عانت الكرة المصرية في السنوات الأخيرة من عدد من المشاكل والأزمات ولعل أبرزها مذبحتي ستاد بورسعيد والدفاع الجوي التي راح ضحيتهما أكثر 95 مشجعا من جماهير الأندية المصرية. لتغيب الجماهير عن المدرجات التي باتت تعرف طعم ولون الدم. ورغم الفارق الزمني الكبير بين المذبحتين إلا أن الواقع يؤكد أن المسئولين سواء في اتحاد الكرة أو وزارة الرياضة لم يتعلموا الأزمة الأولي جيدا وهو ما أدي وقوع المذبحة الثانية. لهذا يسعي المسئولون هذه المرة إلي وضع كافة التصورات الممكنة من أجل التمهيد لعودة الجماهير. حيث أكد جمال علام رئيس اتحاد الكرة أن الاتحاد بالتنسيق والتعاون مع وزارتي الرياضة والداخلية لجنة الأندية يواصلون الإعداد والتجهيز لعودة الجماهير بداية من الدور الثاني للمسابقة. حيث يتم وضع الضوابط والمعايير التي سيتم علي أساسها السماح للجمهور بالعودة إلي المدرجات مرة أخري. وأن الاتحاد قدم مقترحا بتحمل الأندية لتكاليف الاستعانة بشركات أمن خاصة للتنظيم داخل الملاعب علي أن تتولي الداخلية التأمين الخارجي فقط لرفع العبء عن كاهل رجال الأمن. موضحا أن الداخلية وضعت عدد من الضوابط والشروط للموافقة علي عودة الجماهير للمدرجات مرة أخري. وأن التحضيرات التي يتابعها اتحاد الكرة مع أحد الشركات التي ستتولي عملية تأمين الملاعب توضح أنه سيكون هناك نظاما دقيقا لتنظيم هذه العملية بداية من طبع وبيع التذاكر وترقيم المدرجات والكراسي ودخول الجماهير وفقا لنظم محددة للحفاظ علي أمنهم وسلامتهم مرورا بخروجهم من أرض الملعب. مع وجود كاميرات مراقبة لمتابعة ومراقبة أي حالات شغب. ويتم في الوقت الراهن تجهيز الملاعب والاستادات لهذا الغرض. عودة الجمهور مرة أخري للمدرجات ورغم أنها باتت مطلبا أساسيا للجميع إلا أن هناك العديد من الأزمات والمشاكل التي تحيط بهذا القرار. ونرصدها هناعلي النحو التالي: مباريات الفرق الجماهيرية: لا زالت حتي الآن مباريات الفرق الجماهيرية هي أحد أكبر الأزمات التي تواجه المسئولين ويحاولون البحث عن حلول لها وتحديدا مباريات الأهلي أمام المصري والإسماعيلي والزمالك. فحتي الآن لم يتم حسم موقف هذه المباريات ومكانها وموقف الجمهور من دخولها خاصة مباريات الأهلي والمصري التي تقام علي أرض محايدة منذ وقوع مذبحة ستاد بورسعيد. وهناك مقترحا باستثناء المباراتين من حضور الجماهير منعا لوقوع أي صدام أو مشاحنات. هذا بالإضافة إلي مباريات الأهلي أمام الدراويش ونفس الأمر في مباريات القمة. فهناك مقترحا بالسماح بدخول جماهير الفريق صاحب الملعب في كل مباراة أو السماح بدخول عدد محدد من جماهير الفريقين لضمان السيطرة عليهما ويتم دراسة الأمر من الناحية الأمنية. الحرب الباردة بين القطبين: تسبب الصراع علي الصفقات بين الأهلي والزمالك في ازدياد حالة الاحتقان والتراشق بين مسئولي الناديين بما انعكس بدوره علي جماهير الناديين في وضع ينذر المزيد من المخاطر والأزمات. فيما يشبه الحرب الباردة بين القطبين. وهو الأمر الذي دفع المسئولين في وزارة الرياضة واتحاد الكرة إلي المطالبة بفتح صفحة جديدة بين الناديين تفاديا لوقوع أي أزمات أو مشاكل بين جمهور الفريقين قد تؤدي إلي إلغاء المسابقة مثلما حدث في المواسم السابقة في ظل استمرار حالات الاحتقان لدي بعض روابط الجماهير والألتراس. فشل الشركات الخاصة: حاول مسئولو اتحاد الكرة من قبل إسناد تنظيم مباريات المنتخب الوطني إلي شركات أمنية خاصة لتأمين الملاعب من الداخل. وهو المحاولات التي باءت جميعها بالفشل. ودفعت المسئولين إلي العودة من جديد للاستعانة بخدمات الداخلية لتأمين المدرجات من الداخل والخارج. ولكن ستكون مباراة المنتخب الوطني أمام تشاد في ستاد برج العرب بمثابة البروفة لعودة الجماهير إلي الملاعب مرة أخري.