مكرم محمد أحمد : ضرورة الإسراع بإصدار القوانين المنظمة للصحافة عيسي : يجب أن يتوقف الإعلاميون عن » وهم « أنهم من صنع الثورة أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي حرص الدولة علي استقلال وسائل الاعلام، مشدداً علي عدم توجيه أي منها بالهجوم علي من يسيء إلي مصر مطالبا الإعلاميين بضرورة التحلي بالصدق والمصداقية والحس الوطني في تناولهم للاحداث الداخلية والخارجية. واستشهد الرئيس موجها حديثه للاعلاميين خلال ندوة حول تأثير وسائل الاعلام علي صناعة الرأي الشبابي عقدت في اطار فاعليات اليوم الثاني للمؤتمر الوطني الأول للشباب بشرم الشيخ بالرسول صلي الله عليه وسلم بقوله " ان الإنسان يصدق ويتحري الصدق حتي يكتب عند الله صديقا ". وأضاف السيسي "انتم تتحدثون عن أدبيات الاعلام وأسستم عليها رأيكم وهذا مقدر ولكن انا أقول لكم تفكروا فيما ذكرته". وأضاف الرئيس انه منذ أن تولي المسئولية لم أتحدث مع المصريين الا بالصدق ولم أجد إشكالية في ذلك، وكنت حريصا علي ان أكون دائما "صادقا، أمينا، متجردا" . وأشار موجها حديثه للإعلاميين "انتم تطلون علي الناس والجميع يراكم، بما فيهم الطفل ويتابعون طريقة ملبسك وهيئتك وطريقة كلامك، واحذروا بانكم ستحاسبون أمام الله بكل شيء تلفظتم به خاصة لو كانت هذه الكلمة إساءة وكذب ". وتابع الرئيس قائلا " كل كلمة إساءة أو كذب ستحاسب عليها أمام الله لو سمعها ألف شخص فستكون بمثابة ألف كذبة، لو سمعها مائة الف شخص فستكون بمثابة مائة ألف كذبة ، وهذا الكلام اذا وضعناه امامنا وتفكرنا فيه وقلنا اننا نرغب في تناول المسائل بتلك الطريقة واننا نكون صادقين في كل تناولنا مضيفا ان " الصدق ليس مجرد كلام فقط. وقال " انا لا أقصد من هذا الكلام أحدا مضيفا : " اللي احنا فيه تجربة منذ اول 2011 حتي اليوم وستأخذ مداها "، معربا عن استعداده ان يحضر الصحف والقنوات الصادرة في اي يوم لافتا "أنا اقرأ واتابع ما ينشر ويذاع يوميا حتي أري كيف تنظرون الي مصر، وكيفية تقديمكم لها ". تعليقات جيدة وأشار السيسي الي ان " كل الكلام والتعليقات التي قيلت خلال الندوة من الحضور جيدة واستفدت منها. وقال الرئيس ان هناك من يضرون بمصر كثيرا بدون قصد عندما يتناولون موضوعات تتعلق بالشأن الداخلي والخارجي، مستشهدا بما بث من معلومات غير صحيحة عن سعر الصرف للعمله الأجنبية في مصر من جانب إحدي الصحف. كما ضرب الرئيس مثلا آخرا بمقالات أو معلومات نشرت بشأن دول تربطنا بها علاقات حميمية ومتميزة انزلت الضرر بهذه العلاقات. وتساءل الرئيس " هل صدر توجيه من شخص مسئول للإعلاميين ان يهاجموا دولة أو شخصا" ؟. وأضاف " أقسم بالله.. أتمني الا يصدر لفظ مسئ واحد داخل المجتمع المصري لاي أحد في العالم حتي لو كان يسئ لنا، لان ذلك يعبر عن الشخصية المصرية " مضيفا انه " كلما تسئ لي يزداد اصراري علي العمل، ولا بد ان نصر ونبني ونعمر حتي لا نعطي الفرصة لمن يحاول أن يستغلنا ويستضعفنا أن يحقق أهدافه باستغلال ظروفنا الصعبة". وأكد الرئيس في مداخلته خلال الندوة علي محورية الدور الذي تقوم به وسائل الاعلام المختلفة وتأثيرها المباشر علي الرأي العام، مشيراً إلي أن التحلي بقيم الصدق والأمانة والتجرد هو الطريق الأمثل لنشر الرسالة الإعلامية، ولافتاً إلي المسئولية الكبيرة الملقاة علي عاتق وسائل الإعلام