نفت دمشق الاحد حصول مجزرة او استخدام المدفعية الثقيلة في التريمسة بريف حماه، في وقت زار فريق من المراقبين الدوليين لليوم الثاني على التوالي البلدة لمواصلة التحقيق في احداث الخميس الماضي التي ذهب ضحيتها اكثر من 150 قتيلا بحسب ناشطين. ميدانيا، تواصل القصف الاحد على مختلف المناطق السورية الخارجة عن سيطرة النظام في دير الزور وحماه، متركزا على احياء مدينتي حمص والرستن، ما ادى الى مقتل 15 شخصا، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان. وبعد ثلاثة ايام على الاحداث التي شهدتها بلدة التريمسة في ريف حماه وسط سوريا، صرح الناطق باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي خلال مؤتمر صحافي في دمشق الاحد ان الاحداث التي شهدتها البلدة "ليست مجزرة". وقال ان العملية التي قام بها الجيش "ليست مجرزة او هجوما من الجيش على مواطنين" بل "اشتباك بين الجيش وجماعات ارهابية مسلحة لا تؤمن بالحل السياسي". واستند الى "شهادة رجل جليل" قام بدفن القتلى ليؤكد ان عدد القتلى لا يتجاوز "37 مسلحا ومدنيين اثنين". ولفت مقدسي الى ان قوات حفظ النظام "لم تستخدم الطائرات ولا الدبابات ولا المدفعية" في مهاجمة التريمسة، معتبرا ان "كل كلام عن استخدام اسلحة ثقيلة في الهجوم على التريمسة عار عن الصحة". وقال ان "خمسة مبان فقط هي التي تعرضت للهجوم من قبل قوات حفظ النظام" في التريمسة، مشيرا الى ان "الاضرار" في البلدة "اقتصرت على هذه المباني فقط التي اتخذها المسلحون مراكز للقيادة". واعتبر ان الرسالة التي بعثها الموفد الدولي كوفي انان الى مجلس الامن بشان ما حصل في التريمسة "متسرعة الى ابعد الحدود وغير مبنية على ما حدث". واتهم انان في هذه الرسالة الجمعة الحكومة السورية "بالاستخفاف" بقرارات الاممالمتحدة، معتبرا ان "استخدام المدفعية والدبابات والمروحيات في (التريمسة) الذي اكدته بعثة الاممالمتحدة في سوريا، يعد انتهاكا للالتزامات والتعهدات التي قطعتها الحكومة السورية بوقف استخدام الاسلحة الثقيلة" في المدن. وكان المرصد السوري لحقوق الانسان افاد ان القوات النظامية قصفت الخميس الماضي بلدة التريمسة في هجوم بالدبابات والمروحيات ما ادى الى مقتل اكثر من 150 شخصا. وفي هذا السياق، قالت المتحدثة باسم بعثة المراقبين الدوليين الى سوريا سوسن غوشة ردا على سؤال لوكالة فرانس برس ان وفدا من المراقبين عاد اليوم الاحد في الساعة الثامنة والنصف الى التريمسة" لاستكمال تقصي الحقائق. واعلن الوفد في تقرير عقب زيارته الاولى للبلدة السبت ان الهجوم الذي شنته القوات السورية على بلدة التريمسة "استهدف على ما يبدو مجموعات ومنازل محددة، بشكل رئيسي الجنود المنشقين والناشطين"، معتبرا ان "اسلحة متنوعة استخدمت في الهجوم بينها المدفعية وقذائف الهاون واسلحة خفيفة". واكد ان "عدد الضحايا لا يزال غير واضح". وكانت بعثة المراقبين الدوليين المؤلفة من 300 عنصر غير مسلح علقت عملياتها في منتصف حزيران/يونيو، بسبب "تصاعد العنف بشكل كبير" في البلاد التي تشهد احداثا دامية منذ منتصف اذار/مارس 2011 ذهب ضحيتها اكثر من 17 الف قتيل اغلبهم من المدنيين، بحسب المرصد. ويصعب التاكد من عدد القتلى من مصدر مستقل منذ توقفت الاممالمتحدة عن احصاء الضحايا في اواخر العام 2011، بينما يتعذر تقصي الحقائق الميدانية والامنية بسبب القيود المفروضة على الحريات الاعلامية. وعلى المستوى الدبلوماسي، اعلن المكتب الاعلامي للرئيس الروسي فلاديمير بوتين ان كوفي انان سيصل الاثنين الى موسكو وسيعقد لقاء الثلاثاء مع بوتين، مشيرا الى ان "روسيا ستؤكد دعمها لخطة السلام التي طرحها" الموفد الدولي. من جانبه، اتصل الامين العام للامم المتحدة بان كي مون هاتفيا امس السبت بوزير الخارجية الصيني يانغ جيشي لمطالبته بأن تستخدم بكين "نفوذها" من اجل ان يتم تطبيق خطة انان لوقف العنف في سوريا. واستخدمت الصين كما روسيا حق الفيتو الذي تتمتعان به في مجلس الامن الدولي مرتين لمنع صدور قرارين عن المجلس يدينان نظام الاسد. ويزور بان كي مون الصين الاسبوع المقبل للمشاركة في المؤتمر الوزاري لمنتدى التعاون الصيني الافريقي، بينما يتوجه انان الى موسكو الاثنين المقبل. وعرض وزير الخارجية الايراني علي اكبر صالحي الاحد في تصريحات لقناة العالم الايرانية الناطقة باللغة العربية ان ايران، حليفة دمشق، "مستعدة لدعوة المعارضة السورية الى طهران لاجراء حوار مع الحكومة السورية" دون ان يوضح ما اذا كانت الدعوة تشمل الحركات المسلحة التي تقاتل نظام الرئيس السوري بشار الاسد. وتحاول طهران المتخوفة من احتمال سقوط نظام دمشق، حليفها الاساسي في المنطقة، منذ عدة اسابيع فرض وجودها عبر مساع دبلوماسية من اجل ايجاد حل للازمة. ميدانيا، لفت المرصد السوري لحقوق الانسان في بيان الى مقتل ستة مدنيين في حمص بينهم اربعة في الرستن التي تتعرض "للقصف من قبل القوات النظامية السورية التي تحاول السيطرة على المدينة الخارجة عن سيطرة النظام منذ شهر شباط /فبراير". وفي محافظة دمشق، ذكر المرصد ان عددا من عناصر القوات النظامية اصيب اثر انفجار عبوة ناسفة بحافلة كانت تقلهم على طريق المتحلق الجنوبي بالقرب من حي الزهور. وفي مدينة دير الزور شرق البلاد، افاد المرصد عن مقتل اربعة مدنيين في حي الحميدية، بالاضافة الى مقتل عسكري منشق ومقاتلين معارضين احدهما قائد كتيبة في اشتباكات متفرقة. وفي محافظة حماة (وسط)، تتعرض بلدة قلعة المضيق للقصف من قبل القوات النظامية السورية ما اسفر عن مقتل مواطنين اثنين واصابة آخرين بجروح بحسب المرصد. وافاد مراسل فرانس برس في حلب عن تعرض بلدات في ناحية الاتارب لقصف عنيف استمر زهاء ست ساعات. وفي محافظة ادلب تدور اشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين في قرى عين الباردة وعين السودة والشبيحة بريف جسر الشغور. وادت اعمال العنف السبت في سوريا الى مقتل 115 شخصا بينهم 50 مدنيا منهم اكثر من 20 امرأة وطفل، بحسب المرصد .