تناولت الصحف البريطانية الصادرة صباح الاحد عددا من القضايا العربية والشرق أوسطية من بينها المخاوف من عودة الحرب الاهلية الى لبنان و انتهاكات الجيش الاسرائيلي ضد الفلسطينيين، وليبيا بعد مرور عام على الثورة التي اطاحت القذافي. نبدأ من صحيفة الاوبزرفر، حيث اعد مارتن تشولوف، مراسل الصحيفة في بيروت، تقريرا بعنوان لبنان يخشى الاعصار بينما تتكشف الخلافات التي ادت الى الحرب الاهلية . ويقول تشولوف إن توقف الاشتباكات في طرابلس ثاني اكبر المدن اللبنانية نحو اسبوعين جعل البعض يأمل في ان اطلاق سراح المختطفين سيحد من خشية امتداد العنف من سوريا المجاورة الى لبنان. ولكن هذا الهدوء المؤقت، يقول تشولوف، لم ينجح في تهدئة المخاوف في مناطق اخرى من لبنان من ان العداوة في الشمال ستنتقل لا محالة الى شتى ارجاء البلاد. ومع مرور يوم آخر من العنف في سوريا زادت مخاوف انتقال الحرب الاهلية الى لبنان. ويقول تشولوف إن القادة اللبنانيين يرون أنه لا توجد مخاوف من عودة الحرب الاهلية الطاحنة التي دامت 16 سنة منذ عام 1975. ويقول الزعيم الدرزي وليد جنبلاط عشناها ولا يريد اي منا عودتها . ولكن في شوارع طرابلسوبيروت يوجد احساس قوي بأن الانشقاقات الطائفية التي تسببت في الحرب الاهلية هي سبب التوتر الحالي في البلاد. وقال لبناني يدعى وسيم عوادة لتشولوف في منطقة الحمراء في بيروت الناس تتحدث عن السنة والشيعة مجددا. طالما اهتم الناس هنا بأصول غيرهم من اللبنانيين ولكنك الان تشعر بأن السؤال يتجاوز معرفة من اين انت الى اصدار احكام عليك بناء على ذلك . ويضيف تشولوف أنه لا توجد اي مؤشرات في طرابلس- حيث وقعت الاشتباكات بين العلويين في منطقة جبل محسن والسنة في منطقة باب التبانة- على زوال التوتر قريبا. ويقول تشولوف إن العلويين في طرابلس يؤيدون نظام الرئيس السوري بشار الاسد بقوة بينما معظم السنة في المدينة يناصبون النظام السوري العداء ويناصرون المعارضة المسلحة في سوريا. ويضيف ان طرابلس اصبحت صورة مصغرة للعديد من المدن السورية، خصوصا حمص حيث توجد صلات قرابة بين سكان المدينتين. ننتقل الى صحيفة الاندبندنت اون صنداي التي اعد فيها دونالد ماكنتاير تقريرا بعنوان اسرائيل تخترق الصمت عن انتهاكات الجيش . ويلتقي ماكنتاير فلسطينا يبلغ من العمر 21 سنة يدعى حافظ رجبي. ويشير رجبي إلى ندبة تمتد فوق عينه اليسرى حيث تعرض للضرب ببندقية جندي اسرائيلي عندما جاءت دورية اسرائيلية للقبص عليه من منزل جدته في عام 2007. ويرفع رجبي سترته ليكشف عن ندبة طويلة في ظهره يقول إنها ناتجة عن دفع جنود اسرائيليين له. ويقول رجبي إنه تم سحله وسحبه نحو 300 متر على يد قائد وحدة هدد بقتله اذا لم يعترف برمي القوات الاسرائيلية بالحجارة. ويقول ماكنتاير إن رواية الشاب الفلسطيني تتطابق مع رواية احد الجنود الاسرائيليين الذين جاءوا للبحث عنه ذلك اليوم. ويضيف أن واحدة من خمسين شهادة لجنود اسرائيليين احتواها كتاب نشر بالامس اعدته منظمة اختراق الصمت تصف ما حدث لرجبي على يد الجنود الاسرائيليين. ويقول تشولوف إن جمعية اختراق الصمت هي جمعية لقدامى جنود الجيش الاسرائيلي التي قررت نشر الكتاب الذي يضم شهادات عن انتهاكات قام بها جنود اسرائيليين ضد اطفال فلسطينيين. ويقول ماكدونالد إنه منذ شهرين اتهم تقرير اعده محامون بريطانيون بتمويل من وزارة الخارجية البريطانية اسرائيل بخرق القانون الدولي في تعامل جنود جيشها مع الاطفال المعتقلين. ويركز التقرير على احتجاز الاطفال الفلسطينيين واستجوابهم امام المحاكم العسكرية بتهمة القاء الحجارة على الجنود الاسرائيليين. ويقول احد الجنود في شهادته في الكتاب إن كل طفل فلسطيني ارهابي محتمل . ويقول جندي آخر كنا نتعامل مع الامر بصورة رتيبة (روتينية). اصبح امرا اعتياديا. إذ بمجرد ان ينظر الينا طفل فلسطيني نظرة لا تعجبنا ليتم اطلاق النار عليه على الفور . صحيفة صنداي تليغراف خصصت مساحة كبيرة بمناسبة مرور سنة على قيام الثورة في ليبيا. وجاء عنوان التحقيق، الذي اعده من طرابلس مراسلها نك ميو، طرابلس بعد مرور عام: فقدان ابنائي الخمسة كان ثمنا تعين علي دفعه . ويقول ميو إنه بيما اضاءت الألعاب النارية سماء طرابلس الاسبوع الماضي للاحتفال بالعيد الاول لتحرير المدينة، احيت مئات الاسر ذكرى عام من البحث عن ابنائهم المفقودين. ويضيف أنه بالنسبة لعبد السلام ابو نعمة، وهو محاسب متقاعد في الخامسة والستين، كان الاسبوع الماضي اسبوعا مؤلما للغاية، حيث فقد ابناءه الخمسة في الاضطرابات في ليبيا ولم يعثر عليهم حتى الآن. ويقول ميو إن آخر مرة شوهد فيها الابناء الخمسة كانت عندما احتجزتهم ميليشيا موالية للقذافي. ويقول ابو نعمة كان فقدان ابنائي جزءا من الثمن الذي دفعته اسر كثيرة من اجل ليبيا الجديدة . ويضيف ميو أن نحو 800 من الثوار الليبين ما زالوا مفقودين، اختفى معظمهم قبيل وصول الثورة الى طرابلس. كانت السجون آنذاك مكتظة، وعندما علمت السلطات آنذاك ان لحظة الحسم قريبة، امرت باطلاق الرصاص على المحتجزين. ويقول ميو إن ملصقات بصور المفقودين معلقة في مناطق مختلفة من طرابلس مما يعد تذكرة دائمة بالثمن الذي دفعته ليبيا لانهاء 42 سنة من الديكتاتورية.