كشفت العمليات الإرهابية الأخيرة بشمال سيناء كوارث الإعلام المصري فقد تسابق عدد ليس بالقليل من الصحفيين والاعلاميين علي تناول ما حدث مساء الخميس الماضي بجهل وعدم إدراك لطبيعة الظرف الاستثنائي الذي تعيشه مصر سواء بتعرضها لمؤامرة كبري تقودها دول في حجم أمريكا وخدامها تركياوقطر وادواتها وقمامتها في الداخل المصري مثل جماعة الإخوان الإرهابية وافرعها المسمومة والعميلة للخارج. إذا كان هناك من يدرك ان مصر ليست في حرب شاملة تستهدف وجودها وبقاءها ومحاولات تقسيمها واستنزافها وتفكيك جيشها واستنزاف الشرطة المدنية فإن هناك قصوراً في عقل هذا الادراك إذا كان لديه ادراك. للأسف.. قلنا من قبل وبعد ثورة 25 يناير ان مصر تتعرض لمؤامرة فاستخف بنا البعض واتهمنا بأشياء ليست فينا واننا من هواة تعليق الأمور علي شماعات المؤامرة.. فقد فرقت بين خروج الشعب المشروع في 25 يناير من الشرفاء والانقياء والذين تعرضوا لظلم واضح من نظام مبارك وبين من تصدروا المشهد وقادما عجلة الثورة وقفزوا عليها وارادوا اسقاط مصر بالاتفاق مع الأمريكان والإخوان وتركياوقطر وباقي حثالة حماس وجماعاتها الإرهابية. قلنا ان الإخوان جلسوا مع الإمريكان مع بدايات الالفية الثالثة عن طريق وسطاء ونشطاء عاشوا حياتهم علي الخيانة والمال الحرام.. ابدي الإخوان استعدادهم لخلع جميع ملابسهم للأمريكان بما فيها الملابس الداخلية.. وتنفيذ أي شيء يريدونه مقابل الوصول إلي السلطة.. ونجحوا في ذلك بالفعل علي ان يتم تسديد الفواتير بعد ذلك لواشنطن والدوحة واسطنبول وتضيع سيناء وتذهب لحماس في دولة فلسطين مزعومة وتحصل اسرائيل الطفل الامريكي المدلل علي جزء من كعكة سيناء. اعتقد انه بات من الصعب الآن ألا يصدقنا الرافضون لنظرية المؤامرة.. وعليهم ان يقرأوا كتاب هيلاري كلينتون وزيرة خارجية أمريكا السابقة التي أكدت المؤامرة علي مصر.. وكان المطلوب ضياع سيناء وحلايب وشلاتين وفتح الحدود بين مصر وليبيا.. وتضيع الدولة المصرية ويذهب الباقي منها لاشباع شهوة السلطة والخلافة المزعومة عند جماعة الشر والشيطان أو الإخوان المتأسلمين. اعترفت هيلاري كلينتون ان جميع المخططات والمؤامرة والسيناريوهات وأهداف الشيطان تحطمت علي صخرة 30 يونيو و3 يوليو بفضل ارادة الشعب وصلابة وقوة الجيش المصري. ألم نقل ذلك من قبل. ألا تستدعي اعترافات وزيرة الخارجية الأمريكية ان يغير من يدعون الوطنية مواقفهم الرافضة ل 30 يونيو والهجوم علي 3 يوليو هنا اخاطب أصحاب النية الحسنة أو الذين نختلف معهم بشكل طبيعي ولا اخاطب العملاء والخونة وأصحاب الأجندات والطابور الخامس. وبطبيعة الحال حديثي ليس موجهاً لأعضاء الإخوان أو باقي جماعات الشيطان والتكفير لأنهم شركاء في المؤامرة وعبيد ومجرد عرائس "مارونت" في أيدي الأمريكان وفقدوا الوطنية وأصبحوا من عبدة المشروع الأمريكي في المنطقة. للأسف ايضا ان 90% من الاعلاميين الذين يتصدرون المشهد الآن وقعوا في فخ ثورية 25 يناير واقصد هنا الانسياق وراء النشطاء المشبوهين وأصحاب