هل أصبح من المحتم علي كل من يركب القطارات أن يكتب وصيته ويتوقع الموت بفعل الحوادث المستمرة والمتكررة للقطارات, وهل تكون حياة البشر هي الثمن الذي يجب دفعه للاهمال الذي وقع في السكك الحديدية لمدة سنوات طويلة, وهل سيكون ثمن الذين يموتون بفعل القطارات وعلي القضبان, هو مبلغ التعويض عند الوفاة أو الإصابة, وهل تكفي استقالة الوزير لعلاج ما أفسده الدهر.. نتناول هنا المشكلة التي ظلت بدون حلول. المنظومة مدمرة جميل باسيلي مفتش قطارات يري أنه في جميع الاشارات علي مستوي السكك الحديدية المنظومة مدمرة تماما بمعني أن قطارا يمكن أن يدخل علي قطار, وعامل الكوبري يمكن أن يضغط علي زر بالخطأ وبالتالي تحدث كارثة, وعندي مستندات في2010 كنت أسوق قطار ديزل323 من القاهرة للإسكندرية وفي أثناء دخولي محطة دمنهور ورغم اعداد الطريق وفتحه من البرج فوجئت بدخول جرار أمام القطار وهذا يؤكد عدم وجود ارتباط للاشارات الكهربائية وهناك أمثلة عديدة. ويضيف بأن جميع المزلقانات غير مرتبطة كهربائيا بالإشارات والسائقون يعملون في نعوش طائرة اسمها القطارات, وأطالب بمحاكمة كل قيادات السكك الحديدية بتهمة الأهمال, وهناك تدمير يقع لأرواح البشر, وهناك سائقون يدخلون السجن ويعاقبون بسبب الاشارات. تأمين المزلقانات حسن عيسي سائق قطارات يري ضرورة تأمين المزلقانات ويقص أنه في يوم8 نوفمبر قدمنا للوزير طلبا بتأمين المزلقانات لحماية أرواح الناس, وأرسلنا الشئ نفسه لرئيس مجلس الإدارة لانقاذ السائقين والركاب ولم يتم عمل أي شيء ولا أحد يحرك ساكنا. ويضيف أن المنافذ الخاصة بمرور العربات علي المزلقانات غير مؤمنة وكذلك الجرارات والصيانة في غاية السوء وايضا الاشارات, تمثل مشكلة يمكن أن تؤدي لحوادث نظرا لسوء حالتها. إصلاح جذري د.عبد المجيد رفعت استاذ سكك حديدية بكلية هندسة القاهرة يري أن المشكلة قديمة ترجع لعقود فهيئة السكك الحديدية طالها الاهمال وهي تحتاج لإصلاح جذري يتم في سنوات وبتكاليف, ولايمكن أن تعالج الأمور باستقالة وزير فمعني ذلك أننا سنقيل وزيرا كل شهر, فالأمور تحتاج لوزير نقل فاهم ولديه خطة واضحة وينفذها, وعلي الدولة أن تعطيه الأمان. ويشير إلي أن هذه المعدلات للحوادث عندنا في السكك الحديدية تصل إلي3 أضعاف المعدل العالمي, وهي تحدث كشيء طبيعي لتردي الأوضاع. ويري أن إدارة السلامة والأمان في السكك الحديدية لاتقوم بأي دور والداخلية لاتهتم بالواقفين من رجالها علي المزلقانات وكذلك العناية والتفتيش المستمر علي خفر المزلقانات وملاحظي البلوكات والسائقين وهذا يتطلب وقتا, وإصلاح المنظومة ككل يحتاج4 سنوات إذا تم وفقا لخطط وبرامج محددة. ويطالب بتوافر وعي وهناك مشروع لتطوير351 مزلقانا منذ4 سنوات حتي الآن ولم ينته نتيجة لمشكلات خارجة عن إرادة الهيئة لتداخلات مع جهات أخري. ويقول إن الحوادث لن تنتهي إلا بالوعي والألتزام وهذا يتطلب تشريعا وعقوبات فورية حتي يلتزم السائقون. مرافق النقل د.أسامة عقيل أستاذ الطرق والمرور بهندسة عين شمس يقول إن مشكلتنا أن السكك الحديدية لم تتطور منذ فترة طويلة وكذلك كل أشكال ومرافق النقل, وكان السبب أن وزيرا للنقل والمواصلات ظل في الوزارة لمدة25 سنة ولم يطور أي شيء ولم يتم أي تحديث, السكك الحديدية كانت أكثر الجهات أضرارا وجميع الوزراء اللاحقين له حاولوا حل المشكلة دون سياسة تطوير وعندما حاول أحد الوزراء تطوير المرفق سار في الاتجاه الخاطيء لأن تطويره كان من خلال الجرارات وليس السكك الحديدية نفسها. ويشير إلي أنه كان يجب تقليص حجم الهيئة الخطوط الفاشلة يجب وقفها مادامت تخسر, وأركز في تطوير الخطوط الرئيسية ثم الفرعية. وقال إن السكك الحديدية تحتاج لاستراتيجية فمنذ أستلامها من الانجليز لم نقم بأي إضافة أو امتداد للخطوط ومن هنا لابد أن يكون هناك مخطط للنقل وليس عشوائيا, ونحن نتحدث عن قطار فائق السرعة, بينما نحن نفشل في تسيير القطارات العادية. ويؤكد د.أسامة أن الخطة غائبة ومن هنا السكة الحديد غير آمنة لافتقاد التكنولوجيا وحتي تقلل نزيف الدم, فإن القطاع الهندسي بالسكك الحديدية يجب أن يحظي بالاهتمام بحيث نآمن الناس أولا, فالقطاع الهندسي يجب أن توضع به الاستثمارات ويخفف الخسائر وتلغي بعض الخطوط وتكثف في الأماكن التي تحتاجها.