العلاج النفسى باستخدام الذكاء الاصطناعى هو مجال حديث ومتطور يهدف إلى تقديم الدعم النفسى للأفراد بطرق مبتكرة وفعالة، يتضمن هذا النوع من العلاج استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعى لتوفير دعم نفسى مخصص ومستدام للأشخاص، ولكن هل هذه الطفرة التكنولوجية ستعمل على إلغاء الطب البشرى وعدم اللجوء إليه مرة أخرى فى المستقبل؟. فى هذا السياق.. يقول د. على النبوى أستاذ الطب النفسى بجامعة الأزهر: إن الذكاء الاصطناعى هو المستقبل القادم وهو ظاهرة جديدة علينا يرفضها من لا يعرفها لأن الإنسان عدو ما يجهل.. الذكاء الاصطناعى فى الطب النفسى يحضر الآن بيننا بنفس الفكرة يرفضه الأطباء القدامى ويعمل به الشباب بدأ من البوادر عندما ظهر وباء كوفيد كورونا 2020، واضطر الكثير من الأشخاص للعلاج عن بعد عن طريق بعض التطبيقات الحديثة على وسائل التواصل الاجتماعى بينه وبين المعالج النفسى التى أتاحت لهم هذا فكانت هذه هى بذرة الذكاء الاصطناعى فى الطب النفسى.. أما عن نجاح الذكاء الاصطناعى فأكد «النبوي» على أنه سيفرض نفسه فى المستقبل بمزاياه لأنها أكثر من عيوبه، فتوفر برامج الذكاء الاصطناعى الدقة فى التشخيص واختيار العلاج وتضع أسئلة ومقاييس هل الشخص مصاب بأمراض مزمنة مثل: الكلى والضغط والسكر أو مشاكل فى القلب ويحدد لك الروشتة المناسبة لاختيار دواء آمن وتشخيصٍ دقيق للمرض.. وأضاف «النبوي»: أنه على من يرفضون التعامل بأدوات الذكاء الاصطناعى تقبل الوضع الجديد والتكيف معه ولابد من تفهم أنه سيتم تقليل عدد الأطباء النفسيين فى المستقبل والمعالجين النفسيين.. وأن الأجيال القادمة تثق فى الذكاء الاصطناعى أكثر من الممارسة الطبية النفسية الكلاسيكية أو التقليدية، وعن رأيه فى حالات الانتحار التى حدثت نتيجة التحدث لتطبيقات الذكاء الاصطناعى قال: إن الخطأ وارد حتى فى الطب النفسى البشرى، فالانتحار ليس مقياساً لفشل أو نجاح التجربة، حيث لاتوجد نسبة شفاء كاملة فى الطب بأكمله فى كافة التخصصات.. وأن هناك حالات عندما تم عرضها على أمهر الأطباء فقد فشلوا فى علاجها فهذا وارد لأن المقياس فى الشفاء لا يعتمد على الطبيب فقط بل على المريض أيضاً، فهناك بعض الجراحين يصورون نجاح إحدى عملياتهم ولكن تستمر شكوى المريض معه إذن فالعملية لم تنجح، إذن فانتحار المريض ليس دليلاً على فشل الذكاء الاصطناعى. ومن جانبه.. قال المهندس زياد عبدالتواب مقرر لجنة الثقافة الرقمية بالمجلس الأعلى للثقافة: إن برامج الذكاء الاصطناعى نستطيع أن نسميها تطبيقات للدردشة بين المستخدم والبرنامج، حيث يتم سؤاله عن الموضوع المراد له إجابة فيبدأ بالبحث على الإنترنت والرد علينا، ولكن يمكن أن تتطرق الدردشة إلى المشاعر ونقل الشعور بالقلق أو الحزن أو التوتر والخوف وسؤال الذكاء الاصطناعى عن ماذا يفعل بها، فهذا حدث بالفعل فى بداية ظهور تطبيق شات جى بى تى وربطه بحادثة انتحار شخص مستخدم له نتيجة انعزاله معه فترة 6 أسابيع يتحدث معه عن إحساسه بالخطر نتيجة التغيرات المناخية التى تحدث فى الفترة الحالية فى العالم، ووافقه الذكاء الاصطناعى على التخوفات التى يشعر بها.. وأن بالفعل الأمر خطير.. وأن مستقبل الحياة على الأرض فى خطر شديد.. ونتيجة أن الشخص بالفعل يشعر بالخوف الشديد من هذا الأمر وأنه ليس مجرد شأن عام هو مهتم به فالأمر وصل لدرجة مرضية ونتيجة هذا أنه انتحر وأنهى حياته بيده، وبعد البحث فى قضيته أثبت أنه كان يتحدث لأحد التطبيقات بالفعل طوال الوقت.. وأظهر له أنه لا يوجد أمل أو مخرج لهذه المشكلة وأنها تتفاقم فكانت النتيجة الانتحار، وبعد هذه الواقعة بدأت برامج الذكاء الاصطناعى فى تغيير بعض الخوارزميات الخاصة بها، بحيث أنه عندما يقوم أى شخص بالتساؤل عن أى مشكلة نفسية لديه يبدأ التطبيق فى عرض بعض الإرشادات النفسية العامة له وتتم كتابة ملحوظة فى نهايتها أن هذه مجرد إرشادات عامة وعليه البحث عن طبيب مختص فى حالة إذا لم تكن هذه الإرشادات غير كافية أو لم تقم بالراحة التى ينتظرها. وأضاف عبد التواب: أن الذكاء الاصطناعى فى بداية الأمر لم يكن لديه هذه المحاذير ولكن الآن أصبحت متواجدة وبشدة نتيجة المخاطر التى تعرض لها بعض الأشخاص سواء التطبيقات اللغوية أو التى تقوم بعرض الصور أو الفيديوهات، فبدأت هذه البرامج بحماية البيانات الشخصية للأفراد وصيانة الملكية الفكرية للإبداعات وحظر بعض القضايا التى تتعلق بالأخلاق أو الدين أو السياسة، ويتم رفض استجابة طلبات المستخدمين فى هذا الإطار. وأكد على فكرة حل الذكاء الاصطناعى محل الطبيب النفسى وكتابة الروشتة العلاجية للمريض حالياً وبصفة عامة فإن برامج الذكاء الاصطناعى المتخصصة فى المجال الطبى أصبحت قادرة على تشخيص الأمراض واقتراح أساليب العلاج بناء على البيانات المُدخلة لها ومراجعتها ومقارنتها بالمعلومات السابقة لديه فهو يمثل دور الطبيب بالضبط ويبدأ فى كتابة الفحوصات اللازمة للشخص.. وبمراجعتها من قبل الأطباء يستطيع تشخيص المرض بصورة أكثر دقة وكتابة العلاج المناسب له، فحالياً الذكاء الاصطناعى يستطيع فعل هذا ولكن ليس بكفاءة عالية أما فى المستقبل فيتوقع أنه سيكون لديه القدرة والكفاءة فى التشخيص واقتراح العلاج مثل الطبيب ويمكن أكثر دقة منه، ولكن فى جميع الأحوال هذا الأمر غير مُعتمد وبرامج الذكاء الاصطناعى ليس لديها القدرة القانونية على كتابة روشتة وصرفها فى الصيدليات، ولكن ربما يحدث فى المستقبل.