دمشق : - تعهد الرئيس السوري بشار الأسد بمواصلة الحملة ضد المعارضين المحتجين في سوريا، في وقت تتزايد فيه الضغوط الدولية على نظامه، وقال "إن الصراع سيستمر، والضغط لإخضاع سوريا سيستمر، وسوريا لن ترضخ". يتزامن ذلك مع انتهاء المهلة التي حددتها الجامعة العربية لالتزام سوريا بالمبادرة التي طرحتها. وقال الأسد -في مقابلة مع صحيفة صنداي تايمز البريطانية نشرت الليلة الماضية- إن أي عمل عسكري يتم القيام به ضد سوريا سيثير زلزالا عبر الشرق الأوسط، وقال "إذا كانوا منطقيين وعقلانيين وواقعين فيجب عليهم ألا يفعلوا ذلك، لأن النتائج ستكون وخيمة للغاية، التدخل العسكري سيزعزع استقرار المنطقة ككل وستتأثر كل الدول". وقالت صنداي تايمز إن الأسد وعد بالقتال بشكل شخصي والموت لمقاومة القوات الأجنبية، وتعهد أيضا بمنع وقوع هجمات أخرى من قبل "الجيش السوري الحر" الذي قالت مصادر المعارضة إنه قتل وأصاب ما لا يقل عن 20 من قوات الأمن في هجوم على مجمع لمخابرات القوات الجوية قرب دمشق قبل يومين. وقال الأسد للصحيفة "إن الوسيلة الوحيدة هي البحث عن المسلحين وتعقب العصابات المسلحة، ومنع دخول الأسلحة من الدول المجاورة، ومنع التخريب، وفرض تطبيق القانون والنظام". وجاء نشر تصريحات الأسد بعيد انتهاء المهلة التي حددتها الجامعة العربية لالتزام سوريا بالمبادرة التي طرحتها والتي تتضمن سحب قوات الجيش من المدن والبلدات، ورافقها تهديد بفرض عقوبات على دمشق إذا لم يوقف الأسد العنف. ولم تعلن الجامعة بعد موقفها من طلب دمشق تعديل بعض بنود المبادرة فيما يتعلق بمهمة بعثة المراقبين المقرر إيفادها إلى سوريا، كما لم تُصدر بيانا حتى الساعة بشأن ما ستفعله بعد انتهاء المهلة. من جانبها أعلنت منظمة التعاون الإسلامي السبت أنها ستعقد اجتماعا طارئا في مقرها بمدينة جدة السعودية السبت المقبل "لحث سوريا على وقف نزيف الدماء واستهداف المدنيين وتشجيع تنفيذ إصلاح سياسي".كما سيعقد اجتماع لممثلي اللجنة التنفيذية للمنظمة لاقتراح تنظيم حوار بين السلطات السورية والمعارضة.وجاء الإعلان بعد أيام من تحذير الأمين العام للمنظمة أكمل الدين إحسان أوغلو من التدويل المحتمل للأزمة السورية إذا أخفقت دمشق في الإذعان لمطالب الإصلاح وإنهاء العنف.وأكد أوغلو في بيان السبت رفض المنظمة -التي تضم 57 بلدا- للتدخل الأجنبي في سوريا، مضيفا أن المزيد من العنف سيهدد على الأرجح سلام وأمن واستقرار المنطقة. ويواجه الأسد ضغوطا دولية متزايدة من أجل إنهاء الحملة الأمنية العنيفة ضد الاحتجاجات المستمرة في بلاده منذ ثمانية أشهر.ففي لندن أعلن أمس أن وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ سيجري غدا الاثنين محادثات مع قادة المعارضة السورية الذين سيلتقون أيضا مسؤولين في مكتب رئيس الوزراء ديفد كاميرون. وسيكون هذا الاجتماع أول لقاء علني بين لندن ومسؤولي المعارضة السورية. وفي كندا اعتبر وزير الدفاع الكندي والجنرال الذي قاد عملية حلف شمال الأطلسي (الناتو) في ليبيا السبت أن هذه العملية ليست مثلا يحتذى به للتدخل العسكري مستقبلا في سوريا. وقال وزير الدفاع الكندي بيتر ماكي -في كلمة ألقاها في منتدى حول الأمن الدولي عقد في هاليفاكس في جنوب شرق كندا- "علينا أن نكون حذرين في استخدام هذه المقاييس، ومن الأفضل عدم التسرع". المصدر : الجزيرة