بأدوات نظافة وصفحة »فيس بوك» بدأ نشاطهم التطوعي، هم مجموعة شباب جامعي قرروا إعادة المشردين والتائهين بشوارع مصر إلي ذويهم،وإعادتهم للحياة من جديد، إنهم فريق »بسمة لإيواء المشردين» بالشرقية.. هذا الفريق الذي بدأ نشاطه من محافظة الشرقية وسرعان ما توسع النشاط ليشمل كل محافظات مصر وتمكن بالفعل من إعادة كثيرين إلي أسرهم بعد غياب سنوات طويلة.. وحاليا يسعون لإشهار دار لإيواء المشردين وتقديم يد العون والمساعدة لهم». في البداية يقول محمود أمين درج الطالب بكلية الهندسة بالجامعة المصرية الروسية، ومؤسس فريق بسمة لإيواء: بدأ الفريق منذ تسعة أشهر مهمته التطوعية والشباب في الفريق كلهم طلبة في كليات الطب والهندسة والصيدلية والعلوم والتجارة وكذلك حاصلين معاهد وعلي الدبلومات، وكان هدفنا هو أطفال الشوارع وهي الظاهرة التي بدأت تنتشر في المجتمع بشكل كبير، إلا أننا وجدنا المشكلة تفوق امكانياتنا كشباب.. لماذا؟.. لقد اكتشفنا حاجة هؤلاء الأطفال إلي دار إيواء، وأخصائيين اجتماعيين، وأخصائيين تخاطب، وخبراء تنمية بشرية، لكننا لم نترك الاحباط يمتلكنا وقررنا أن نكثف جهودنا في رسم البسمة علي وجوه المشردين سواء كانوا أطفالاً أو من كبار السن لحين توفير كل ما يحتاج إليه أمر رعاية أطفال الشوارع بشكل كامل. نشاط في كل المحافظات ويبين محمود أحمد علي بكالوريوس تجارة وأحد أعضاء الفريق ما يتم فعله مع المشرد عقب العثور عليه ويقول: نحن في أول رحلتنا مع العمل كنا نتعامل مع المشردين في المناطق المحيطة بينا في مدينة الزقازيق، لكن بعد تدشين صفحتنا علي الفيس بوك، بدأنا التواصل مع المجتمع ونتلقي رسائل من المتابعين في كل المحافظات عن أماكن للمشردين، والذين نتوجه إليهم علي الفور. وفي البداية نتحدث مع الحالة في محاولة منا لكسب الثقة خاصةأن الكثير منهم يكون يعاني من مرض نفسي ولديهم بعض السلوكيات العدوانية تجاه الآخرين، وتلك المرحلة تكون أصعب المراحل وقد تستغرق وقتا بحسب استجابة كل حالة، وأحيانا نتعرض للضرب والسب بألفاظ خارجة، إلا أننا نتعامل بهدوء لأننا لدينا هدف نؤمن به، ويكون معانا أدواتنا وهي أدوات نظافة شخصية تستخدم لمرة واحدة فقط، تحسباً أن تكون الحالة مصابة بأي مرض فتنتقل العدوي بين من نتعامل معهم، و نقوم بعملية الاستحمام تكون عادة في أقرب حمام مسجد بالمكان أو لم يتوفر حماما، نضطر إقامة خيمة من الملايات ونقوم بتنظيف الحالة، وقص شعره وأظافره وتوفير ملابس وهي تكون ملابس قمنا بجمعها من أسرنا أو معارفنا. التعامل أصعب بكثير التعامل مع السيدات والفتيات المشردات هو الأصعب هذا ما أكدت عليه شادية محمد جمعة، المسئولة في الفريق عن السيدات، وتقول: نحن الفتيات توجهن للحالات، إلا أن التعامل أصعب بكثير من التعامل مع الرجال، والسبب يرجع إلي أن معظمهن إما يعاني من مرض عقلي أو نفسي، وقد تكون الحالة لا تعاني من شيء لكنها فقدت الثقة في التعامل مع المجتمع، الأمر الذي يأخذ منا جهداووقتا مضاعف حيث إننا في بعض الأوقات قد نضطر لزيارتهن لأكثر من مرة لإقناعهن أن هدفنا مساعدتهن وتقديم يد العون لهن وتوفير حياة كريمة. عودة المشردين لأسرهم ويوضح محمود أمين درج، أنه في بعض الأحيان بعد نشر صور الحالات قبل وبعد النظافة، علي الفيس بوك نجد من يتعرف عليهم، مؤكدا أنهم تمكنوا من خلال صفحة الفريق علي الفيس بوك إعادة عدد لذويهم.. ويقول درج: إن أشهر القصص التي ساعدنا الفيس بوك في إعادتهم إلي ذويهم، »أبو جوال» هو رجل عجوز يرتدي جوالا من الخيش كما عهده الأهالي طوال 30 سنة مضت حيث يعيش في شوارع مدينة بلبيس، تلقي فريق »بسمة» رسالة