في إطار فعاليات اليوم الثاني للمؤتمر الوطني الأول للشباب، بدأت، مساء اليوم الأربعاء، وقائع جلسة نقاشية بعنوان "تأثير وسائل الإعلام على صناعة الرأي العام" ، بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي. وفيما يلي أبرز كلمات تلك الجلسة: إبراهيم عيسى: المجتمع يعاني من «فوبيا» مواقع التواصل قال الإعلامي إبراهيم عيسى، إن ما يقال عن أن نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي هم من خلقوا ثورة 25 يناير، وأن الإعلام هو من صنع ثورة 30 يونيو، مجرد وهم ليس له أساس من الصحة، مضيفًا: "مواقع التواصل الاجتماعي لعبت دورًا هائلا من حيث الدعوة والتحريض والتحفيز والتنظيم لثورة 25 يناير، ومن قادوا ذلك هم نشطاء تلك المواقع، لدرجة أن الشباب وصناع القرار اعتقدوا أن النشطاء هم صنعوا الثورة". وأضاف أن المجتمع يعاني من فوبيا وسائل التواصل الاجتماعي، لدرجة أن أي دعوة تخرج عنه تصيب دوائر في الدولة والرأي العام بالفزع الشديد، متابعا: "الإعلام التقليدي لعب دورًا كبير جدا في التحفيز والدعوة ومواجهة الإخوان حتى تصور مقدمو البرامج والدولة أن القصة كلها تكمن في الاعلاميين وانهم قادرين على صناعة توجه الرأي العام، والحقيقة أنه لا 25 يناير قامت بمواقع التواصل ولا الإعلاميين صنعوا ثورة 30 يونيو". أكد أن دور الإعلام بالنسبة له يتمثل في كشف الحقيقة وترسيخ وترسيخ الحرية وهؤلاء لابد أن يعبرون عن إرادة الرأي العام، قائلا: "أنا مندهش من فكرة أن الإعلام هو من يصنع الحرية ولكن الطبيعي أن يكون الرأي العام نفسه داعما لهذه الفكرة". محمد سعيد محفوظ: يجب تعليم أبنائنا الفرق بين الصالح والطالح ومن جانبه قال الإعلامي الدكتور محمد سعيد محفوظ، إن هناك حالة عامة من الانفلات في الممارسة الإعلامية لا ينكرها أحد، مضيفا: «علينا التفكير في حلول عملية تعالج تلك الظاهرة، خاصة وأن لدينا جيل جديد من شباب الإعلاميين ولا يجب تركه دون تحديد المشكلات وحلها بشكل جذري». وأكد أن مصر بحاجة إلى تعليم أبنائها كيفية التمييز بين الصالح والطالح، وثم يأتي دور الجامعة، متسائلا: "على أي أساس يتم اختيار الطلاب في كليات الإعلام، خاصة أن معايير اختيار الطلاب بهذه الكليات غير واضحة". وأوضح أن أبرز السلبيات في طرق تدريس الإعلام هي الاعتماد على المناهج العلمية فقط ولا يوجد فيها فرص للتدريب العملي، بالإضافة إلى ضرورة إعادة النظر في المناهج التي تُدرس في كليات الإعلام الخاصة. أسامه كمال: أخطاء مواقع التواصل الاجتماعي "أكثر فداحة" وفي مقارنة بين وسائل التواصل الاجتماعي وسائل الإعلام التقليدية، أكد الإعلامي أسامة كمال، أن الأخطاء التي تحدث على مواقع التواصل تكون أكثر فداحة من تلك التي يرتكبها البرامج والصحف. وأضاف أن انتشار الشائعات يحدث بشكل كبير على تلك المواقع، قائلا: "لما تسأل حد جبت الكلام دا منين، يجاوبك من (الفيس) دون أدنى تحقق من المعلومة". شريف عامر: لا يجب أن يدخل الإعلام نوبة من "جلد الذات" وفي إطار الحرية المسؤولة للإعلام، قال الإعلامي شريف عامر، إن الإعلامي الذي يعلن وجهة نظره للمشاهد يجب أن يكون مؤهلا لذلك، مضيفا: "نحن نقلل من احترامنا لدى المشاهد، لأن الرأي العام يعي تمامًا وجهة النظر الحقيقة الصادقة وغيرها المزيفة، وقادر بشكل كبير على الفرز". وأضاف أنه بالرغم من السلبيات إلا أنه لا ينبغي أن يدخل الإعلاميون في نوبة من جلد الذات، خاصة وأنهم يؤدون دورا كبيرا في سبيل تثقيف الشعب وتعريفه بوجهات النظر المختفة. مشادة بين إبراهيم عيسى وإبراهيم الجارحي.. والرئيس يضرب كف على كف خلال مناقشة دور الإعلام ف المجتمع أبرز السلبيات التي يعاني منها، حدثت مشادة كلامية خفيفة بين الإعلامي إبراهيم عيسى، والكاتب الصحفي إبراهيم الجارحي، على خلفية مطالبة الأخير بضرورة تطبيق قانون العقوبات على ما أسماهم ب "المنفلتين الذي يبثون أخبارًا كاذبة عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي". وبعد أن ضجت القاعة بالضحك والتصفيق، أظهرت لقطات الكاميرا الرئيس السيسي وهو يضحك، ضاربًا كف على كف، معلقا: "بتتكلموا عن الرأي وتوعية الناس لازم نكون قدوة مش كدا"، في إشارة إلى ضرورة احترام الآراء وعلق "عيسى": "هذا هو التنوع والتعدد والاختلاف المشروع والمفروض وبدون الاختلاف مع الود والإيمان الحقيقي لن تتقم الدول يا سيادة الرئيس". وأكد أن هناك كتاب وصحفيين مسجونيين في مصر الآن بسبب قانون العقوبات الذين ينادي البعض بتطبيقه حاليا، قائلا: "عاقبوا كما يعاقب العالم المتحضر افرضو عليهم غرامات وحاسبوهم ولكن لا توجد عقوبات سجن على الرأي". مكرم محمد أحمد: الصحافة المصرية بخير وبدأ الكتب الصحفي مكرم محمد أحمد، نقيب الصحفيين الأسبق، مشاركته في الجسلة، مشيدًا بفكرة المؤتمر، قائلا: "أعظم ما حضرت من مؤتمرات، والحمد لله أننا توقفنا عن تلقين الشباب، وممارسة دور الأساتذة عليهم دائمًا". وأضاف أنه من الضروري القبول بالتنوع في الآراء دون الإضرار بتماسك الدولة المصرية أو بث شائعات تستهدف أمنها واستقرارها، مؤكدًا أن من يتصور أنه يقود الرأي العام من خلال بث أخبارًا كاذبة وشائعات فهو واهم. وتابع: "الصحافة المصرية بخير، وبالرغم كل المشكلات المتراكمة عليها إلا أنها أفضل الصحافة الموجودة في الشرق الأوسط حاليًا.. وأي صحفي عربي لا يمكنه انتقاد دولته أو التحدث أمام رئيس جمهوريته بشكل ندّي كما نفعل هنا في مصر". رانيا علواني: إحنا ناجحين جدا في إبراز السلبيات لا الإيجابيات وعلقت النائبة رانيا علواني، خلال مشاركتها في الجلسة، قائلة: "إحنا ناجحين جدًا في إبراز السلبيات دون تسويق إيجابياتنا في وسائل الإعلام". وأكدت أن هناك خطأ واقع على المجتمع يتمثل في الاعتماد على مصادر لا تتمتع بالمصداقية، قائلة: "إحنا مش بنقرأ للأسف ولا نبذل مجهودًا في البحث، ونكتفي فقط بما يقمه لنا فيسبوك وتويتر". أستاذ بالجامعة الأمريكية: مواقع التواصل لا تتجزأ من وسائل الإعلام ومن جانبه قال الدكتور حسين أمين، أستاذ الإعلام بالجامعة الأمريكية، إن الإعلام شهد طفرة كبيرة، فهناك منظومة من 5 أقمار صناعية تعطى 2000 محطة تليفزيونية بجانب وسائل التواصل الاجتماعي التي أصبحت جزءًا لا يتجزأ من الإعلام فضلاً عن صحافة المواطن. وأشار «أمين»، في كلمته بجلسة تأثير وسائل الإعلام، إلى تأثير الرأي العام الشبابي بالمؤتمر الوطني للشباب بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسي، إلى وجود ضوابط حاكمة لوسائل الإعلام في دول أوروبا، بينما لا توجد هذه الضوابط في الشرق الأوسط. الرئيس يعلق في النهاية: «بتضروا البلد بدون قصد» وجه الرئيس عبد الفتاح السيسي، حديثه إلى الإعلاميين، قائلا: "إنتم بتضروا مصر جامد جدا بدون ما تقصدوا.. والله العظيم انا بكلمكم كمسؤولين عن البلد وليس عن رأي عام فقط"، حسب تعبيره. وأضاف قائلا: "حضرتك بتطل على الناس ويشوفك الطفل الصغير بطريقة كلامك وتسريحة شعرك ووزنك.. خلي بالك هتتحاسب على كل حاجة أمام الله.. لو انت ذكرت كلمة مسيئة وكاذبة سوف يحاسبك الله عليها، لو 1000 سمعوها هتتحول إلى 1000 كذبة ولو 100 ألف هتبقى 100 ألف كذبة"، مثلما قال. وانطلق الثلاثاء، المؤتمر الوطني الأول للشباب، تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي، في مدينة شرم الشيخ، بحضور 3000 شاب من مختلف الانتماءات؛ من أجل جمع الشباب بصناع القرار والخروج بتوصيات للتنفيذ. ويحضر المؤتمر الممتد حتى الخميس، الرئيس عبد الفتاح السيسي، والمهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء، والمهندس خالد عبدالعزيز وزير الشباب والرياضة، والعديد من الوزراء وكبار رجال الدولة، ويشمل 17 جلسة نقاش عامة بين المسؤولين والشباب، و8 ورش عمل.
