* الأحداث الجسام التي مرت بها البلاد خلال اليومين الماضيين أثبتت بما لا يدع مجالاً للشك أن هناك من يسعي سعياً حثيثاً لاشعال نيران الفتنة كلما اتيحت له الفرصة لذلك.. فهل من صالح الوطن والمواطن معاً أن يتم التخريب في المنشآت العامة والخاصة علي السواء.. هل من صالح الوطن والمواطن معاً أن يتم قطع الطرق وإيقاف وسائل المواصلات باختلاف أنواعها.. هل من صالح الوطن والمواطن أن يتم إشاعة الفوضي في طول البلاد وعرضها. * صدقوني أن المصريين علي اختلاف انتماءاتهم لن يرضيهم بحال من الأحوال انتهاج سياسة حرق الأرض لأن ذلك ليس في صالح أحد علي أرض هذا الوطن.. ما يحدث علي أرض مصر لن يفيد بحال من الأحوال سوي أعداء مصر.. ومن يقومون ببث الفوضي والعنف إنما ينفذون - دون أن يدروا - مخططات خبيثة لا تبغي سوي الإضرار بمصالح هذا البلد. * إن مصر محط أنظار أعداء كثيرين داخلياً وخارجياً.. ولا يغيب عن الأنظار ايضا أن هناك من يعملون بدأب من أجل شغل مصر والمصريين عن قضايا أمتها العربية وكذا قضايا محيطها الإقليمي فهم لا يريدون أن تقوم لمصر قائمة وذلك عن طريق دق الإسفين تلو الإسفين بين طوائف المجتمع بأسره من أجل أن نظل ندور في دائرة محددة لا ندري أولها من آخرها. * ومن أسف أننا ونحن نحتفل بالذكري الثانية لثورتنا البيضاء نجد من يخرج علينا بدعاوي باطلة ليحول الاحتفالية إلي نوع من الفوضي والاضطرابات أرادوا اغتيال فرحة الشعب بثورته ونجحوا في ذلك فلصالح من يعمل هؤلاء؟ وهل سنظل كذلك؟ "العوبة" في يد فئة لا تبغي سوي مصالحها الشخصية. * إنني أربأ بكل مصري. وطني. شريف. يحمل قدراً من الحب والإخلاص لهذا البلد ألا ينساق وراء دعاوي الهدم فمعول الفساد يجب أن يستأصل من جذوره.. فمصر بلد الجميع ومن ثم فلا يمكن بحال من الأحوال أن تكون لفصيل دون آخر لأن مصر كبيرة وكبيرة جداً.. كبيرة بتاريخها وبرجالها وبعلمائها وبشعبها المناضل علي مدي التاريخ الطويل.. إذن فالعيب كل العيب أن يحدث بها ما حدث الآن.. عيب أن يقال إن المصريين أحفاد الفراعنة العظام وأحفاد من تصدوا لكل المغيرين من كل شكل ولون.. هل جاء الزمن الذي نري فيه أحفاد هؤلاء العظام يعيثون في الأرض فساداً يهلكون الحرث والنسل والله لا يحب الفساد ثم يقولون بعد ذلك أنهم يعملون لصالح الوطن ومن أجل استكمال أهداف الثورة.. للأسف الثوار الحقيقيون الذين أشعلوا فتيل ثورة يناير البيضاء هم الآن بين طيات الثري.. أحياء عند ربهم يرزقون.. بعد أن ضربوا أروع الأمثال في التضحية بدمائهم من أجل أن نعيش حياة حرة كريمة.. وما كان يجول بفكر هؤلاء الشهداء أن يكون عملهم العظيم هذا.. سبباً في إشعال فتنة لا ندري ما ستنتهي إليه. * اللهم احفظ مصر من كل الشرور.