يحاول ان يبدو متماسكاً, وهو ليس كذلك, كثر من مرة يرفض وبأصرار, ثم يتراجع عن كلامه وتهديداته, ويوافق علي التعليمات والالتزام باللوائح دون ان يناقش بكلمه او همسه. يعيش داخل غرفتين تم تخصيصهما له في الحجر الطبى, يحاول ان يكون منعزلاً, لكن فى فترات اخرى يحاول استماله حراسه, بالحديث معه, او بمحاولة سؤالهم عن ميعاد نقله الى الزنزانة, احيانا يكون لطيفاً ويحاول ان يداعب من معه, وهو يصطنع الابتسامه, لكن كثيرا ما يردد: انا الرئيس الشرعى, واحذركم مما تقعلونه الان". وبقدر "نكات" المعزول التى كان يطلقها اثر خطاباته الرئاسية, والتى كان يتداولها النشطاء, كان هناك ايضاً العديد من الحكايات والاسرار فى حياة رئيس المعزول داخل السجن. يخطىء من يظن ان كواليس حياة المعزول داخل السجن بدأت منذ وصلت الطائرة اتلمقلة له, فقبل ثلاث ايام بدأت تحضيرات سجن برج العرب لاستقبال المعزول, ففى زيارة مفاجئة انطلق اللواء محمد راتب مساعد وزير الداخلية لمصلحة السجون, ليطلع على الاوضاع عن قرب, وليظل هناك يشرف على خطة التأمين لحظة بلحظة, ايضا العديد من القيادات العسكرية وصلت الى السجن, لتعاون الشرطة فى التحضير لاستقبال المعزول, وتبعها تحرك اليات عسكرية وشرطية لتحيط بالسجن من كل الاتجاهات, ومن داخله ايضا. ومن ضمن التحضيرات اعادة تشيد ابراج المراقبة المصابة بأى تلفيات, وتغير اجهزة اللاسلكى بأجهزة حديثة, لتقل احتمال اى اعطال, ايضا اعادة تسليح القوات بالشكل الكافى, للسيطرة على اى محاولات شغب من قبل الاحخوان, او هجوم محتمل من قبل ارهابين. وبالتنسيق مع مديرية امن الاسكندرية تم الدفع بقوات لحماية السجن من الخارج, سواء بقوات من مباحث المديرية او بتشكيلات من الامن المركزى. "مش نازل"! وحسب ما علمنا ان الدكتور محمد مرسى الرئيس المعزول رفض بشدة النزول من الطائرة التى وصلت به الى سجن برج العرب, قائلا: "هوة انا فين.. انا عاوز ارجع القصر الرئاسى, او المكان اللى كنت فيه", لكن قادة الشرطة المتواجدين هناك اقنعوه بالنزول مؤكدين له ان هذا المكان امن, وبعد لحظات نزل الرئيس لينظر حوله ويحاول انا يصطنع الدهشة قائلا: "هوة دة سجن ايه"؟!.. ليرد عليه احد الضباط: "حضرتك فى سجن برج العرب".. وهنا رد المعزول بابتسامه قائلا: "انا حسبته نادى فى الاول.. دة السجون اتطورت كتير". واتجهت بعدها القوة التى كانت ترافقه به الى غرفة مأمور السجن, الذى بدأ يتلو عليه قواعد ولوائح السجون, الا ان المعزول فور سماعه بأنه سوف يرتدى الملابس البيضاء, اصر للمرة الثانية بأنه لن يرتديها قائلا: "انا الرئيس الشرعى للبلاد.. انا حاكم مصر.. وسأعود قريباً الى سدة الحكم.. واحملكم مسئولية ما تفعلوه", لكن بعدها ظهر احد ضباط الامن الوطنى الذى ابتسم له الدكتور محمد مرسى ليقول له: "ايد دة.. هوة انت رجعت تانى", وينفردا فى حوار استمر حوالى عشر دقائق, ليعلن بعدها المعزول انه موافق ان يرتدى الملابس البيضاء, وليندهش الجميع فور ان وجدوا الدكتور محمد مرسى يفتح الحقيبة التى كانت معه, ويخرج منها "ترينج ابيض", ليردد البعض: "كيف كان يرفض ان يرتدى ملابس السجن.. وهو يحملها فى حقيبته", بعدها اودع المعزول مبلغ قدرة الفين جنية فى امانات السجن, واستبدلها ببونات, حتى يستطيع شراء ما يريد من كافتريا السجن. سمك وجمبرى! وحسب ما اشار به احد المصادر تم التحرك بالرئيس المعزول الى الحجر الطبى للسجن, وهو يبعد عن المستشفى خطوات قليلة, وهو م جعل لبعض يظن انه تم ايداعه فى المستشفى, مشيرا الى ان هذا اجراء رويتينى, حيث يتم الكشف الطبى على اى نزيل فور وصوله, لاعداد تقرير طبى بحالته, وحسب التقارير الطبية