تمر في هذه الأيام الذكرى ال51 على نصر أكتوبر المجيد، حيث استطاع رجال القوات المسلحة البواسل، تخطي خط بارليف المنيع، والدخول إلى عمق أراضي سيناء الحبيبة من أجل استعادة الأرض، وإعادة الهيبة، وكتابة أول نصر للعرب على الكيان الصهيوني، والقضاء على أسطورة الجيش الذي لا يقهر، وذلك في مساء يوم السادس من أكتوبر، الموافق العاشر من رمضان. وعندما نرى مدى اهتمام الصحف العالمية بذكرى حرب السادس من أكتوبر ال51، وسرد معجزة الجيش المصرى فى عبور قناة السويس وذلك فى صحيفة الموندو الإسبانية، التي قالت إن حرب أكتوبر كان الكثيرون يعتقدون أنها ستكون حربا قصيرة وسهلة، إلا أن مصر كانت لديها خطة هجوم لا مثيل لها. كما نشرته على موقعها الإلكترونى أن "لا يوجد شئ من قبيل الصدفة فى خطة الهجوم التى كانت تتبعها مصر فى حربها ضد إسرائيل عام 1973، وأحد أهم الأشياء التى ركزت عليها مصر هو "تاريخ بدء الحرب"، وهو السبت 6 أكتوبر. وقد رأى الفريق جورجيو باتيستي رئيس غرفة العمليات العسكرية في الجيش الإيطالي سابقا، أن ما فعله الجيش المصري خلال حرب 6 أكتوبر 1973 يحتاج تدريب 10 سنوات على الأقل، موضحا أن الأمر يتطلب إعداد الضباط واختبارهم نظريا وتطبيق ذلك مع الجنود عدة مرات. ولم تترك صحيفة ABC إيه بى سى الإسبانية ذكرى حرب أكتوبر، وقالت إن الحرب كانت مفاجأة للجميع ، والحكومة الاسرائيلية برئاسة جولدا مائير التى كانت ثالث امرأة فى العالم تتولى هذا المنصب كانت على اقتناع بتفوقها العسكرى الامر الذى جعلها تستهين بتقارير أجهزة مخابراتها، وعندما أدركت حقيقة الامر كانت سوريا قد شنت هجومها على مرتفعات الجولان حيث قصفت المواقع الاسرائيلية الحصينة على الحدود ثم شنت هجوما بريا ساحقا اشترك فيه ثلاثون ألف جندى و1260 دبابة"، وهو ما يعكس أن إسرائيل أوهمت نفسها بالتفوق العسكرى مما أوقعها فى النهاية. ثم تحدثت الصحيفة عن الهجوم المصرى قائلة: وأما مصر فانها صبت نيران الجحيم على خط بارليف وهو سلسلة من المواقع الحصينة كانت اسرائيل قد أقامتها على الشاطىء الشرقى لقناة السويس. واستخدمت مصر فى بداية ذلك الهجوم 150 مقاتلة قاذفة من نوع ميج _ 21 و800 دبابة وحوالى تسعة آلاف مقاتل، وأن إسرائيل عانت من ارتباك شديد وذلك لأن مصر وسوريا تمكنتا من تحقيق أهدافهما ، ولكن اسرائيل عبأت قوات الاحتياط لوقف الهجوم. وتأتي هذه الاحتفالات متواكبة مع الزيارة التاريخيه والرسمية للرئيس عبد الفتاح السيسى إلى إريتريا، ولأن الدولة المصرية، تعلم جيداً أهمية الاستفادة من القدرات المتوفرة لدى الدول الأفريقية لتحقيق الأهداف المشتركة بين مصر و القاره الافريقيه لما تمتلكها هذه القارة من إمكانيات لتعظيم الاستفادة من هذه الفرص، وتلك المنطقة تمتلك إمكانيات كبيرة للاستفادة من مواقعها الاستراتيجية على البحر الأحمر ومن ثرواتها الطبيعية لتعزيز التعاون الاقتصادي والتنموي ودعم الاستقرار في المنطقة. ومصر تعلم جيداً أهمية القاره الافريقيه واستقرارها من أمن قومي لدول العالم ، لذلك حرص الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال زيارته الرسمية إلى إريتريا، فى وجود الرئيسين الاراتيرى والصومالي تأكيده على أن مصر لن تدخر جهدًا ولن تتردد في تقديم المشورة لدعم أهداف ومصالح شعوب منطقة القرن الإفريقي. وهذه الزيارة التاريخية للرئيس السيسي، لتعزيز التعاون الإقليمي، ومواجهة التحديات المشتركة، وتكثيف الجهود من أجل مستقبل أكثر استقرارًا وازدهارًا، وتعزيز التعاون وتأكيد العلاقات الأزلية. ولم يكن اجتماع الدول الثلاث مصر والصومال وإريتريا دليل على متانة العلاقات بينهما فقط، بل يعكس رغبتهم في تعزيز التعاون المشترك لمواجهة التحديات التي تواجه منطقة القرن الإفريقي والبحر الأحمر، باعتبار أن هذه المنطقة، بما تحويه من موارد طبيعية وثروات وفرص تنموية، تتطلب تكامل الجهود من أجل تحقيق التنمية والازدهار. وشدد الرئيس السيسى على أهمية تقديم كافة أشكال الدعم للصومال من أجل استعادة الأمن والاستقرار، ومدى تشديد الرئيس السيسى على الجهود تتمحور حول دعم الجيش الوطني الصومالي لتحقيق هذه الأهداف، مع تقديم مقترحات عملية لتعزيز هذا الدعم سواء بشكل ثنائي أو بالتعاون مع المجتمع الإقليمي والدولي. هذا الموقف يعكس التزام مصر التاريخي بدعم الصومال في مساعيه الرامية إلى بناء دولته واستعادة السلام الداخلي، وذلك عبر المشاركة في دعم العمليات الإقليمية والدولية التي تهدف إلى حفظ وبناء السلام، حفظ الله مصر [email protected]