في ضوء تأثيرها الكبير علي الرأي العام. ونوه الرئيس إلي ما تمر به وسائل الاعلام في مصر من تغيرات منذ عام 2011، مشيراً إلي أن التجربة الإعلامية المصرية تتطور بمرور الوقت. كما أكد علي متابعته بدقة لوسائل الاعلام، مشيراً إلي أنها تضر أحياناً دون قصد بمصالح مصر وعلاقاتها الدولية.. وأكد الرئيس أن عدم الرد علي الاساءات التي تُوجه من جانب بعض الدول يُجسد طبيعة الشخصية المصرية التي تؤمن بأن أبلغ رد يكون بالصبر والعمل والبناء والتعمير. وشدد الرئيس علي حرص الدولة علي استقلال وسائل الاعلام، مشيرا إلي أن التجربة الاعلامية المصرية تتطور بمرور الوقت. وقال الرئيس لا ينبغي ان نعطي الفرصة لمن يري ظروفنا الصعبة ان يقلل من قدرنا. وأدار الجلسة الاعلامي أسامة كمال وحضرها كل من الكاتب إبراهيم عيسي والكاتب إبراهيم الجارحي والنائبة البرلمانية رانيا علواني والصحفي محمد الدسوقي رشدي والدكتور حسين أمين الأستاذ بالجامعة الامريكية وأميرة العادلي عضو المكتب السياسي لحزب المصريين الاحرار. التنوع الإعلامي و أكد الحاضرون خلال الندوة علي ان التنوع الاعلامي يعد ضرورة في المجتمع شريطة توفير المهنية وتجنب الاضرار بتماسك المجتمع مشددين علي ان الحرية ليست منحة ولكنها يجب الا تتحول الي فوضي. وقالوا ان جماعات متطرفة تسعي الي استغلال وسائل التواصل الاجتماعي لاستمالة الشباب الي صفوفها ونشر الفوضي. ومن جانبه قال د. حسين أمين الأستاذ بالجامعة الامريكية بالقاهرة انه لا توجد ضوابط حاكمة للعمل الإعلامي في منطقة الشرق الأوسط مشيرا الي ان انماطا جديدة من الصحافة ظهرت خلال الأعوام الماضية مثل صحافة المواطن والمواطن الصحفي وغيرها. استقطاب الشباب وأضاف ان جماعات متطرفة تسعي الي استقطاب الشباب وتزييف عقله ووعيه من خلال وسائل التواصل الاجتماعي لافتا الي ان المشهد الاعلامي في مصر ازداد تعقيدا خلال السنوات الماضية نظرا لوجود 5 أقمار صناعية تبث اكثر من 2000 محطة تليفزيونية. وأشار الي انه لا يوجد نظام اعلامي حر بنسبة مائة في المائة في العالم لأن الحرية المطلقة تعني الفوضي لافتا الي ان الدول الكبري يوجد بها هيئات لتنظيم مهنة الاعلام. ودعا الي وضع ضوابط للتعددية الإعلامية في مصر مشددا علي ضرورة دعم الحكومة للاعلام الوطني. ومن جانبه قال الاعلامي إبراهيم الجارحي ان وسائل التواصل الاجتماعي أضحي لها تأثير كبير علي الرأي العام فكثير من الأشخاص يستقون اخبارهم ومعلوماتهم من تلك الوسائط. وقال الاعلامي والكاتب الصحفي إبراهيم عيسي ان وسائل التواصل الاجتماعي لعبت دورا هاما خلال ثورة 25 يناير بينما ساهم الاعلام الفضائي بفاعلية في ثورة 30 يونيو الا ان الإعلاميين في الفضائيات أو وسائل التواصل الاجتماعي يجب ان يتوقفوا عن " وهم " أنهم من صنع الثورة. وأضاف ان تأثير وسائل الاعلام يكمن في حصول الأشخاص علي المعلومات بشفافية، مشددا علي ان الاعلام يجب ان يكون " صوت الرأي العام وصداه". وأضاف ان الاعلامي يعكس حالة عدم الرضا مثلا لدي المواطن ويحولها الي اخبار وتحليلات، لافتا الي ان الإشكالية لا تكمن في المفاضلة بين الاعلام التقليدي ووسائل التواصل الاجتماعي. وشدد علي أهمية التعددية الإعلامية وحرية الاعلام باعتبار انهما يصبان في صالح المجتمع مؤكدا ضرورة الانحياز لحرية الاعلام وإلغاء عقوبات الحبس