ويبقى السؤال: لماذا يسعى حكام قطر للحصول على الوثائق السرية والمستندات المتعلقة بالأمن القومى وتسليح جيش مصر؟! ولماذا أسرعوا منذ دخول المعزول مرسى قصر الرئاسة بالدخول على الخط واستغلال غياب أى ضمير وطنى لدى الإخوان ومندوبهم فى الرئاسة للحصول على كل المعلومات والوثائق المتوفرة عن أمن مصر وأوضاع جيشها؟! لم يكن الأمر حبًّا فى «الإخوان» بل هو استغلال لاستعدادهم الطبيعى لخيانة الوطن!! ولم يكن الأمر بحثًا عن دور لقطر التى يقول وزير خارجيتها أخيرًا إنها لا تريد أن تبقى على هامش التاريخ!! وإنما كان الأمر وسيظل تكليفًا يقوم به حكام قطر لخدمة السيد الأمريكى الذى يعملون لحسابه وفى خدمته!! والذى خطط منذ البداية لتكون «قطر» هى النسخة العربية من إسرائيل!! تنفذ نفس المخططات لتمزيق العالم العربى وإلقائه فى بحر الفوضى، وإشعاله بحجم الصراعات الطائفية والمذهبية!! القضية ليست «تخابر مرسى والإخوان مع قطر» بل عمالتهم «الإخوان وحكام قطر معًا» لأمريكا وأجهزة مخابراتها وحلفائها فى المنطقة. حكام قطر مثل الإخوان ليسوا هنا إلا أدوات لدى أمريكا التى تصورت أنها بوصول الإخوان لحكم مصر قد جنت ثمار ستين عامًا كاملة من التآمر مع الإخوان، حيث تقول الوثائق الأمريكية «إن التآمر بدأ بعد أشهر من الثورة (ثورة يوليو 52 وليس ثورة يناير كما يتوهم البعض) حين أرسل مرشدهم الهضيبى أحد أقاربه للأمريكان يعرض العمالة ويبدى الاستعداد للصلح مع إسرائيل!! ويكشف عن اتصالات مع مساعدين لرئيس الوزراء الإسرائيلى فى هذا الوقت موشى شاريت»!! تصورت واشنطن أن المؤامرة قد كللت بالنجاح التام بعد وصول الإخوان لحكم مصر، وبدأت فى تطوير العمل فى مخططها لتسليم حكم المنطقة للإخوان بعد أن سلموا بكل ما تطلبه واشنطن وإسرائيل، وبعد أن وافقوا على تقديم ما لم تكن تحلم به أمريكا من تنازلات!! ولكن بقيت العقبة فى جيش مصر الذى ظل صامدًا ومؤمنًا بأن مصر لا يمكن أن تستمر فى هذا المسار الكارثى، وأن شعبها سيوقف المؤامرة. مع رئيس خائن، وجماعة باعت نفسها للشيطان من أجل الحكم، أدخلت واشنطن كلًّا من قطر وتركيا على الخط للقيام بأدوار تم تحديدها مسبقًا.. سواء فى دعم حكم الإخوان، أو فى توفير الغطاء المالى والسياسى لتمويل سيناء لمراكز للإرهاب أو فى التحضير «لجيش رديف» من حثالة الإرهابيين من المصريين وغيرهم لاستنزاف جيش مصر وترويع شعبها حتى يستسلم للمؤامرة!! وأظن أن ما حققته مصر (جيشًا وشعبًا) فى مواجهة هذه المؤامرة يدخل فى باب المعجزات بالفعل. وإذا كانت «30 يونيو» هى العنوان البارز لذلك، فعلينا أن ندرك أنه لم يكن ممكنًا أن يحدث لولا جهد خرافى لإعادة تأهيل الجيش من الآثار السلبية لسوء إدارة الفترة الانتقالية بعد يناير، ولوعى لا نظير له عند شعب مصر الذى تنبه إلى الكارثة، وصحح الخطأ، وانتفض مستعيدًا إلى أحضانه جيشه الوطنى الذى لم يقف طوال تاريخه إلا منحازًا لإرادة الشعب. ما حدث بعد ذلك هو تأكيد المؤامرة.. عداء أمريكا للثورة ودعمها للإرهاب فى مصر. انكشاف خيانة الإخوان واستباحتهم لدماء المصريين. افتضاح عمالة حكام قطر حتى بعد تغيير واشنطن للأجندة ونقلها الحكم من ثنائى «حمد وحمد» إلى الابن الضال «الأطول تميم». كما نواجه إرهاب الإخوان الخونة وحلفائهم حتى يتم استئصاله من الجذور، لا بد من مواجهة حاسمة نقف فيها مع شعب قطر الشقيق وهو يسعى للتحرير من الحكم العميل الذى يتآمر علينا ويستبيح أمننا القومى. وتبقى أمريكا التى ستكون مضطرة إلى الاختيار بين مواجهة (جربتها سابقًا) مع الأمة العربية كلها، أو الاعتراف بأن رهانها على العملاء من الإخوان أو من حكام قطر كان رهانًا خاسرًا!!