تسري في الشارع الرياضي المصري موجة عارمة من التفاؤل حول قرب إعلان بلوغ المنتخب الوطني الأول لكرة القدم إلي الغاية المنشودة ووصوله إلي مرفأ التأهل والمشاركة في نهائيات كأس العالم المرمع اقامتها في العام القادم بالبرازيل.. ولست ضد التفاؤل.. أو أعاند التيمن والتبرك والتوكل.. لكنني ضد الاستغراق في هذه الأمور للدرجة التي تجعلنا نتواكل ولا نتوكل.. ونتراخي ولا نجتهد.. ونتكاسل ولا نجد.. الغاية التي نطمح لها تحتاج أن نعمل من أجل تحقيقها.. ان نبذل كل ما لدينا وما عندنا من جهد وطاقة للوصول إليها.. غير انني وللأسف الشديد أري غير ذلك.. ألحظ تقصيراً وأهمالا من بعض الجهات التي يجب أن تبادر بأن تتقدم الصفوف وأن تتحدي الظروف للاسهام بأدوار فاعلة وإيجابية في هذا المجال.. ولعلي هنا أقصد سكان الجبلاية ومجلس إدارة اتحاد الكرة "الموقر".. هذا المجلس الذي أخفق في كل ما أنيط به من مهام وفشل فشلا ذريعا في إدارة كرة القدم المصرية وهي تمر بأسوأ مراحلها علي الاطلاق.. كرتنا المظلومة والمطحونة في أيدي غير أمينة ولا سليمة.. تلك الأيادي العابثة التي انشغلت بأداء ألعاب للتسلية أو التي انخرطت في القيام بواجبات شخصية مغرضة لا تستحق أن نأمن لها ونطمئن علي إدارتها خاصة ونحن مقدمون علي خوض مباراة مصيرية يلتف حولها وعليها عشرات الملايين من جماهير الشارع الرياضي.. هؤلاء العناصر اللاهية والمارقة فشلت في تصميم وتخطيط معسكر إعداد لائق ومناسب للمنتخب قبل هذا اللقاء الهام.. لم أصدق وأنا أتحدث مع الكابتن ضياء السيد المدرب العام في اليوم السابق لموعد المباراة التجريبية الوحيدة والفقيرة التي اتفق عليها هؤلاء البشر بأنه لا يعرف موعدها ويجهل مكان اقامتها وان الجهاز بقيادة الضعيف برادلي يضرب أخماساً في أسداس بعد أن فوجيء باعتذار المنتخبات التي كان المفروض أن يواجهها المنتخب وتأخر الموعد المفروض إتمام اللقاء فيه وبالتالي غاب لاعبو الأهلي وهم أكثر من عشرة لاعبين واضطر الخواجة لاستدعاء أربعة من الصفوف الأخيرة لمجرد تكملة العدد.. نبرة ولهجة الكابتن ضياء السيد أحزناني للدرجة التي لم أتمالك فيها نفسي وقمت بالدعاء علي أهل الجبلاية ليأخذهم الله ويريحنا والوطن منهم. وإذا كان هذا حالنا مع المهام القومية المصيرية فما بالك بحالنا مع المهام الأدني والأقل أهمية.. ان مجلس إدارة اتحاد كرة القدم يمر بحالة سيئة يفتقد فيها التركيز ويفتقر للشحن ويحتاج للحساب ويستحق العقاب.. وإذا كنا قد ابتلينا به كثمرة من ثمار الديمقراطية غير اليانعة أو الناضجة فيجب علينا أن نتوخي الحذر ونلتزم الحيطة في المرات التالية إن شاء الله. ولعلي أتعجب من التضاد والتعارض الذي يواجه كابتن طاهر أبو زيد وزير الدولة للرياضة.. ففي الوقت الذي ينجح فيه بتحقيق انجاز أقرب إلي الاعجاز باستصدار موافقة الجهات المعنية علي اقامة مباراة العودة مع غانا بالقاهرة وبجماهير وهو ما كان حلما يراودنا جميعا.. يغفل فيه عن محاسبة ومعاتبة النائمين بالجبلاية علي تراخيهم وتكاسلهم في إعداد المنتخب بصورة لائقة ومناسبة لهذا المعترك الهام.. إن أبو زيد اجتهد كثيرا من أجل أن يسعد الجماهير الرياضية بمختلف أطيافها وتدخل في بعض الأمور الهامشية لتحقيق هذا الحلم.. غير انه لم يعبأ بإيقاظ هذه الخلايق وحثهم علي القيام بواجبهم تجاه المنتخب.. ورغم كل هذا فإنني أشارك الجماهير التفاؤل.. غير ان تفاؤلي من النوع الحذر.. الذي يحسب نقاط القوة لدينا من تألق بعض الموهوبين بالمنتخب وتركيز الجهاز الفني في الإعداد وارتفاع الروح المعنوية وتنامي المد الوطني والعقائدي لدي الجميع.. ولا يتغافل أيضا نقاط الضعف من هشاشة الدفاع وندرة عدد المهاجمين الجيدين والذين يساندون محمد صلاح في الأمام وقلة الحساسية.. ولا يبقي أمامنا سوي أن ندعو الله من كل قلوبنا أن يوفق الله أبناءنا لتحقيق الآمال والغايات المنشودة وأن يجتازوا ال 180 دقيقة الباقية بنجاح ليقدموا أكبر وأفضل الهدايا لشعب مصر البطل الذي أثبت انه أعرق وأأصل شعوب الأرض قاطبة.