في جرائم النشر. ومن جانبه قال أستاذ الاعلام محمد فتحي ان الاعلام البديل المتمثل في وسائل التواصل الاجتماعي زادت قوته بدرجة كبيرة مقارنة بالاعلام التقليدي منوها الي ان خطاب مواقع التواصل الاجتماعي يختلف كلية عن خطاب الاعلام التقليدي. وفي السياق ذاته قالت النائبة البرلمانية رانيا علواني ان جزءا كبيرا من الشباب يفضل الحصول علي المعلومات والاخبار من وسائل التواصل الاجتماعي مطالبة الإعلامي بتجنب فرض وجهة نظر معينة علي الرأي العام. مداخلة قوية وقد أجري الكاتب الصحفي الكبير مكرم محمد أحمد مداخلة قوية ردا علي تعليقات المشاركين في المنصة حول أسباب التدهور الذي يشهده المجال الإعلامي في مصر، حيث أكد أن هناك خلطا في فهم معني الإعلام، مشيرا إلي أن المهمة الرئيسية لمختلف وسائل الاتصال المسموعة أو المرئية أو المقروءة هي نقل المعلومة الصحيحة، مؤكدا أنه لا يشفع لأي وسيلة إعلامية نقل معلومات خاطئة. وأكد الأستاذ مكرم أن الصحافة المصرية تعد من أفضل مدارس الصحافة في العالم ولديها تاريخ حافل، مشيرا إلي أن مصر في حاجة لبذل الجهود الإيجابية لدفعها للأمام. وأشار إلي أهمية التنوع في الآراء بحرفية وهو ما يعد أمرا غائبا بشكل كبير داخل المجال. وأضاف الكاتب الصحفي مكرم محمد أن الصحفي ليس زعيما سياسيا ولكن مسماه صحفي له وظيفة محددة فقط، مطالبا العاملين في مجال الصحافة والإعلام بإدراك ظروف مصر والتوحد حتي لا يتفكك المجتمع المصري. وأوضح أن الإعلامي الذي يتصور أنه يقود الرأي العام ويعطي محاضرات مخطئا لأنه يتحرك وفقا لأجندة القناة التي يعمل بها ويخضع لمصالحها. إصدار القوانين وطالب مكرم الرئيس بسرعة إصدار القوانين المنظمة للصحافة والإعلام، كما طالب بتأسيس نقابة للإعلاميين وإصدار ميثاق شرف إعلامي يضع ضوابط للمهنة. وتساءل الأستاذ مكرم قائلا: هل يجب حبس الصحفيين الذين قد يقرأ لهم 20 أو 30 شخصا ويترك الإعلاميون الذين يحتلون مساحات شاسعة أمام الرأي العام. وأكد الأستاذ مكرم أنه أجري مداخلته دفاعا عن مهنة الصحافة التي عمل بها ما يقرب من 80 عاما. وأكد أن انتقاد النظام الحاكم ليس منحة من أحد، فذلك تاريخٌ من عذاب وتحرير وسقوط العشرات والزج بمئات الصحفيين في السجون حتي تتمتع المهنة بهذه الحرية، مشيرا إلي أن تلك الحرية ليست الفوضي وإنما مسئولية، خاصة في عالمنا الفقير الذي يحتاج الي الجهد والتوحد الوطني، وأن نكون صوتا واحدا في الشدائد، مؤكدًا أن التنوع مطلوب وضرورة، لكنه بالضرورة لا يعني تفكيك المجتمع، ويجب التنوع في الآراء مع الالتزام بالحرفية. وأضاف أن الصحفي ليس زعيما سياسيا، "واللي عاوز يبقي زعيم سياسي يسيب الصحافة"، مشددا علي أن الصحفي ليس محرضا، فالصحفي ينشر وتكون لديه جرأة النشر ومن حقه أن يكون رئيس حزب سياسي ولكن هذا ضد المهنية ولا ينبغي أن يكون صحفيا. وانتقد الكاتب الكبير وسائل التليفزيون المصرية الخاصة، قائًلا: "وسائل التليفزيون المصرية الخاصة يحكمها فقط أصحابها ومجموعة من الماليين لهم حقوقهم، وتفتقد إلي الميثاق الأخلاقي لكن الصحفيين لديهم ميثاق شرفي، وما نراه في محطات التليفزيون الخاصة ينبغي أن تسارع الدولة في إنشاء نقابة للاعلاميين وإصدار ميثاق شرف يحكم الإعلام، مضيفا: "بقي أنت تيجي علي صحفي غلبان تحبسه وكل اللي بيقرأ له عدد صغير وسايب هذه المساحات