استطاع النقابيون الذين يمثلون شرائح مختلفة في المجتمع أن يحركوا المياه الراكدة في الحياة السياسية في هذا التوقيت الصعب وسط حالة الاحتقان والانفلات والفوضي وقالوا كلمتهم صريحة في الانتخابات التي جرت مؤخرا وانحيازهم لمصلحة الوطن ورفض الدخول في صراعات سياسية بين اليمين المتشدد واليسار الليبرالي فجاءت النتائج صدمة عنيفة لأصحاب هذه التيارات التي حصلت علي مقاعد زهيدة في نقابات وجمعيات سيطروا عليها لسنوات طويلة. أكد قادة الأحزاب والنقابيون ان هذه النتائج مؤشر للمرحلة القادمة وتصحيح لمسار الثورة في اختيار الأصلح للوطن بعيدا عن الانتماءات الحزبية وانتخاب علم مصر. اختيار الأنسب أكد د. حسن زيان نقيب التطبيقيين بالجيزة وأمين صندوق المجلس الرئاسي لاتحاد النقابات المهنية ان سر تراجع التيارات الدينية في النقابات مثل الصحفيين والصيادلة والبيطريين ان المهنيين في مصر أدري بمصالحهم وهم يميلون دائما إلي من يحقق أهدافهم لخدمة أعضاء نقابتهم واختيار الأنسب لحل مشاكلهم المهنية لذلك اتجهوا لانتخاب المرشحين القادرين علي النهوض بالعمل النقابي بعيدا عن التحزب وقال ان الشعب المصري خرج إلي الحرية بعد ثورة عظيمة وتنفس نسيم الديمقراطية ولن يرضي بديلا عنها ولن يستطيع أحد أن يفرض عليه رأيه وهو الآن يحدد مستقبل بلاده لتحقيق الديمقراطية والعدالة الاجتماعية وسيختار الشعب نوابه في كافة المجالات بما يحقق المصلحة العليا للوطن من أي تيار يستطيع العبور بمصر الجديدة ووقف نزيف الدم وتحريك الاقتصاد والتصدي لغول الأسعار. أضاف زيان ان النقابات تمثل 40% من تعداد مصر ومختلف الفئات والطوائف ويتصدر العمل الحزبي الأولويات بعيدا عن ضجيج السياسة. يري محمد أنور السادات رئيس حزب الاصلاح والتنمية وعضو مجلس إدارة اتحاد الجمعيات الأهلية ان هناك تراجعا واضحا في النقابات والتيارات الدينية. وحث السادات جبهة الانقاذ والمعارضة علي قراءة المشهد جيدا والاستعداد الجاد لمعركة مجلس النواب والتمثيل القوي في البرلمان القادم والمشاركة الحقيقية في إدارة شئون الدولة وإعادة النظر في قرار المقاطعة مادام يوجد ضمانات للنزاهة والحيادية. أضاف ان انتخابات الجمعيات الأهلية كانت صورة للتعبير عن رغبة الأعضاء في استمرار الجيل القديم بإنجازاته بعيدا عن صخب الأحداث الحالية. طالب حمدي داود عضو المنظمة العربية لحقوق الانسان بضرورة خلع أي انتماء حزبي في العمل العام.. قال ان المرحلة الحالية تتطلب تغليب الشأن العام علي الشأن الخاص وتغليب مصلحة الدولة فوق أي مصالح حزبية. ووصف أيمن طه نائب وسط القاهرة وعضو الهيئة العليا لحزب المصريين الأحرار ما يحدث في انتخابات النقابات واتحادات الطلاب بأنه زلزال سياسي يقلب موازين اللعبة السياسية وبداية لتصحيح الأوضاع ومسار الثورة التي استشهد فيها شباب مصر من أجل الحرية والعدالة الاجتماعية وأثبت هؤلاء الشباب انهم قادرون علي استعادة مصر لمكانتها. تراب مصر خالد القط وكيل لجنة الصناعة بمجلس الشعب السابق وعضو غرفة الصناعات المعدنية أكد ان نتائج النقابات المهنية والجمعيات تعكس ثقافة ووعي أعضائها وانحيازهم للمصلحة العليا للبلاد بعيدا عن الصراعات الحزبية. وطالب القط القوي السياسية بالنزول للشارع والاقتراب من الجماهير بعيدا عن ميكروفونات الفضائيات. د. صلاح حسب الله نائب رئيس حزب المؤتمر وعضو جبهة الانقاذ يؤكد ان مستوي الثقافة هو الذي يحدد نتائج صناديق الاقتراع والنقابيون علي دراية كاملة بما يحدث في المجتمع ومشاكله. المهندس أبوالنصر المرسي المرشح السابق لمنصب نقيب المهندسين قال ان ما تشهده الانتخابات الطلابية والنقابات والجمعيات هو العودة للوسطية المصرية والهروب من التيارات المتشددة وقوي المعارضة المجمدة.