هل تكون النقابات بمختلف صورها وأشكالها الوجه الحقيقي للمشهد السياسي المصري بعد الثورة, وهل يتشكل مستقبل مصر السياسي بين جنباتها وبتحريك أعضائها وهل تتغير مساراتها لتصبح إحدي حلبات الصراع السياسي بين القوي والائتلافات. أم أن مسارها سوف يسير في نفس الاتجاه القديم وهو قليل من السياسة وكثير من الخدمات وبينها مجالس ضعيفة وقيادات تشيخ في مواقعها وجمعيات عمومية بدون طلبات. كثيرون يتوقعون أن يختفي التعدد عن المشهد النقابي وتتلاشي مسميات النقابات المستقلة ومجموعات ضد الحراسة وأعضاء بدون حقوق, وأن يقود الجو الديمقراطي ورفع يد الدولة عن النقابات إلي خلق نقابات قوية, والقليلون يرون أن النقابات في المستقبل سوف ترتدي الزي السياسي. الدكتور شريف قاسم أمين عام اتحاد النقابات المهنية المصرية ليس مع عودة سيطرة التيارات الحزبية علي العمل النقابي والمهني في مصر, ويرجع ذلك إلي أنها أفقدت النقابات الكثير من هويتها وفعاليتها, ويوضح أنها أصبحت ساحة للصراع وليست لأداء الخدمات المهنية والنقابية المأمول فيها من جماهير النقابات. أضاف أنه من الممكن أن يكون هناك مبرر في الثمانينيات والتسعينيات لحدوث مثل هذه الصراعات والحروب علي النقابات المهنية, نظرا لعدم وجود منافذ وساحات للحريات غير النقابات المهنية والأندية الرياضية, ولكن بعد أن قامت ثورة25 يناير وعادت الحياة الحزبية إلي شرعيتها سمح لها بفتح جميع النفوذ للعمل السياسي بحرية. ويري أنه من الأفضل للأحزاب أن تبتعد عن العمل النقابي المهني حتي يعمل كل في تخصصه, موضحا أن هذا لا يعنكي أننا نطلب من المنتمين للأحزاب عدم الترشح في الانتخابات, ولكن أن يكون هناك نوع من التوافق بين الجميع من أجل إعلاء قيمة اختيار من يصلح للعمل النقابي والمهني بغض النظر عن انتمائه الحزبي أو العقائدي,خاصة أن طبيعة العمل النقابي والمهني مختلف اختلافا كبيرا عن الحزب, بالإضافة إلي أنه يجب أن يعمل قادة النقابات من أجل الجميع دون أي تمييز في تقديم الخدمات بين أعضاء النقابات. وتوقع أن يكون للاخوان المسلمين دور أكبر مما سبق نظرا لحظر التعامل معهم إلي حد كبير, ولكن بعد أن عادت الحريات سشنجد منهم كفاءات قادرة علي ممارسة حقها في العمل السياسي سواء علي مستوي المحليات أو المستوي العام, لافتا الي أن هذا لا يمنع أهمية أن يكون هناك تمثيل حقيقي للتيارات السياسية والاجتماعية الأخري دون إقصاء. وطالب قاسم التيارات الحزبية والمذهبية بأن تركز كل قواها علي العمل السياسي خارج حدود النقابات المهنية والعمالية, نظرا لأن لها أهدافا مختلفة عن أهدافها, مطالبا بتنشيط كل مقومات المجتمع التي تبدأ بالأسرة والمدرسة والمجتمعخ المدني والنقابات والأحزاب السياسية ومؤسسات الدولة الحاكمة. وفي سياق متصل, توقع الدكتور شريف الهلالي مدير المؤسسة العربية لدعم الثوار الديمقراطي والمهتم بمتابعة شئون وانتخابات النقابات, استمرار الصراع السياسي داخل النقابات من قبل بعض القوي السياسية بهدف السيطرة عليها, فضلا عن دخول المستقلين كطرف آخر لفترة طويلة, مؤكدا أننا في حاجة الي مشاركة الشباب بشكل فعال داخل النقابات لتجديد النخب النقابية القديمة التي لم تقدم شيئا في بعض الملفات النقابية, مطالبا بزيادة الموارد وتشغيل الأعضاء الجدد بالإضافة إلي توفير الاحتياجات الاقتصادية للأعضاء. و.قال إن التاريخ سوف يعيد نفسه وأن هناك احتمالات كبيرة تؤكد ظهور نفس التيارات الموجودة من قبل من خلال الوجود القوي للإخوان المسلمين في مجالس النقابات, وهو ما حدث بالفعل في نقابتي الصيادلة والمعلمين ومن المتوقع أن يحدث في الانتخابات النقابية للأطباء والمحامين مما سوف يلقي علي عاتق الاخوان المسلمين إيجاد حلول لمشكلات هذه النقابات التي تحتاج الي حلول عملية وليس الي شعارات.