يتعرض رجل الأعمال نجيب ساويرس، مؤسس حزب "المصريين الأحرار" لحملة هجوم شرسة يشنها كتاب وإعلاميون مؤيدون للرئيس عبدالفتاح السيسي، ربط مراقبون بينها وسعي الأول للحصول على الأغلبية داخل مجلس النواب خلال الانتخابات البرلمانية التي ستجرى في مارس وتنتهي في مايو. فبالرغم من أن ساويرس يعد من الداعمين والحاشدين لمظاهرات 30يونيو، التي أطاحت بالرئيس المعزول محمد مرسي، لكن تبدلت الأمور في الفترة الأخيرة وصارت العلاقة غير طيبة بين رجل الأعمال والداعمين للسلطة الحالية، وصلت إلى حد تبادل السباب والشتائم. يأتي هذا في الوقت الذي تتحدث فيه تقارير صحفية عن "انقلاب ناعم يقوده ساويرس على الرئيس عبد الفتاح السيسي عبر إعادة تشكيل النظام السياسي عن طريق إيصال مقربين منه إلى سدة البرلمان القادم". ووفق التقارير، فإن "السيسي تلقى تقريرًا من جهاز الأمن الوطني يؤكد فيه أن رجل الأعمال نجيب ساويرس يدير شبكة من العلاقات مع الأحزاب وبعض رجال الأعمال يوظف فيها المال السياسي وصحفًا وفضائيات لتنفيذ انقلاب ناعم على السيسي، عقب الانتهاء من الانتخابات البرلمانية المقبلة". كما شن الكاتب عادل حمودة، المقرب من مؤسسة الرئاسة في مقال نشر مؤخرًا هجوما قويًا على ساويرس تحت عنوان "معركة مصر القادمة هي "ساويرس ضد السيسي"، والذي أكد فيه هناك خمس خطوات مدبرة تحقق خطة رجل الأعمال نجيب ساويرس في الاستيلاء على السلطة في مصر وهي "الثروة والثقافة والسينما والإعلام والسياسة"، واتهم حمودة في مقاله ساويرس بأنه يخطط لحكم مصر. لم يتوقف النقد والهجوم عند عادل حمودة فقط ولكن كان للإعلامي عبد الرحيم على دور كبير في الهجوم على ساويرس حينما فتح الصندوق الأسود الخاص لنجيب ساويرس الذي وصفه بأنه "الأكثر جدلا" في الساحة السياسية والاقتصادية. إضافة إلى مقال طويل في الموقع الذي يترأس تحريره "البوابة نيوز". إضافة إلى اتهامه لساويرس بأنه قال له في باريس "لا أثق في الجيش المصري والسيسى بتاعكم ده إخوان"، كما أنه "وافق على دفع 7 مليارات لمرسي اشترى بها سلاحًا لقتل المصريين ويرفض دفع مليم ل"تحيا مصر"، إضافة إلى أنه "في 2008 قال له: "حبيب العادلى هددنى إنه هيعبطنى لو استغلت ضد الإخوان". وقال الدكتور عادل عامر رئيس مركز المصريين للدراسات السياسية والقانونية إن "السبب الرئيسي في هجوم الإعلاميين في الوقت الحالي على ساويرس هو أنه يسعى من خلال حزبه إلى الوصول إلى الأغلبية في البرلمان القادم عن طريق المال السياسي، بالإضافة إلى أنه حزبه سيكون هو البوابة الخلفية لوصول فلول النظام الأسبق للبرلمان". وأشار عامر إلى أن "ساويرس يستخدم ماله السياسي بقوة في الانتخابات القادمة مما يخل بشفافية الانتخابات وهو الذي أدي إلى شن هذه الحملة عليه من قبل الإعلاميين". من جانبه، قال الدكتور يسري العزباوي، الخبير بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية ب "الأهرام": "يحاول ساويرس من خلال قنواته الإعلامية أن يؤثر على شعبية الرئيس عبد الفتاح السيسي، ما دفع بإعلاميين إلى توجيه انتقادات إلى رجل الأعمال دفاعًا عن السيسي". وأضاف: "هناك صراع شرس بين رجال الأعمال وبين النظام الحالي وظهر ذلك في أكثر من مناسبة أعلن فيها السيسي غضبه من رجال الأعمال بسبب عدم تقديم مساعدات لتنمية الوطن في الوقت الحالي". وأعرب العزباوي عن توقعه بأن "حزب ساويرس لن يستحوذ على أغلبية البرلمان القادم وهذا ظهر في الانتخابات البرلمانية الأخيرة والتي حصل فيها حزبه على عدد قليل من مقاعد البرلمان". وأشار إلى أنه "لا أحد حاليًا يستطيع أن يقود انقلاب ناعم على الرئيس، وذلك لأن شعبية الرئيس مازالت قوية وتظل أكبر من شعبية البرلمان، بالإضافة إلى كره الشارع المصري لرجال الأعمال ومن ضمنهم ساويرس الذي لم يقدم أية خدمات حقيقية للوطن".