الشاسعة بدون نقابة وضوابط أخلاقية حتي الآن، وأطلب من السيد الرئيس سرعة إصدار القوانين المحددة للجهات التي سوف تشرف علي تنفيذ الصحافة، ولا ينبغي أن نضع العربة أمام الحصان"، مؤكدا أن قانون الإعلام الموحد لن يحل كل المشاكل. انفلات إعلامي ومن جانبه، أكد د. محمد سعيد محفوظ، خلال مشاركته، أن هناك حالة من الانفلات في الممارسة الإعلامية، مشيرا إلي أن هناك جيلا جديدا قادما في الإعلام لا يرغب المصريون في رؤيته كشبيه للجيل السابق. وأضاف محفوظ أنه بات هناك آلاف الخريجين من كليات الإعلام كل عام، مشيرا إلي أن معايير اختيارهم لدخول هذه الكلية غير واضحة، كما أن نسبة 90 في المائة من الخريجين ليس لهم علاقة بسوق العمل. وتساءل قائلا: من من الإعلاميين لديه الجرأة للالتحاق بدورة في أخلاقيات العمل الإعلامي حتي يتعلموا أن الإعلامي ناقل للخبر وليس صاحب رأي"، مشيرا إلي أن ذلك لا يعني عدم وجود نقد بناء يتم من خلال متخصصين. وأضاف أن هناك أزمة في فهم المفهوم الحقيقي للإعلام في مصر. ومن جانبها، قالت أميرة العادلي عضو المكتب السياسي لحزب المصريين الاحرار إنها تفخر بكونها من مدرسة الأهرام العريقة في الصحافة التي تعلمت من خلالها الأصول المهنية لتحري دقة المعلومات والأخبار، فضلا عن الموضوعية والشفافية. وأشارت أميرة، إلي أن الإعلام في مصر تحول إلي منابر ومنصات للرأي بدلا من طرح المعلومات، كما أصبح الإعلام بديلا للدولة والأجهزة الرقابية وبات يسبب أزمات داخلية وخارجية. وأضافت أن وسائل الإعلام تتعامل مع المتلقي كأنه لا يعلم شيئا مما ولد لديه حالة من عدم المصداقية في وسائل الإعلام التقليدية. وشهدت الجلسة مقاطعة الإعلامي إبراهيم عيسي للصحفي إبراهيم الجارحي، عقب حديث الثاني وقوله " الساحة الإعلامية تشهد تجبرا للإعلاميين، لأنه كما قال إبراهيم عيسي ظنوا في أنفسهم أنهم ليسوا قادة رأي فقط ولكنهم قادة سياسيون، وهو يظن أن الكلام الذي يقوله بالبرنامج هو تيار سياسي فحتي المؤيد للدولة يتحول الي نيران صديقة من مقدار هذه الثقة وانه يري مصلحة الدولة أكثر من الدولة". مصلحة الدولة ومن جانبه رد إبراهيم عيسي، قائلا "مين اللي قال كده أنا قولت إني شايف مصلحة الدولة أكثر من الدولة"، ليرد الجارحي: "لا يا فندم أنا بكمل كلامي"، مما جعل الرئيس عبد الفتاح السيسي يضحك قائلا: " يا أستاذ إبراهيم وليكم كلكم انتم بتتكلموا عن الرأي وتوعية الناس". كما شهدت الجلسة مناقشات ساخنة بين المشاركين، حيث أشار الإعلامي إبراهيم عيسي إلي ضرورة وجود تعددية إعلامية من خلال منابر متعددة بما فيها وسائل التواصل الاجتماعي. وأضاف عيسي أن النقطة الأهم التي يجب التركيز عليها هو صحة ودقة المعلومات المتداولة، منتقدا من يطالبون بوضع ضوابط لما أسماه بمزيد من الرقابة علي وسائل الإعلام، مشيرا إلي أن الإعلام يتمثل في نقل الخبر وإبداء الآراء والتحليل والتعليق وليس مجرد ناقل للمعلومات فقط. وأكد عيسي علي أهمية حرية تداول المعلومات للصحفيين والإعلاميين، مشيرا إلي أن هناك صحفيين وكتابا في مصر مسجونون حاليا بسبب آرائهم واصفا الدول التي تحبس الصحفيين بأنها "دول مستبدة ودكتاتورية" وتمني الا تكون مصر من تلك الدول، مطالبا بعدم وجود عقوبة سالبة للحرية للصحفيين والكتاب والتي اقترح أن يتم تغريمهم بغرامات مالية وليس بالسجن.