اقيل رئيس هيئة اركان الجيش السوري الحر المدعوم من الغرب بعد تكثف النكسات العسكرية امام قوات النظام السوري وتصاعد قوة الجماعات الاسلامية والجهادية في النزاع. سياسيا، نفت موسكو الاثنين حصول اي "فشل" في مفاوضات جنيف بين ممثلي النظام والمعارضة السوريين، في حين حملت الرياض النظام السوري مسؤولية فشل تلك المفاوضات. وقالت الخارجية الروسية في بيان "اقل ما يمكن قوله ان تصريحات من سارعوا الى الحديث عن +فشل+ جولتي المفاوضات تدعو الى الشك". واضافت "من جهتنا، ندعو الى عدم الاسراع في (اصدار) احكام مماثلة ومواصلة التحرك في شكل بناء استنادا الى الجوانب الايجابية التي تم التوصل اليها خصوصا على الصعيد الانساني". في المقابل، ابدى مجلس الوزراء السعودي "اسفه لفشل مؤتمر جنيف الثاني حول الازمة السورية في تحقيق نتائج ملموسة (...) محملا النظام مسؤولية هذا الفشل، بسبب تعنته وحرفه المؤتمر عن أهدافه وفق مقررات" مؤتمر جنيف الاول، وفق ما نقلت وكالة الانباء السعودية الرسمية. وقد حملت دول الغرب النظام السوري مسؤولية فشل مفاوضات جنيف، وخصوصا فرنسا وبريطانيا. ودعا وزير الخارجية الاميركي جون كيري الاحد "داعمي النظام الى الضغط" عليه ليضع حدا "لتعنته في المفاوضات ولاساليبه الوحشية على الارض". والاثنين، اتهم كيري روسيا بتشجيع الرئيس السوري بشار الاسد على "المزايدة" والبقاء في السلطة في سوريا، بعد فشل الجولة الاخيرة من المفاوضات في جنيف. وسارعت روسيا الى الرد حيث رفض وزير خارجيتها سيرغي لافروف اتهامات نظيره الاميركي قائلا "كل ما وعدنا به (بالنسبة لحل الازمة السورية) فعلناه". ووصل كيري الاثنين الى ابو ظبي لاجراء محادثات حول سوريا والشرق الاوسط. وكان الموفد الاممي الاخضر الابراهيمي اعلن السبت نهاية الجولة التفاوضية الثانية في جنيف من دون ان يحدد موعدا لجولة ثالثة. وبعد تقدم قوات النظام السوري في الاشهر الماضية، اعلن المجلس العسكري الاعلى للجيش السوري الحر الاحد اقالة اللواء سليم ادريس من مهامه كرئيس لهيئة الاركان وتعيين العميد الركن عبد الاله البشير مكانه. واورد المجلس في بيان حيثيات القرار على الشكل الآتي "حرصا على مصلحة الثورة السورية المظفرة، ومن اجل توفير قيادة للاركان تقوم بادارة العمليات الحربية ضد النظام المجرم وحلفائه من المنظمات الارهابية، وبسبب العطالة التي مرت بها الاركان على مدى الشهور الماضية، ونظرا للاوضاع الصعبة التي تواجه الثورة السورية ولاعادة هيكلة قيادة الاركان". واوضح مصدر في المعارضة السورية رفض الكشف عن هويته ان المآخذ على ادريس تتمثل في "اخطاء واهمال في المعارك" و"ابتعاد عن هموم الثوار". كما اشار الى ان المأخذ الاساسي يكمن في "سوء توزيع السلاح" الذي كان يصل الى الاركان، على المجموعات المقاتلة على الارض. وقد اثنى رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية احمد الجربا في بيان على دور اللواء ادريس قائلا انه "لعب دورا فعالا وإيجابيا في ظروف صعبة تعيشها ثورتنا السورية وان مكانته وكرامته محفوظة وجهده يضاف الى جهود كثير من الضباط الذين لعبوا دوراً ايجابياً ومهماً في هيئة الاركان". وعبر الائتلاف في البيان عن ارتياحه لهذا القرار معربا عن تقديره ل" الدور المهم الذي يطلع به المجلس العسكري الاعلى على صعيد الجيش السوري الحر وتعزيزاً لدوره ومكانته باعتباره أحد اهم ادوات الثورة السورية في مواجهة نظام القتل والارهاب والتدمير". وانشئت هيئة الاركان العامة للجيش الحر في كانون الاول/ديسمبر 2012 وعين ادريس قائدا لها. وعبد الاله البشير كان يتراس المجلس العسكري في محافظة القنيطرة (جنوب)، وقد انشق عن الجيش النظامي في 2012. وقتل ابنه في المعركة ضد النظام في مطلع العام الحالي، بحسب ما اوردت صفحة للجيش الحر على "فيسبوك". ميدانيا، اعلنت وكالة الانباء السورية (سانا) ان الجيش السوري استعاد الاثنين السيطرة تماما على قرية معان العلوية في محافظة حماه وسط البلاد والتي شهدت "مجزرة" نفذها مقاتلون معارضون للنظام وراح ضحيتها 40 شخصا في بداية شباط/فبراير. بدوره، اكد المرصد السوري لحقوق الانسان سيطرة الجيش السوري على معان "اثر معارك واعمال قصف". وفي حمص وسط البلاد، افاد المرصد عن استئناف الغارات الجوية لليوم الثاني على المدينة التي قامت الاممالمتحدة باجلاء 1400 مدني منها بعد حصار استمر نحو عامين في البلدة القديمة. في موازاة ذلك، ضيق الجيش السوري الاثنين الخناق على يبرود، اخر مدينة مهمة تسيطر عليها المعارضة في منطقة استراتيجية حدودية مع لبنان على بعد 75 كلم شمال العاصمة. وذكر المرصد ان معارك عنيفة دارت الاثنين بين قوات النظام وكتائب اسلامية محلية وجهاديين من جبهة النصرة عند تخوم يبرود في منطقة القلمون. وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد لفرانس برس ان سلاح الجو "القى براميل متفجرة على ضواحي يبرود لقطع الامدادات عن مقاتلي المعارضة في المدينة وتهجير المدنيين". ويستخدم هذا التكتيك ايضا ضد احياء المعارضة في حلب (شمال). وفي ريف دمشق، عقدت القوات النظامية السورية ومقاتلو المعارضة مصالحة الاثنين في بلدة ببيلا إحدى آخر بؤر التوتر الرئيسية في هذه المنطقة والتي دمرها النزاع الدامي. وعلى صعيد الترسانة الكيميائية السورية، اعلن الاتحاد الاوروبي الاثنين الافراج عن مبلغ 12 مليون يورو لتمويل عملية ازالة الاسلحة الكيميائية السورية تحت اشراف منظمة حظر الاسلحة الكيميائية.