الفرق كبير بين الثورة والفوضي.. والبون شاسع بين الحرية والانفلات.. والمسافة كما بين السماء والارض بين الديمقراطية ومايحدث لدينا.. لان الف باء ديمقراطية ان اقبل الاخر وان اختلف معي في الفكر والعقيدة.. الف باء ديمقراطية ان اتحاور مع الآخر دون ان امزق ثيابه او يطلق عليَّ الرصاص.. الف باء ديمقراطية ان احترم خصمي واختلف معه ولا اقطع عليه طريقا أو احرق له مقرا.. الف باء ديمقراطية ان نختلف لكن قد نصل الي صيغة مشتركة يمكن بها ان نحقق الهدف ولا اقصي الاخر او انفيه من الارض ولا افرض عليه رأيا ولا أجبره علي اعتناق فكر.. لكن الحقيقة ما يحدث لدينا في الشارع المصري لا علاقة له علي الاطلاق بالحرية والديمقراطية.. ولايمت بصلة للثورة الشعبية التي اسقطت نظاما فاسدا.. فتسلق علي اكتافها طامع في سلطة.. ومأجور تدرب في الخارج وقبض ثمن التخريب والحرق وقطع الطرق حتي لاتكتمل الثورة ولاتصل مصر الي الاستقرار لان الذي درب ومول وانفق الملايين علي تدريب البعض ليس قلبه علي مصر ولاتهمه حرية شعبها ولا ديمقراطية حكمها وانما الهدف الاساسي تحويل دول المنطقة الي فوضي وصراعات دموية بلا نهاية.. والمتأمل والمتابع لما يجري في المنطقة العربية بأسرها يدرك زيف الشعارات التي يروج لها الامريكان عن الحرية والديمقراطية.. وزيف الشعارات التي يروج لها الذين تدربوا في الخارج علي التجمهر والاحتجاج والتصعيد والحرق وقطع الطرق دون رفع شعار واحد لصالح الوطن.. أو المواطن البسيط.. ولو ان صراع التيارات السياسية في المشهد الان صراع للصالح العام لتنازل الجميع من اجل الوطن.. لكنه صراع مصالح وزعامات وهمية.. صراع "الأنا" التي عاني منها الشعب طوال ثلاثين عاما او بالاحري ستين عاما ولو وضعت التيارات السياسية المتصارعة مصلحة مصر فوق المصالح الشخصية لتوصل الجميع لتوافق وطني حتي تمر البلاد من عنق الزجاجة ويمكن لاي معارضة حقيقية ان تحصل علي اغلبية في البرلمان وتشكل الحكومة وتكون سلطتها اقوي من سلطة رئيس الجمهورية.. واذا كان اكثر من 18 مليون مواطن قد وافقوا علي سحب الثقة من الرئيس حسب ما يروج البعض وحسب ما تروج بعض الفضائيات فان حصولهم علي الاغلبية في الانتخابات البرلمانية شيء مضمون بدلا من التهديد بحرق البلاد والسير في تنفيذ المخطط الخارجي لاسقاط البلاد العربية وتحويل ثوراتها الي حروب اهلية حتي تسقط بأيدي ابنائها وليس بأيدي الامريكان او الاسرائيليين.. ويكفي هؤلاء التدريب والتمويل لاحداث فوضي وانفلات وصراعات دموية لاتنتهي فالذين هتفوا ضد الجيش ولم ينزلق.. يهتفون له الان ليس حبا فيه ولكن لكي يعود للساحة ويصبح في مرمي الاحتكاك حتي تتحول الي سوريا او عراق.. ولن تتوقف الدعوات والتهديدات وقطع الطرق حتي تتحول الساحة الي صراع دموي عندها يختفي المأجورون او يغادرون الي بلاد التدريب والتمويل ويبقي حزب الكنبة السلبي والمواطن البسيط المخدوع في مرمي الاحداث.. وان لم يتخلص الشعب من السلبية العريبة فسوف يقوده بعض المنتفعين بدولارات الخارج الي الهاوية.. ونجاح اي ثورة يظل مرهونا بوعي الشعب باهدافها وحمايتها وحماية الوطن.. يسقط الفاسدون ويسقط المأجورون وان تحدثوا باسم الثورة.. وتحيا مصر.