* استطاع الإعلام الغربي تحويل قضية الطائرة الروسية المنكوبة التي سقطت في سيناء إلي أزمة عالمية تصدرت عناوين الصحف العالمية. واستطاعت بريطانياوأمريكا أن يحولا هذا الاعتقاد إلي فكرة راسخة مستغلين شبكات وسائلهما الإعلامية القوية التي تعتبر مصدراً إخبارياً هام لجميع الصحف ووسائل الإعلام العالمية للهجوم علي مصر وأمن مصر واقتصاد مصر وسياحة مصر وشعب مصر وتضخيم الأمور بشكل سافر. ويبدو أن هذا التوجه الأمريكي البريطاني وراءه ضغوط سياسية وأمنية علي مصر خاصة في الوقت الذي كان يقوم فيه الرئيس عبدالفتاح السيسي بزيارة للندن. عمل مخابراتي في المقام الأول وسائله الإعلام الغربي وعلي رأسه الإعلام البريطاني الذي وجه سمومه مبكرا مستبقا التحقيقات التي تجري حاليا لبحث أسباب السقوط وتشارك فيها روسيا الدولة المالكة للطائرة وأيرلندا الدولة المانحة للترخيص وفرنسا دولة التصميم وألمانيا الدولة المصنعة للطائرة بالإضافة لمصر الدولة التي سقطت بها الطائرة لجنة دولية ولكن الإعلام البريطاني الأمريكي لا يعترف بها واستبق التحقيقات. وخرج علي العالم عبر أيضا وسائلهم الإعلامية وزير الخارجية البريطاني الأربعاء الماضي. خلال زيارة الرئيس السيسي للندن. ليؤكد أن هناك اعتقادًا بأن الطائرة الروسية قد سقطت بسبب قنبلة علي متنها. مؤكدًا أن معلوماته وراءها مصادر استخباراتية ومراقبة لمكالمات بين تنظيم داعش في سيناء وفي الرقة. اتبع هذا التصريح رئيس الوزراء البريطاني الذي خرج ليؤكد هو الآخر ترجيح سقوط الطائرة بقنبلة ولحق بهما الكبير أوباما الرئيس الأمريكي باراك أوباما ليقول إنه يوجد احتمال بأن يكون حادث تحطم الطائرة الروسية قد نجم عن قنبلة علي متنها. كما أعلن البيت الأبيض أن أمريكا لا تستبعد احتمال ضلوع إرهابيين في حادث تحطم الطائرة الروسية في مصر. مستندا أيضا إلي معلومات استخباراتية وبدأ الحادث يأخذ طابع الجدية والخطورة. الإعلام بدأ في توجيه الرأي العام. الاندبينديت صورت أن مطاراتنا تعمل بالرشوة والديلي ميل صورت أن مصر غير آمنة وأن إحدي طائرات الركاب البريطانية استطاعت أن تنجو من صاروخ مر بجانبها وتقوم بمناورة للنجاة. والطائرات الإنجليزية ترفض حمل حقائب الرعايا البريطانيين الذين يتم إجلاؤهم من مصر خوفا من وجود قنابل بها والإعلام الغربي ينقل ويصور ويوجه. وإعلامنا المصري حدوده من شرم الشيخ لأسوان رايح جاي الزميل أحمد موسي جري يصور في شرم الشيخ وقنوات النهار بكل قنواتها تبث من شرم لا أنكر أن هذا عمل ينشط السياحة الداخلية.. ويبقي السؤال أين إعلامنا من مخاطبة الآخر وتحسين صورة مصر عالميا والرد علي المزاعم الاستخباراتية الموجه إعلاميا؟ أين الهيئة العامة للاستعلامات؟ أين التليفزيون المصري تليفزيون الدولة؟ أين قطاع الأخبار وقناته النيل للأخبار؟ أين النيل الدولية؟ أين الرؤية الإعلامية والمهنية والمقدرة علي توضيح الحقيقة للعالم كله؟ من يستطيع أن يقول للشعوب الأوروبية إعلامكم كاذب ومصر آمنة؟ من يخاطب بوتين وشعبه في روسيا ويقول لهم إن الإعلام الغربي مغرض ويريد فك التحالف المصري الروسي؟ أين السفراء والملحقون الإعلاميين المصريين ولا اعرف الأسباب وراء وجودهم خلف مكاتبهم وعدم خروجهم لوسائل الإعلام الغربي لدحض المزاعم الأمريكية الإنجليزية؟ أين رجال الأعمال المصريين الذين يستاجرون الطائرات لتحمل الوفود الشعبية من فنانيين وإعلاميين وشخصيات عامة ليكونوا في موكب الرئيس يقفون أمام مقر اقامته يصفقون ويهللون وهم يقولون ¢تحيا مصر¢ نراهم نحن في مصر ولا يراهم غيرنا؟ لن تحيا مصر ونحن نتكلم مع بعضنا البعض. لن تحيا مصر وهي المستهدفة من الربيع الغربي الذي أراده للعالم العربي ومصر هي الوحيدة التي نجت من هذا المخطط الصهيوني الأمريكي البريطاني التركي القطري. لن تحيا مصر ونحن ندفن رءوسنا في الرمل ونترك العمل ونسعي لأن يكون لدينا إعلام قادر علي الوقوف أمام هذه الهجمات الشرسة من الإعلام الغربي. من وراء قرار بوتين تعليق الرحلات الروسية لمصر؟ الهجمة شرسة ونحتاج إعلاماً مصرياً قوياً.