قال الكاتب الصحفي المعروف بتأييده للانقلاب، عادل حمودة، إن معركة مصر القادمة هي "ساويرس ضد السيسي"، مؤكدًا أن هناك خمس خطوات مدبرة تحقق خطة رجل الأعمال القبطي نجيب ساويرس في الاستيلاء على السلطة في مصر هي: "الثروة، والثقافة، والسينما، والإعلام، والسياسة". واتهم "حمودة" في مقال له في عدد الأسبوع الحالي من جريدة الفجر الصادر الخميس، ساويرس بأنه "يخطط لحكم البلاد". ورأى مراقبون أن هجوم الإعلام المؤيد للسيسي على نجيب ساويرس (أحد ممولي وصانعي حشود 30 يونيو 2013) يأتي بتنسيق كامل مع أجهزة أمنية ومخابراتية، تشعر بالانزعاج الشديد من الدور الكبير الذي يطمح أن يقوم به في المستقبل في حكم البلاد، بعد أن انخرط بشكل كبير في أمور المال والسياسة، وهو ما جعل "حمودة" يقول إن مليارات المال السياسي جاهزة لتلعب في الانتخابات البرلمانية القادمة. وفي مقاله، تتبع "حمودة" ساويرس في "الصفقات الفاسدة" التي كون منها ثروته. وأشار إلى أن الخطوة الأولى في مخططه لحكم مصر، كانت استقطاب المثقفين بجوائز للإبداع الأدبي ينفق عليها، وكانت الخطوة الثانية استقطاب الفنانين بالإنفاق على مهرجان القاهرة السينمائي، وكانت الثالثة الدخول إلى الفضائيات بقناة "أون تي في"، وتحويلها تدريجيًّا من المنوعات إلى السياسة، ولحقت بها وكالة أنباء، ومركز للتدريب على المهن الإعلامية. وكانت الخطوة الرابعة - وفق عادل حمودة- تشكيل حزب المصريين الأحرار، والإنفاق على مرشحيه في أول انتخابات برلمانية بعد "ثورة يناير". وأضاف أنه بالوصول إلى الخطوة الأخيرة بدأ الطموح السياسي لنجيب ساويرس يعبّر عن نفسه، أو عن القوى التي يمثلها تعبيرا واضحًا، وربما لا يرى في نفسه رجل أعمال، مشيرًا إلى تفرّغه لحلم تمناه، وهدف سعى إليه، وهو حكم مصر. وتابع بأن ذلك لن يكلفه سوى نسبة يسيرة مما كسبه من مصر، أنفقها على شركات تفتيش عن أفضل المرشحين في المحافظات، وفي تمويل حملاتهم الانتخابية، وفي التقرب من العائلات المؤثرة في الانتخابات، وفي السيطرة على المؤسسات الإعلامية، بعقود امتياز إعلانية مستغلا المتاعب المالية التي تتعرض لها. وأكد "حمودة" أنه مهما كان ما ينفق ساويرس، وما سينفق، فإنه سيشتري حكم مصر بأرخص سعر، على حد تعبيره. وعادل حمودة من مواليد عام 1948، وهو صحفي وكاتب ومؤلف مصري، وعمل رئيسًا لتحرير مجلة روزاليوسف، ثم انتقل كاتبًا في الأهرام، وعمل مؤسسًا ورئيسًا لتحرير الإصدار الثاني من جريدة صوت الأمة، ومؤسسًا ورئيسًا لتحرير جريدة الفجر، ومعروف بعدائه الشديد للإخوان المسلمين. واستخدم "حمودة" لغة سوقية في جريدته "الفجر" لمهاجمة الرئيس محمد مرسي، والنيل منه. وأوضح "حمودة" في مقاله أن الدستور منح صلاحيات لرئيس الحكومة على حساب صلاحيات الرئيس، لم تتوافر له من قبل، ولو كان الرئيس من حقه في البداية اختيار الحكومة، فإن من حق مجلس النواب رفضها. وأوضح أنه في حالة الرفض يُجبر الرئيس على ترك مهمة تشكيل الحكومة - ما عدا الوزارات السيادية- للتحالف الذي يحظى بأكبر عدد من النواب، وهو ما يسعى إليه ساويرس، وهو أن يصل إلى التحالف الأكبر، فيشكل الحكومة، ويعيق التشريعات التي لا تعجبه أو لا ترضى عنها القوى المعبر عنها، والمساندة له، وفق وصفه. وأكد "حمودة" - في ختام مقاله- أن هذه الصورة حقيقة تؤكدها الشواهد الواقعية، "لكننا للأسف لا نشعر بخطورة ما يحدث، أو سوف يحدث، إذ أسكت الإعلام بمختلف صوره وقيده بامتياز الإعلان"، على حد قوله. ونجيب ساويرس من مواليد عام 1955، بمحافظة سوهاج، وهو أحد أكبر رجال الأعمال المصريين، ورئيس أوراسكوم للاتصالات وأوراسكوم للتكنولوجيا، وقد أطلق قناة "أون تي في" في عام 2008، وهو مساهم في جريدة "المصري اليوم". وقدرت مجلة فوربس سنة 2010 ثروته ب 2.5 مليار دولار، وترتيبه رقم 374 في قائمة أغنى أغنياء العالم، إذ يحتل المرتبة الرابعة بمصر. وتبرّع نجيب ساويرس وعائلته، كجزء بسيط مما كان ينبغي أن يسدد لمصر في عهد الرئيس مرسي، بثلاثة مليارات جنيه لصندوق "تحيا مصر" الذي أنشأه عبدالفتاح السيسي، وهو عضو في مجلس إدارة الصندوق. يذكر أن أ. عادل صبري، رئيس تحرير موقع مصر العربية، كتب مقالًا ونشره الأسبوع الماضي، أن ساويرس يقود انقلابًا ناعمًا ضد السيسي.