صنعاء (رويترز) - قال ممثلون للحكومة اليمنية والمتمردين الحوثيين ان المحادثات بين الجانبين لتدعيم هدنة في شمال اليمن بدأت يوم الثلاثاء في قطر رغم تصاعد العنف الذي أودى بحياة سبعة اشخاص. وفي الدوحة وفدان يمنيان يتألفان من ممثلين عسكريين يحاولان تحويل الهدنة الهشة في الشمال الى اتفاق سلام رسمي بمساعدة وسطاء قطريين ساعدوا في التوصل الى اتفاق للسلام في عام 2008 لم يستمر طويلا. وقال مسؤول حكومي "المحادثات بدأت في موعدها ولكن ليس لدي تفاصيل اخرى." وقال محمد عبد السلام المتحدث باسم المتمردين "المحادثات بين الجانبين بدأت برعاية قطر." وقال متحدث اخر باسم المتمردين لرويترز ان يحيى الحوثي شقيق زعيم المتمردين سيشارك في المحادثات. وتشهد المنطقة الشمالية اشتباكات متفرقة برغم وقف اطلاق النار في اطار الحرب الاهلية الدائرة بشكل متقطع منذ عام 2004. ومن ناحية اخرى يشهد جنوب البلاد تصاعدا لهجمات القاعدة وتمردا انفصاليا متناميا. وقال مسؤول قبلي لرويترز ان القتال بين المتمردين والقبائل المؤيدة للحكومة أسفر عن مقتل ما لا يقل عن أربعة من مقاتلي القبائل وثلاثة متمردين في مدينة حوث على بعد 100 كيلومتر شمالي صنعاء في ساعة متأخرة يوم الاثنين وأسر رجال القبائل عشرات من المتمردين. وكان اليمن توصل الى اتفاق جديد لوقف اطلاق النار مع المتمردين في فبراير شباط لوضع حد للقتال الذي تسبب في نزوح 350 الف شخص منذ عام 2004. ويرى بعض المحللين اليمنيين محادثات الدوحة على انها حدث جانبي على هامش العنف المتنامي في جنوب البلاد لكن اخرين يرون انها ستكون اساسا صلبا لسلام طويل الامد حيث تسعى الحكومة للتركيز على محاربة متشددي القاعدة الذين يمثلون خطرا عالميا أكبر. وعبر عبد الغني الارياني وهو محلل يمني في صنعاء عن تفاؤله واقتناعه بصدق الجانبين في مسعاهما للتوصل الى هدنة دائمة. ويتعرض اليمن لضغوط متزايدة لحل صراعاته الداخلية والتركيز على سحق جناح القاعدة الذي جمع صفوفه في اليمن من جديد العام الماضي وشن هجمات على اهداف غربية وسعودية ويمنية. وعلى صعيد الوضع في الشمال يرى الارياني ان المحادثات قد تتعثر ما لم تفرج الحكومة عن الحوثيين السجناء. والمطلب الرئيسي للمتمردين هو الافراج عن السجناء بينما يتوقع ان يتخلى الحوثيون عن اسلحتهم ويسلموا السيطرة على المنطقة للدولة. وتبادل الجانبان الاتهام بالوصول بالمنطقة الى شفا الحرب من خلال عدم الالتزام بالتعهدات. وقال الارياني ان الحكومة تقاوم حتى الان ولم تفرج عن السجناء الحوثيين وأن الخلاف في هذه النقطة قد يقضي على أي فرصة للجهود الراهنة.