التى اشارت ان المعزول كان يعانى من ارتفاع طفيف ى الضغط والسكر, الا انه رفض ان يأكل من وجبة السجن, وطلب "سمك وجمبرى من الكافتريا" بموجب البون الذى كان بحوزته, وحول الاطباء اقناعه بعدم تناول تلك القوت لارتفاع ضغطه والسكر, الا انه اصر على طلبه, وتناول وجبته. واشار مصدر امنى ان المعزول وقتها ظل يصلى ويقرأ القران فى الغرفة التى خصصت له, وهى عبارة عن غرفتين تم ايداعه فيهما مؤقتاً, لحين نقله الى الزنزانه, ومن المقرر ان يحدث هذا بعد عدة ايام من الان, بعدها ظل المعزول ساهراً حتى اذن صلاة الفجر لصلى وبعدها خلد الى النوم. المثير انه فور وصول المعزول سأل عن القيادى الاخوانى حسن البرنس, والقيادى الاخوانى ايضاً صبحى صالح, وطلب مقابلتهما, الا ان قيادات السجن رفضت, واكدت له ان هناك تعليمات مشددة بعدم لقاء قيادات الاخوان بعضها ببعض داخل السجن, وهو ما استجاب اليه ايضا المعزول. وفى صباح اليوم التانى تناول المعزول فطاره ايضاً من كافتريا السجن, ثم جلس ليقرأ الصحف اليومية, ليلقيها بعد ذلك فى سلة اتلمهملات قائلا: "انا مش بصدق الصحف اليومية", بعدها فتح التلفاز ليفاجىء انه لا يوجد له ريسفر لنقل القنوات الفضائيه, لعلن عن غضبه ويشير الى انه يريد ان يشاهد قنوات الجيزة او بعض القنوات الفضاتئية الاخرى التى تناصف الاخوان: "قائلا.. انا عاوز اتفرج على الجزيرة.. التلفزيون الارضى دة مش محايد", بعدها صلى المعزول صلاة الظهر وظل يقرأ فى القران حتى صلاة العصر, وبعدها بدأ يتجاذب الحديث مع حراسه, احيانا يهددهم ويقول لهم: انا الرئيس الشرعى, واحيانا يحاول ان يعرف منهم الى اين سيتم ايداعه بعد ذلك, ويداعبهم اكيد محضرللى غرفة كبيرة علشان انا القضايا اللى عندى كبيرة. اللقاء الاول! فى اليوم التانى فوجئت ادارة السجن بأسرة المعزول تطلب لقائه, ليتم ادخالهم بعد ان تم تحذيره من قبل قيادات السجن بعدم ارسال اى رسائل مشفرة الى انصاره او الى اى دولة اخرى, كما جلس احد ضباط السجن يرافقه فى الزياترة التى استمرت لحوالى ثلاثين دقيقة لا أكثر, تحدث فيها مع زوجته وابنه عن حالهم, وظل يؤكد لهم انه سيعود الى سدة الحكم فى القريب العاجل, وانه لن يتنازل عن حقه فى ادارة شئون البلاد. واكد مصدر امنى ان وجود احد الضباط فى هذا اللقاء شيىء ضرورى, ومتبع داخل السجن خاصة مع النزلاء الذين يتمتعون بحساسية فى مناصبهم, او انهم يواجهون قضايا خطيرة, وهو ما اتبع مع الرئيس الاسبق "مبارك" وعدد من رموز نظامه, حيث كان يرافقهم ايضاً ضابط يجلس معهم. وعن حراسة المعزول يشير مصدر امنى ان عددهم 8 ضباط بخلاف الامناء والافراد, مشيراً الى انه تم اختيارهم بعناية فائقة, ويتناوبون حراسته على مدار الساعة, مؤكداً ان القوات التى "تخدم" حالياً داخل السجن يتم سحب من هواتفها المحمولة فور دخولهم السجن, حتى لا يتم تسريب اى صور للمعزول او حوارته مع الاطباء, او اثناء استلامه الطعام الخاص به, كما انه تم وضعه فى هذا المكان خصيصاً ليكون بعيداً عن النزلاء الاخرين, وحتى يكون فى مأمن عن اى اخطار, مشيرا الى ان الرئيس المعزول يعامل بشكل حسن, ومؤمن بشكل عالى. اما عن الطعام الذى يفضله الرئيس فيقول مصدر امنى: كل تاطعمته طلبها من كافتريا السجن, ولم يطلب واجبة واحدة من المخصصة للنزلاء الاخرين, وهو شيىء قانونى ومعتاد, اما عن ما يشتهيه فهو يفضل اكل السمك والجمبرى والبط, خاصة وان زوجته احضرت اليه عدد من الطيور, وايضاً بعض الملابس البيضاء ليرتديها داخل السجن, مؤكداً انه يتم تفتيش اى زيارات لاسر النزلاء سواء كان الرئيس المعزول او النزلاء العاديين, حتى لا يتم تهريب اى ممنوعات الى داخل السجن.