات قانون الزراعة بشأن المحاصيل كثيفة الاستهلاك للمياه؟ هذا القرار خاطئ، وسيعمل على إثارة غضب الفلاحين ضد الحكومة، وأتوقع حدوث الكثير من الأزمات مع الفلاحين خلال الفترة المقبلة ومع بداية تطبيق القانون، وذلك بسبب الغرامات المفروضة عليهم، والعقوبات التي تصل لحد الحبس. ما هي تفاصيل رسالتك بشأن أنواع أرز الجفاف التي استطعت التوصل إليها؟ استخلصت 4 أصناف من أرز الجفاف أطلقت عليها جميعا اسم "عرابي"، وتحمل أرقام 1، و2، و3، و4، وهذه الأصناف تتمتع بميزة هامة تتعلق بالجودة، وجيمعها أصناف مرتفعة الجودة والإنتاجية وقليلة استهلاك للمياه. هل توجد مميزات أخرى لهذه الأصناف؟ هذه الأنواع مقاومة للجفاف ومقاومة أيضًا للأمراض، ولها مميزات أخرى متعددة، وفي النهاية الأهم فيها أنها أنواع موفرة للمياه، ويروى الأرز مثل الذرة من 10 إلى 15 يومًا. هل يصلح هذا النوع من الأرز للزراعة في كافة أنواع التربة؟ بالطبع.. تعطي هذه الأنواع إنتاجيات عالية الكمية والجودة في التربة الرملية والطينية، وهذا الأمر ليس مجرد حديث مرسل، لكنني أجريت الكثير من التجارب في بعض المحافظات، وأظهرت النتائج نجاحًا كبيرًا، وفاق حجم الإنتاج من الفدان الواحد لأرز الجفاف حجم إنتاج الفدان من الأرز العادي. ما الكمية التي يستهلكها الفدان الواحد من المياه؟ الفدان المنزرع بأرز الجفاف يستهلك 3500 متر مكعب بدلا من 7000 متر مكعب، خلال مدة زمنية تبلغ 120 يومًا فقط، ويبلغ حجم إنتاج الفدان الواحد من 4 إلى 5 أطنان في مقابل 3.5 طن لفدان الأرز المصري العادي. هل يمكن الاستغناء عن الجزء الأكبر من الإنتاج المحلي لمحصول الأرز؟ الشعب المصري لا يمتلك هذه الرفاهية؛ نظرًا للاعتماد على الأرز بشكل أساسي خاصة بعد تقليص حصة الفرد من الخبز، ويمكن الاستفادة من التوسع في زراعة الأرز في عملية التصدير لرفع الدخل القومي بما لا يقل عن مليار دولار سنويًا، ويبلغ سعر طن الأرز المصري في التصدير 1000 دولار. هل ترى حلًا آخر لمواجهة عجز المياه الحالي؟ بالتأكيد.. توجد حلول أخرى، وأزمة عجز المياه في مصر لا يمكن حلها عن طريق تقليص المساحات المنزرعة؛ لأن هذا الأمر سيفتح الباب أمام الاستيراد من الخارج، والحل الأكبر المتاح أمام مصر هو اللجوء إلى المحاصيل الموفرة للمياه، وعلى رأسها أرز الجفاف. هل تعاونت مع الحكومة بشأن تجربتك في أرز الجفاف؟ نعم.. أخدت عليه اعتمادات وموافقات وزارة الزراعة في السابق، وزرعنا أكثر من 200 ألف فدان على مستوى الجمهورية، وكانت النتائج جيدة جدًا. وماذا حدث بعد ذلك؟ في عام 2016، حضر مندوبون عن الوزارة موسم حصاد أرز الجفاف، وأعدوا تقريرًا حوله ومحضر مثبوت فيه الزيارة ونتائجها، ولكن بلا أي نتيجة، وأرى أن ما يحدث محاولات لتدمير زراعة الأرز كما حدث مع القطن من قبل، والحكومة مبتعدة تمامًا عن البحث العلمي.
