ذكر الكاتب الأمريكى الشهير توماس فريدمان الصحفى بجريدة نيويورك تايمز أنه بعد مرور عام على قيام ثورة 25 يناير انه رأى تغييرا كبيرا فى مصر واضاف إن ثورة التحرير بدأت ثم حدثت أشياء عززتها انتهت بالانتخابات البرلمانية، مؤكدا ان مصر مؤهلة لظهور نجما فيها "نيلسون مانديلا مصري" ينهض بالبلاد وقال فريدمان اثناء لقائه في برنامج علي "سي بي سي" مساء الأحد أنه حضر انتخابات المرحلة الثالثة شخصيا وبهر بها، مؤكدا أن مصر تسير إلى الأمام نحو التقدم فهناك أحزاب سياسية تمثل كل اتجاه وتتنافس من أجل تشكيل البرلمان وإنشاء دستور للبلاد والمنافسة تعزز المرحلة الانتقالية واضاف فريدمان أن الإخوان المسلمين فى مصر يختلفون عن الإخوان فى إيران أو فى السعودية نظرا لعدم وجود الإيرادات النفطية حيث أن غياب الإيرادات النفطية فى مصر يجعل دور الإخوان المسلمين فى مصر يختلف عن دورهم فى السعودية وإيران. واعرب فريدمان إعجابه بالأصوات المتحدثة عن اتفاقية كامب ديفيد وقالوا أنهم لن يلغوا هذه الاتفاقية إلا إذا ألغتها إسرائيل وأن على كل طرف الالتزام بما له وما عليه فى هذه الاتفاقية وقال فريدمان أنه لما تساءل لماذا نسبة التصويت لصالح الإخوان المسلمين فى المرحلة الثالثة للانتخابات بلغت نحو ال99 % قيل له أن هناك قائمة من البرامج التى تحقق آمال وطموحات الشعب المصرى مما يثبت أن الشعب المصرى يثق فى مرشحيه وينتظر منهم الكثير كما ذكر أن الرئيس السابق مبارك أحدث فراغا سياسيا بينه وبين الإخوان وجعلهم غير قادرين على خوض السياسة ودائما كان الرئيس السابق يخير الإدارة الأمريكية بينه وبين الإخوان المسلمين لكن الآن الأمر مختلف فالإخوان لهم تاريخ يبلغ الثمانين عاما ولكن هذه هى المرة الأولى التى يخوضون فيها سياسة . اما عن رأى الإدارة الأمريكية فى علاقة الجيش بالشعب وما يحدث من عنف اشار فريدمان أن الإدارة الأمريكية تنتظر لترى مرحلة ديمقراطية مستقرة وبالتالى فإن الجيش بالنسبة لها ما هو إلا دعامة إلى منطقة شرق أوسطية ديمقراطية وأضاف أن الإدارة الأمريكية تحتاج أن ترى حكومة منتخبة مدنية بدلا من حكومة عسكرية وعلى المصريين أن يعرفوا أن العالم لن ينتظرهم كثيرا وإنما يجب عليهم النهوض سريعا حتى تصل مصر إلى أقصى درجات التلاحم فهناك قواعد يجب الاعتماد عليها فى مصر أهم هذه القواعد هى الموارد البشرية التى تتوفر كثيرا فى مصر وذكر أن البنية التحتية و المدارس المصرية كلها أمور تحتاج إلى ما يحركها واشار فريدمان أن الأمية من أهم أعداء مصر لذلك يجب سرعة القضاء عليها هى والفوضى ، أما ردا عن سؤال حول ما إذا كانت الولاياتالمتحدة أجرت حوارا مع الإخوان المسلمين فى مصر من قبل قال فريدمان لدينا فى أمريكا أغنية تقول أنا سمعت عنك الكثير ولم أعرفك والآن جاء الوقت كى أسمع منك هذا هو ما ينطبق على الإخوان المسلمين والإدارة الأمريكية يجب أن نعرف الإخوان المسلمين أكثر فقد سمعنا عنهم الكثير واكد فريدمان فى هذا الشأن أن القضية ليست قضية التكلم من منبر الأعلى إلى الأقل كما كانت تفعل أمريكا فى السابق نحن لا نريد أن نمد أيدينا إلى قائد عسكرى ثم يتغير غدا وإنما نود أن نمد أيدينا لدولة مدنية وصرح أنه يرى تمام المرحلة الانتقالية فى مصر بسلاسة تامة وذلك بحدوث العملية الانتخابية ، وأضاف أن نهاية الرئيس السابق كانت نهاية حزينة وأن كل ما كان عليه فعله فقط خلال ال30 عام الماضية هو ما قام به فى الأسبوع الأخير من حكمه فمصر كانت فى وقت الرئيس السابق فى وقت مستقطع لمدة ال10 سنوات الأخيرة من عصر الرئيس السابق مبارك لأنه تأخر فيما كان يجب عليه فعله في ذلك الوقت قال فريدمان أن العولمة لاشك أنها ساعدت فى قيام الثورة ، وقال قبل أن آتى إلى مصر سألت أوباما هل ترى تقاربا بينك وبين المصريين نظرا للبشرة السمراء والأصل العربى ؟ قال أوباما له وقتها أنه شعر بالتفاعل مع الكثير من المصريين نظرا للتشابه فى أشياء كثيرة ، واستطرد فريدمان قائلا أن هذه الصورة التى ذكرها أوباما عن تفاعله مع الكثير من الشعب المصرى كانت فى ذهنه عندما نزل ميدان التحرير وأضاف أن جميع الأمريكيين فوجئوا بما فعله المصريين وبالرغم من ذلك اتفقوا على أن الشعب المصرى يستحق هذه الثورة التى أنشأها بنفسه دون تدخل من أحد وعن محاكمة مبارك قال أن هذا الأمر متروك للشعب المصرى يرى فيه ما يشاء إما أن يعطيه حصانة مثل ما حدث فى اليمن أو يحاكمه ووجه رسالة لكل الشعب المصرى وقال له :" نحن فى أمس الحاجة لكل ثانية ولكل لحظة لأن اللحظة الحاسمة فى السياسة إذا جاءت وضاعت فلا أمل فى شئ لذا علينا أن نتخلص من الماضى وبخصوص موضوع قطع المعونة الأمريكية عن مصر قال فريدمان أن البرلمان الأمريكى يشمل جميع الأطياف السياسية لكن كل طائفة تسعى لجذب البرلمان تجاهها وبالفعل هناك أصوات تنادى بقطع المعونة عن مصر ، وأضاف أن مصر فى حاجة ماسة للتعاون بين جميع أطياف البرلمان