مازال ملف عودة الجماهير إلي المدرجات بعد سنوات من الصمت عاشتها الملاعب المصرية في أعقاب مذبحتي ستادي بورسعيد والدفاع الجوي هو الشغل الشاغل للمسئولين سواء في وزارة الرياضة أو اتحاد الكرة. فبعد مطالبات الجماهير والأندية والخبراء بضرورة عودة الجمهور بدأت تحركات جدية بتوجيهات رسمية من مجلس الوزراء بدراسة جميع التصورات الممكنة من أجل التمهيد لعودة الجمهور إلي المدرجات مرة أخري. وهو ما بدأه خالد عبدالعزيز وزير الشباب والرياضة من خلال جلسات متواصلة مع المسئولين في الأندية والاتحاد من أجل دراسة جميع السبل والمقترحات الممكنة من أجل إعادة الحياة للملاعب من جديد. إلا أن الشواهد تؤكد صعوبة عودة الجماهير للمدرجات إلا مع بداية الدور الثاني للدوري في ظل تعليمات الأمن بتعديل وإضافة عدد من الشروط الأمنية لبعض الملاعب. بالإضافة إلي طلب الأمن مناقشة فكرة عودة الجمهور لما بعد انتهاء فعاليات ذكري ثورة 25 يناير. هذا بالإضافة إلي تعليمات الأمن بضرورة تحديد طريقة للتعامل مع روابط الجماهير بما لا يسمح بوقوع أعمال شغب أو عنف في الملاعب لضمان عدم تكرار الأزمات والمشاكل السابقة. خالد عبدالعزيز وزير الرياضة حرص خلال الأسبوع الماضي علي عقد أكثر من جلسة مع مسئولي الأندية الجماهيرية من أجل الاستماع إلي مقترحاتهم وتصوراتهم لعودة الجماهير. حيث قدمت الأندية عددا من الاقتراحات منها تأسيس شركة مساهمة بين الأندية والاتحاد تتولي مهمة الإشراف علي تأمين الملاعب من الداخل. فيما اقترح البعض الاستعانة بخدمات الشركات الأمنية المتواجدة والتي سبق لها تأمين بعض المباريات الخاصة بالمنتخب الوطني. رغم وجود العديد من الملاحظات حول هذه الشركات خاصة بعد الأزمة التي أثارتها خلال مباراة المنتخب الوطني أمام تشاد الأخيرة التي أقيمت في ستاد برج العرب ضمن تصفيات كأس العالم. بعدما شهدت تقصيرا أمنيا ملحوظا للشركة التي سمحت بدخول الجماهير إلي المقصورة الرئيسية ونزولهم إلي غرف الملابس الخاصة باللاعبين. وهو ما كاد يتسبب في أزمة لولا تدخل الأمن. اقتراحات عديدة قدمتها الأندية للوزير والمسئولين حول السماح لعدد محدود من الجماهير في البداية وفقا لسعة كل ستاد. حيث تقدمت الأندية بمقترحات بدخول عشرة آلاف مشجع فقط. كما تقدم ناديا الأهلي والمصري بمقترح بإقامة مبارياتهما في الدوري. وأكد عبدالعزيز للأندية أن هناك توجها لدي المسئولين في الدولة بإعادة الجماهير للمدرجات من جديد وتحديد كافة الضوابط اللازمة لذلك. وأن هذا الملف أصبح أحد الملفات المطروحة علي قائمة اجتماعات مجلس الوزراء. وأنه لم يعد في مقدوره أو في سلطته تحديد موعد نهائي لعودة الجماهير لأن الأمر بات في سلطة جهات عديدة تدرس القرار من كافة الزوايا. حتي لا تتكرر أي أزمة أو مشكلة تودي بحياة فرد واحد من الجماهير كما حدث من قبل. من جانبه أكد جمال علام رئيس اتحاد الكرة أن الجبلاية قدمت كافة التصورات للسماح بعودة الجماهير للمدرجات. وأن التفكير حاليا في الاستغناء عن خدمات الداخلية داخل الملعب والاكتفاء بتأمينها من الخارج فقط. وإسناد مهمة التأمين الداخلي لشركات أمنية خاصة. وهي الفكرة التي يدرسها مسئولو الجبلاية في الوقت الحالي بالتشاور مع الأمن وحدث انقسام كبير بين الأعضاء حولها خشية وقوع أي أزمة أو مشكلة جديدة تسبب في وقوع ضحايا جدد مثلما حدث في إستاد بورسعيد وإستاد الدفاع الجوي. لأن الموافقات الأمنية باتت شرطا أساسيا لاستكمال المسابقة وبدونها لا يمكن للاتحاد تحمل مسئولية إقامة المباريات ولا يمكن لأحد تحمل هذه المسئولية. كما أن الحوار مع الألتراس ضروري ومهم فهم أحد عناصر لعبة كرة القدم وكلنا نعمل في منظومة واحدة في النهاية. وهنا يبرز دور الأندية في التواصل مع جماهيرها بشكل إيجابي. بحيث تعود الجماهير إلي المدرجات بشكل بعيد عن العنف والشغب الذي كان يحدث في السابق.