صمدت البورصات الاوروبية الجمعة على الرغم من الانذار الذي وجهته وكالات التصنيف الائتماني لليونان واسبانيا والمخاوف المتزايدة من خروج اليونان من منطقة اليورو. وقال ايف مارشيه بائع الاسهم في مجموعة "غلوبال ايكويتيز" ان "وكالات التصنيف عودتنا على هذا النوع من الاعلانات. لم تعد تفاجىء السوق لذلك نرى انه ليس هناك اي اثر للهلع عند فتح السوق صباح اليوم". وجاء اعلان وكالتي التصنيف الائتماني بعد اغلاق الاسواق في اوروبا الخميس. فقد خفضت فيتش تصنيف الديون السيادية اليونانية طويلة الامد درجة واحدة الى "سي سي سي" بينما عاقبت موديز 16 مصرفا واربع مناطق في اسبانيا. وغداة جلسة صعبة، سجلت بورصة باريس تحسنا قرابة الساعة 14,00 (12,00 ت غ) بلغت نسبته 0,17 بالمئة وفرانكفورت 0,13 بالمئة ومدريد 0,91 بالمئة وميلانو 1,16 بالمئة. وقال المحللون ان اهتمام المستثمرين سينصب على قمة مجموعة الثماني التي يستضيفها الرئيس الاميركي باراك اوباما الجمعة والسبت. وستتركز هذه القمة على ازمة الديون في منطقة اليورو التي تدعو واشنطن ومعها بعض القادة الاوروبيين الى اتباع سياسة تنصب على النمو حيالها. وقال مايك ميسون المحلل في مجموغة "ساكدن فايننشال" ان "الايام المقبلة تبدو صعبة لمجموعة الثماني (...) بين المخاوف من انهيار اليونان في اي لحظة وخفض تصنيف المصارف الاسبانية والشائعات عن سحب مبالغ كبيرة من مصرف او اكثر في البلاد". وحرص مصدر في وزارة المال الالمانية على طمأنة المستثمرين قائلا انه "حاليا ليس هناك اي تشكيك" في قدرة مدريد على مساعدة مصارفها بدون اللجوء الى صندوق الانقاذ الاوروبي. وصرح هذا المصدر للصحافيين ان وزير المال الاسباني "قدم بشكل مقنع مشاريعه" لاصلاح قطاع المصارف لزملائه في منطقة اليورو الاثنين و"ليس هناك اي سبب حاليا للتشكيك" في امكانية تنفيذها. وكانت البورصات الآسيوية شهدت الجمعة تراجعا كبيرا بسبب الازمة في منطقة اليورو. وفتحت البورصات الآسيوية على انخفاض كبير بلغ لبعضها 3 بالمئة في نهاية الجلسة بينما واصل اليورو تراجعه مقابل الين العملة الملاذ للمستثمرين. وفي طوكيو انخفض مؤشر نيكاي 225 لاسهم الشركات الكبرى 2,99 بالمئة عند الاغلاق. وتراجعت بورصة سيول 3,40 بالمئة بدورها عند الاغلاق وسيدني 2,67 بالمئة. واغلقت هونغ كونغ على تراجع نسبته 1,30 بالمئة وشنغهاي 1,44 بالمئة. وخفضت وكالة فيتش للتصنيف الائتماني تصنيف الدين السيادي لليونان درجة واحدة الى "سي سي سي". وقالت ان هذا القرار "يعكس الخطر المتزايد لعدم تمكن اليونان من مواصلة مشاركتها في الاتحاد الاقتصادي والنقدي". وشهدت الانتخابات الاخيرة في اليونان صعود الاحزاب المعارضة للتقشف. ويمكن ان يؤثر وصولها الممكن الى السلطة بعد الانتخابات التشريعية الجديدة في 17 حزيران/يونيو على بقاء اليونان في منطقة اليورو وهو احتمال يثير قلق المستثمرين. وحذر رئيس البرلمان الاوروبي مارتن شولتز الجمعة من ان خروج اليونان من منطقة اليورو لن يكون "نهاية تطورات سلبية" بل "بداية تطورات اكثر سلبية". وقال شولتز الاجتماعي الديموقراطي الالماني للاذاعة الالمانية العامة من اثينا حيث يلتقي الجمعة الرئيس اليوناني كارولوس بابولياس ان "الكثيرين يرون (في الخروج من اليورو) نهاية تطورات سلبية، لكنه بنظري (سيشكل) بداية تطورات اكثر سلبية". وتابع "لست اقول ان هذا الخيار غير مطروح، لكنني ارى ان فيه مجازفة كبرى". واكد كاريل دي غوشت المفوض الاوروبي للتجارة في صحيفة دي ستاندارد الجمعة ان المؤسسات الاوروبية تدرس السيناريوهات الممكنة في حال انهيار اليونان. وقال "قبل عام ونصف العام ربما كان هناك خطر انتقال العدوى لكن اليوم هناك في البنك المركزي الاوروبي والمفوضية الاوروبية على حد سواء تقوم اجهزة بدراسة سيناريوهات انقاذ في حال لم تنجح اليونان في تسوية الامر". وتوقع دي غوشت بقاء اليونان في منطقة اليورو لبعض الوقت بدون ان يستبعد جولة ثالثة من الاقتراع بعد انتخابات 17 حزيران/يونيو، ان لم يكن استفتاء حول هذه المسألة. لكن المفوضية نفت وجود اي سيناريو لخروج اليونان من اليورو. وقال احد الناطقين باسمها اوليفييه بايي ان "المفوضية الاوروبية تنفي بحزم دراسة سيناريو لليونان للخروج من منطقة اليورو وتأمل في بقائها في اليورو". واكد وزير المال الالماني فولفغانغ شويبله ان برلين لا ترغب في خروج اليونان من هذا التكتل. وقال شويبله لاذاعة اوروبا-1 "نأمل ان تبقى اليونان في اوروبا لكنني انتظر من اليونان ان تفعل ما هو ضروري لتشهد تنمية اقتصادية اكثر امانا". كما اعلنت وكالة التصنيف المالي موديز الخميس عن تخفيض تصنيف القروض الطويلة الاجل الخاصة ب16 مصرفا اسبانيا بسبب صعوبات الاقتصاد والقطاع المالي بشكل عام وازمة المالية العامة و"امكانية محدودة للحصول على تمويل". واخيرا رأى وزير المال الالماني ان ازمة ثقة الاسواق حيال منطقة اليورو ستهدأ على الارجح خلال عام او عامين. وقال "خلال ما بين 12 و24 شهرا سنشهد تهدئة في اسواق المال". وكان وزير المال الالماني يرد على سؤال عن تصريحات ادلى بها نظيره الفرنسي السابق فرنسوا باروان الذي قال ان الازمة قد تستمر اربع او خمس سنوات اخرى. ولكل هذه الانباء السيئة اثر على اليورو اذ يفضل المستثمرون عملات اكثر امانا مثل الين او الدولار. وبعدما بلغ ادنى مستوى له خلال اربعة اشهر مقابل الدولار صباح الجمعة، استقر اليورو منتصف النهار عند 1,2715 دولار.