الأجندات وشركاء الأمريكان عندما انساقوا وراء شعاراتهم وألاعيبهم لاتباع الفتنة بين الشعب ومؤسساته وعلي رأسها القوات المسلحة بعد ذبح الشرطة في 28 يناير .2011 اعلاميون وصحفيون كانوا يرددون شعارات الإخوان.. يعتلون منصات الميادين الثورية ويكيلون الاتهامات للجيش وترديد الشعارات يسقط.. وكاذبون وغيرها من الاهانات التي حاولت النيل من انبل مؤسسة عسكرية في العالم هي قواتنا المسلحة الباسلة. ايضاً كان الهدف الرئيسي من استغلال خروج الشعب في 25 يناير هو ان تتخلص أمريكا من عقبة الجيش المصري الصلب الذي يقف صخرة منيعة أمام المخططات فقوة هذا الجيش القوي الذي يريد بشكل عصري ويدرك تفاصيل المخطط والاهداف لذلك حاول الإخوان وحركة 6 أبريل والنشطاء وباقي المشبوهين والعملاء استدراج القوات المسلحة ورجالها إلي مستنقع الوقيعة والصدام مع الشعب ونظموا حملات شرسة لتحقيق هذا الهدف وشاهدنا بأعيننا كم الاهانات والشتائم التي وجهها النشطاء والمشبوهون والإرهابيون لرجال الجيش في الميادين وأمام المؤسسات التي يقومون بحمايتها من أجل الوطن ولم يحرك ذلك ساكناً لأنهم كانوا يدركون ان الهدف مصر واسقاطها وان تتحول لسوريا وليبيا. ولمجرد وقوع العمليات الإرهابية مساء الخميس الماضي تذكرت الغباء الإعلامي والصحف الذي أصاب البعض.. فخرجوا علينا في "مندبة" إعلامية يتسابقون في الردح والجهل والاحصائيات والاتهامات بالتقصير ومطالبات برحيل فلان وفلان وكأن مصر لا قدر الله سقطت ودخل الاحتلال مصر. نعم أصابنا الحزن لكن لا يجب ان نصاب بالجذع والرعب من حثالة عديمة الدين والضمير من جماعات الإرهاب والضلال والتكفير.. واكتشفت وأنا هنا أتحدث عن الإعلاميين والصحفيين أصحاب النوايا الحسنة ولكنهم يعانون من الجهل وافتقاد الحس السياسي وادراك الأمن القومي أو مفردات إعلام الحرب. الدبة ربما تقتل صاحبها ررغم انها لا تكرهه.. وما فعله الإعلاميون والصحفيون مساء الخميس وما بعده يطبق هذا المثل فرغم المصاب الأليم وجلل الحادث إلا اننا يجب ألا نصاب بالهلع ونبدأ في شن حملات التشكيك في الجيش والشرطة والدولة وهنا نحقق أهداف الأعداء والمتآمرين في إصابة جموع الشعب بالاحباط واليأس وكسر الإرادة وانخفاض الروح المعنوية وهنا مكمن الخطر طبقا لحروب الجيل الرابع والخامس الذي تطبقه أمريكا بإحداث تآكل بطئ في هذه الإرادة بكسرها واجبار الشعوب وارغامها علي ما لا تقبله. الرئيس السيسي خلال اللقاء التاريخي بمجلس الأمة شدد علي هذه النقطة واستفاض فيها.. وضرب نماذج وأمثلة في الحروب التي خاضتها مصر.. في حرب الاستنزاف حيث كان يسقط يوميا عشرات الشهداء من الشعب المصري وكان الإعلام لا يقترب من ذلك لعدم إصابة المواطنين بالهلع واليأس والاحباط وبالتالي كسر الإرادة التي هي أساس الصمود والمقاومة. ما حدث في 29 يناير الماضي لا يشكل أدني مقارنة مع ما حدث في يونيو 1967 ورغم ذلك الجيش المصري لم يهتز وقام بشن عمليات في قلب سيناء بعد النكسة بأيام عندما قصفت الطائرات والمقاتلات المصرية أهدافا حيوية