ما حدث لأتوبيس أطفال أسيوط لا يوصف إلا بالكارثة وأكثر ما يحزن و يدعو للتساؤل أنه في كل حادث قطار يتم التضحية بالعمال الصغار ليكونوا كبش الفداء و كما يقول الدكتور حاتم عبداللطيف استاذ تخطيط النقل وهندسة المرور بجامعة عين شمس أنه يتم اتهام عامل التحويلة دائما بأنه السبب في الحادث واحب أوضح الاول أن عامل التحويلة هو موظف بسيط يعمل في ظروف صعبة وفي مناخ سيئ للغاية فغرف المراقبة أشبه بالعشش فلا توجد دورات مياه وأجهزاتها بدائية تعاني من عدم الصيانة فالوردية تصل إلي يوم كامل احيانا ومرتبه لا يتجاوز 500 جنيه شهريا . فهو يعمل دون الحصول علي التدريبات الكافية لمواجهة الكوارث وبالتالي تحمله المسئولية أمر غير مقبول ما لم يكن هو السبب الاساسي في الحادث . يستكمل قائلا : يجب ألا ننسي أن القطارات مليئة بالمشاكل مثل تهالك العربات وعجل القطارات والقضبان بالإضافة الي وجود خلل في معظم الإشارات الموجودة علي المزلقانات وبالتالي فكل هذه الاخطاء تؤدي إلي الحوادث التي نشاهدها تبرئ عمال التحويلة من أي مسئولية . يضيف الدكتور حاتم قائلا : أما مهمة عامل التحويله هو الشخص الذي يقوم بفتح الطريق بناءً علي المواعيد المقررة للقطارات من السيمافور أي إعداد الطريق من البداية للنهاية حتي مرور القطار بناءص علي الاشارات التي يتم إصدارها من البرج ثم يقوم السائق بتنفيذ التعليمات . وبالتالي لاتعتبر حوادث القطارات مسئولية عامل التحويلة او مراقب البرج او سائق القطاروحده . مسئولية الجميع يستكمل الدكتورحاتم قائلا : أن حادث قطار أسيوط يجب ان يتحمله كل المسئولين المعنيين في وزارة النقل بدءا من الوزير وحتي عامل التحويلة والآن اطالب جميع المسئولين بوجود حلول جذرية لوقف نزيف المواطنين علي قضبان السكك الحديد فليس من المقبول أن لا يوجد حل جذري لمشكلة القطارات في بلد حدث فيها اكبر واعظم ثورة وهي ثورة 25 يناير . ما رأيك في قبول استقالة وزير النقل ؟ أري انها استقالة سياسية لأنه ليس المسئول بشكل مباشر عن الحادث . مرافق متهالكة بينما تحدث الدكتور حسن عبدالظاهر مدرس الطرق بكلية الهندسة بجامعة عين شمس عن حادث قطار اسيوط قائلا : نحن امام حادث بشع راح ضحيته 51 علما من حفظة القرآن الكريم .....هذا الحادث نتج بسبب بشري وليس فني ، فنحن الآن امام مرفق متهالك يحتاج إلي هيكله كاملة بدءا من عربات القطارات والقضبان والمزلقانات نهاية بالعاملين بمرفق السكة الحديد. يستكمل الدكتور حسن قائلا : هناك اكثر من 1800 عامل تحويلة يعملون في الهيئة وبهذا العدد يعتبر مرفق هيئة السكة الحديد هو الذي به اكثر عدد من العاملين وبالتالي فيجب فصله عن وزارة النقل وتعيين رئيس هيئة له بدرجة وزير . و قال أن الخطأ ايضا هو التعامل مع المزلقانات علي أنها تقاطع طريق ويجب تفادي هذه المزلقانات بإنشاء كباري او أنفاق و تكلفة مثل هذه الانقاق تقدر بالملايين وبالتالي اوضح أنه عندما يحدث حادث تتكلف الوزارة الكثير من أجل دفع الفدية لكل متوفي وبذلك يكون تكلفة الكباري أقل بكثير من تكلفة الحادث الواحد. ويختتم قائلا : الآن انا أري أن وزير النقل هو كبش الفداء في حادث قطار اسيوط لأنه يجب محاسبة كل مسئول في الهيئة بل والحكومة ككل.