علي الفيس بوك بحالته كنا في شهر رمضان وتوجهنا له ظلنا ساعات نتحمل منه سوء المعاملة حتي تمكنا من اقناعه بتغيير ملابسه وتنظيفه، وأثناء ذلك كان هناك قطعة قماش ملفوفة بإحكام علي يده وبفكها وجدنا فيها بطاقة قديمة ورقية تحمل اسم جعفر زيدان مهني، من أسيوط وشهادة من سلاح المظلات تفيد أنه كان أحد المشاركين في حرب أكتوبر والذين قدموا بطولات فيه، ونشرنا صوره وبياناته، فوجئنا برسالة من شخص يقول إنه نجله وتواصل معنا، ثم توجهنا إلي مركز الشرطة وقمنا بالتواصل مع نجله وتم تسليمه له، وحيث كشف لنا أنه كان أحد المجندين الذين قدموا بطولات بحرب أكتوبر،والرئيس السادات بعد عدة سنوات من الحرب كرمه بمنحه قطعة أرض، إلا أنه بسبب الفساد استولي أحد الموظفين بالمحافظة علي قطعة الأرض ولم يتم تسلميها له مما اصابه بصدمة عصبية ظل يعالج منها فترة إلا أن حالته كانت في تدهور أنه غادر القرية واختفي فجأة وظللننا نبحث عنه دون جدوي. قصص من الحياة وكذلك أيمن فتحي عبدالسلام الذي كان يقيم أسفل كوبري الصاغة بالزقازيق، يعاني من هذيان، وبعد تنظيفه ونشر صورته تعرفت عليه أسرته وتبين أنه من الجيزة وتعرض لصدمة عاطفية بعد فشله في الزواج من حبيبته، وأكدت أسرته أن آخر مرة تغيب فيها كانت من 7 أشهر والتي حضرت وتسلمته، وأيضا عم عطية المعروف باسم »عطية برشامة» وهو من الزقازيق، كان يعمل طيلة عمره في ايطاليا، ويحول أمواله شهريا لأشقائه وبعد عودته اكتشف رفضهم الاعتراف بحقوقه المالية، فأصيب بحالة نفسية حيث يقوم بتعبئة جيوبه بالقمامة علي أنها فلوس، ومشرد آخر معروف باسم الشيخ أحمد، كان يقيم في الحسينية وتعرفت عليه أسرته من خلال الصفحة،كما تمكنا من ارجع الشاب نور بعد عامين من الغربة والاحساس بالفقد وقلة الحيل إلي منزل أسرته في الهرم بمحافظة الجيزة، ففي شوارع بلبيس أثناء بحثنا عن المغتربين والخارجين عن منازلهم والمتسولين في الشوارع عثرنا عليه، ولأنه كان يعاني من مرض ذهني لم يسعفنا الأمر للتوصل إلي هويته الحقيقية، فضلاً عن أنه كان يعاني من مرض الفيل، الأمر الذي دفعنا إلي أخذه ورعايته ونشر صوره علي صفحتنا علي الفيس بوك وجاءت أسرته ومعهم البطاقة الشخصية له وأخبرونا عن قصة خروجه عن المنزل ليلاً وهم مستغرقين في النوم دون أن يشعروا به. كذلك خالد عبدالعزيز من »أبوكبير محافظة الشرقية» قامت أسرته باستلامه بعد التواصل مع فريق بسمة والعثور عليه ملقي أمام مستشفي المبرة بالزقازيق، خالد حاصل علي بكالوريوس خدمة اجتماعية،خرج يجوب الشوارع فاقداً للأمل في الحياة. إشهار جمعية أهلية ويضيف درج ويقول: نحن حاليا نعكف علي استصدار أوراق إشهار جمعية أهلية، لتكون أول جمعية تهتم بشأن المشردين، ولقد تبرعت سيدة فاضلة بقطعة أرض بالجيزة لبناء دار عليها للمشردين بالشوارع للفريق، سيتم اتخاذ الإجراءات فور انتهاء الترخيص لتكون مأوي لأطفال الشوارع. ولقد تمكنا من استأجر مبني كامل لاستقبال الحالات فور انهاء الإجراءات المطلوبة، ويتم تجهيزه بكل قوة لإيواءالمشردين بالشوارع، وسيتم توفير ممرضين وأخصائيين وتوفير فرد أمن بالمكان لاستقبال أية حالة بلا مأوي من جميع المحافظات.. نتمكن من استقبال الحالات فور الحصول علي ترخيص الشئون الاجتماعية وموافقة الأمن الوطني فنحن نسعي للحصول علي ترخيص دار ايواء للمشردين وتوفير السكن الخاص لهم، كذلك نحاول التنسيق مع أصحاب المصانع والشركات لتوظيفهم، ونسعي إلي محو أميتهم، فضلا عن السعي لتخصيص أخصائيين اجتماعيين ومدربي تنمية بشرية للتعامل معهم، وتدريبهم علي بعض المهارات والأنشطة الرياضية لانتشالهم من التشرد.