معادية بسيناء.. ثم عملية رأس العش ثم اغراق وتدمير المدمرة الإسرائيلية إيلات.. نعم أصابنا الحزن علي فراق وفقدان أبناء هم أشرتف وأنبل الأبناء نحسبهم شهداء يرتوي الوطن بدمائهم ازدهارا وسيادة واستقلالا. نعم هناك كثيرون لا يعرفون أن جيشهم أفضل جيوش العالم وأكبر جيش في المنطقة عدة وعتادا وخبرات وانتصارات وقوة وصلابة.. فهل هذا الجيش يمكن أن تهزه حفنة من قطاع الطرق والمجرمين والإرهابيين حتي لو كانت تدعمهم قوي وأجهزة دولية. ما يحدث الآن في مصر وتتبناه بعض القوي الدولية وأجهزتها هو هروب هذه القوي الكبيرة من المواجهة المباشرة مع الجيش المصري في شكل الحروب التقليدية أو النظامية لأنهم بطبيعة الحال يدركون قوة وصلابة هذا الجيش والذي اعترفت به هيلاري كلينتون في كتابها ويدركه البنتاجون الأمريكي وترتعد فرائص إسرائيل منه والتي لا تحترم أي جيش في المنطقة سوي الجيش المصري لأنه أعلم بقدراته وما يستطيع أن يفعله. حروب العصابات أو العمليات الإرهابية مختلفة تماما عن الحروب التقليدية أو النظامية.. فالأولي تعتمد علي الاستنزاف والانهاك.. وبكل صدق الجيش المصري يدرك ذلك جيدا وضع تكتيكات جديدة للتعامل وحفق نجاحات باهرة مع سيناء سواء في قطع رءوس الإرهاب أو هدم وتدمير بنيته الأساسية ومخازن أسلحته وذخيرته وهدم أكثر من ألفي نفق علي مساحة 14 كيلو هي طول الحدود مع غزة وأحدثه أيضا نجاحات كبيرة في خنق الإرهابيين ولا يمكن بأي حال من الأحوال ان تهدم هذه العملية القذرة أو تسيء إلي إنجازات القوات ورجالها البواسل في الحرب ضد الإرهاب. لا تنسينا عملية قذرة حجم النجاحات والانتصارات التي تحققت في الحرب علي الإرهاب وقد أصبحنا بمشيئة الله قاب قوسين أو أدني من تحقيق النصر الشامل. الإجراءات والقرارات التي اتخذها الرئيس السيسي فيما يتعلق بسيناء تؤكد ان النصر قادم.. فالمعركة تسير الآن علي محورين مهمين التعامل القتالي أو الأمني علي الأرض وأيضا هناك معركة البناء والتنمية والتعمير بعد ان قرر الرئيس تخصيص 10 مليارات جنيه لهذا الغرض.. وهنا أسلحة المعركة والمواجهة كاملة ومتكاملة وتسير في مسارات متعددة وأصبح الإرهابيون في حصار شديد. للخيانة أصحابها.. فالخيانة دماء تجري في العروق وحماس تربت ونشأت علي أن تعض اليد التي دعمت وساعدت وهي حركة مشبوهة لا تمثل الشعب الفلسطيني وأيضا أبناء الخيانة.. ومن تنصل لأبيه وخان عهده لا يمكن ان يستطيع أن يحفظ العهد ويصون الكلمة لأن الخيانة في دمه.. وهذا ما ينطبق علي قطر. أما أردوغان عضو التنظيم الدولي في جماعة الإخوان الإرهابية والذي أصبح فجأة وفي غفلة من الزمن رئيسا لتركيا ويسعي ان يعيد الزمن والأوهام قريبا سوف يسقط لأن الشيطان لا يفلح حيث أتي. مصر ستعود.. وسوف تأخذ ثأرها وتصفي حسابها مع من دبروا لها المكائد.. واستغلوا ظروفها وحاولوا الرقص علي جثتها لكن هيهات الكبار يمرضون ولا يموتون.. مصر مثل الجبال الراسيات الأرض التي تجلي عليها رب العباد لا يمكن أن تسقط أو تضيع لذلك دائما وأبدا.. تحيا مصر.