شهدت جلسة الإعلام، أمس، فى المؤتمر الوطنى الأول للشباب فى يومه الثانى، مناقشات حادة بين الحضور، التى أدارها الإعلامى، أسامة كمال، بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسى. وطالب «السيسى» الإعلاميين بأن يكونوا صادقين وأمناء، وقال: «النبى، رسول الله، قال: ما يزال الرَّجل يصدق، ويتحرَّى الصِّدق حتى يُكْتَب عند الله صدِّيقاً»، مضيفاً: «إنتم جايبين طريقة الإعلام الخارجية، ووضعتوا عليها تصوراتكم، وأنا عمرى ما تحدثت معكم إلا بكل صدق، ولم أجد إشكالية فى كده»، وتابع: «خلّى بالك أنت هتتحاسب أمام الله فى كل حاجة وليس المهنية فقط، فلو أنت واقف تعطى كلمة وهتبقى كذب، فإنت هتتحاسب أمام الله، ولو سمعها 100 ألف فهيكون فى 100 ألف كذبة». وأوضح الرئيس أنه يتابع كافة الصحف يومياً، وقال ل«الإعلاميين»: «أنتم بتضروا مصر جامد جداً بدون ما تقصدوا»، وأضاف: «إنتم مسئولين عن مصر معايا، وأنا مستعد أجيب صحف تسببت فى زيادة سعر الصرف، لأنها تكلمت عن مؤشرات خاطئة، وفى دول فقدنا العلاقات الجيدة معها بسبب أخبار سيئة»، مطالباً الإعلاميين والصحفيين بألا يسيئوا لأى دولة خارجية حتى لو أساءت لمصر، لأن الشخصية المصرية لا تعرف الإساءة، داعياً «أن نبنى ونعمر، حتى من يحاول أن يستضعف مصر، فلا يستطيع استضعافها». الرئيس فى جلسة «الإعلام»: الصحف تسببت فى زيادة سعر الدولار.. وأطالب بعدم الإساءة لأى دولة حتى لو أساءت لمصر وقال الإعلامى إبراهيم عيسى: «إن هناك ثلاث دول فقط هى التى تقوم بسجن الصحفيين فى جرائم النشر، مؤكداً أنه من الضرورى ألا تكون مصر من ضمن هذه الدول»، منتقداً دعوة بعض الإعلاميين إلى سجن زملاء آخرين لهم، مطالباً بالإفراج عن الباحث الإسلامى إسلام بحيرى. وأضاف «عيسى»، أن «محدش بيفرض شىء على حد، فى 25 يناير الوسائل الحديثة لعبت دوراً هائلاً فى الدعوة والتحريض والتنظيم بقيادة مجموعة نشطاء التواصل، وعندما نجحت تصور الرأى العام أن هم من صنعوا الثورة، وأن الوسائل الحديثة هى من تغير، وأصبح هناك أطراف داخل الدولة تثير وسائل التواصل الحديثة الفزع والرعب لديهم، وتحول الأمر إلى فوبيا سوشيال ميديا». وأشار الإعلامى إلى «أنه فى 30 يونيو، أدى التليفزيون نفس الدور، وعندما نجحت الثورة تصور الناس والأجهزة والدولة أن القصة قصة إعلاميين قادرين على تحريك الشارع»، مؤكداً ضرورة التخلص من وهمين أساسيين، وهما «لا السوشيال ميديا صنعت 25 يناير، ولا التليفزيون صنع 30 يونيو»، لافتاً إلى أنه فى انتخابات 2005، كانت هناك حملة ضد جماعة الإخوان، ورغم ذلك حصلوا على 88 مقعداً فى البرلمان، لذلك يجب أن نسأل عن تأثير الإعلام على الشارع والمواطن، ومن الضرورى أن نهتم بكشف الحقيقة وترسيخ الحرية، ليكون الإعلام مرآة للرأى العام أياً كان غاضباً أو سعيداً، ويقدم له المعلومة، فالمصريون يصدقون خرافات، وترّهات على مواقع التواصل». «عيسى» يطالب بالإفراج عن «بحيرى».. و«مكرم»: لا صحفى يستطيع التحاور مع رئيسه إلا فى مصر.. والصحفى الباحث عن زعامة عليه ترك المهنة وقال الكاتب مكرم محمد أحمد، نقيب الصحفيين الأسبق، «إنه لا صحفى يستطيع فى الدول العربية أن يتحاور مع الرئيس بهذا المستوى النِّدى إلا فى مصر، وهذه ليست منحة لكنها مكتسبة»، مطالباً الصحفى الذى يريد أن يكون زعيماً سياسياً أن يترك الصحافة، موضحاً أن من حقه أن يكون رئيس حزب سياسى، لكن هذا ضد المهنية تماماً، وطالب بعدم تفكيك وحدة الشعب المصرى. وطالب نقيب الصحفيين الأسبق، الرئيس عبدالفتاح السيسى، بسرعة إصدار ميثاق الشرف الإعلامى، وكذلك إنشاء نقابة الإعلاميين، مضيفاً أن الصحافة جزء من التاريخ، والحرية ليست الفوضى، ولكنها مسئولية خاصة فى «عالمنا معندناش كفاية عالم فقير يحتاج للجهد والتوحد الوطنى ونكون صوتاً واحداً فى الشدائد والتنوع ضرورة ومطلوب». واختتم كلمته قائلاً: «سيادة الرئيس عزّ على أن أظل ساكتاً وأرى ما يجرى، وأسفى البالغ لأننى تدخلت على هذا النحو المباشر ولكنها مهنتى التى كافحت فيها 50 عاماً، ومن حقى أن أقف وأدافع عنها». وقال الدكتور حسين أمين، أستاذ الإعلام بجامعة الأمريكية، أن هناك طفرة كبيرة فى مصر فى مجال الإعلام منذ 1998 بإطلاق النايل سات كمنظومة من 5 أقمار تغطى أكثر من 2000 محطة تليفزيونية، لكن الآن السوشيال ميديا تحولت إلى جزء من المشهد الإعلامى وأصبح هناك مصطلح صحافة المواطن. وأضاف «أمين»، خلال ندوة تأثير وسائل الإعلام على صناعة الرأى العام الشبابى، إن «المشكلة أن أوروبا لديها قواعد حاكمة للسوشيال ميديا، فهناك تنظيمات متطرفة تسعى للسيطرة على الشباب وغسل عقوله، ويستخدمون أساليب نفسية فى استمالة الشباب عبر أحوال المعيشة واستخدام الدين». وقال الإعلامى شريف عامر: «أعتقد أن التليفزيون تأثيره أحياناً كبير جداً، وذلك عندما يكون المطروح موجوداً على الإنترنت ومعلوماته متوفرة، أما إذا كان هناك فقر فى المعلومة، فذلك يعطى الطرف الآخر قوة». وقال المدون إبراهيم الجارحى: إن الإعلام مادة، ووسائل التواصل الاجتماعى مجرد وسيلة، لكن الذى يحدث هو العكس، فأصبح التأثير الشامل لوسائل التواصل الحديثة، والباقى تحول إلى تابع له. وقال الإعلامى، أسامة كمال، الذى تولى إدارة الجلسة: «للأسف المذيع على الشاشة، أصبح عينه على اليوتيوب، وهمه الأكبر تحقيق المشاهدات وتسجيل الأرقام». وقال الإعلامى محمد الدسوقى رشدى إن الإعلام يحب أن ينتقد، ولا ينتقده أحد، الإعلام يقول دائماً إن الشعب مفعول به، وهو نفسه مفعول به من السوشيال ميديا، وهو يعانى نفس الأمراض التى يعانى منها المواطن فى الشارع. وأضاف «الدسوقى رشدى» أن تجربة لبنان فى التسعينات تتمثل فى أنهم أطلقوا حملة اكتشاف نخبة جديدة فى الصحافة والسياسة والاقتصاد، فالإعلام الذى يجب أن يكون شاباً، يجب أن يبحث عن باحث دينى شاب، وباحث اقتصادى شاب، كى يعبر عن الشباب، وليس العكس.