محمد عطية أصبح استخدام الإنترنت سلاحًا ذو حدين، فبرغم التطور التكنولوجي المختلف الذي سهل علينا الحياة اليومية، إلا أنه أصبح إدمانًا للكثيرين خصوصًا الألعاب الإلكترونية التي باتت أهم المشكلات التي يواجهها الآباء والأمهات مع أطفالهم خاصة بعدما صارت هذه الألعاب روتينًا أساسيًا في حياتهم، والسؤال: متى يتدخل العلاج النفسي للخلاص من هذا الإدمان الذي يسبب صداعًا للأسر ويهدد الصحة العقلية لأولادنا، تفاصيل أكثر إثارة سوف نسردها لكم داخل السطور التالية. من منا كان يتخيل أن تتحول فرحة الأطفال بالألعاب الإلكترونية والتي صنعت أساسًا للترفيه ستتحول الى تهديد لصحتهم بل وتهدد مستقبلهم، فالألعاب الإلكترونية باتت كارثة تهدد أطفالنا، إما بسبب ارتفاع فى ضغط الدم نتيجة إدمان تلك الألعاب، أو التقليد الأعمى للألعاب الخطرة منها، بخلاف الأضرار الصحية والنفسية التى تتركها هذه الألعاب على الأطفال والشباب. إحصائية صادمة أبرزت آخر دراسة أجرتها جامعة أكسفورد على استخدام الأطفال للإنترنت وجدت أن؛ 15٪ من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 9 و11 عامًا يعانون من أعراض إدمان الإنترنت، بينما ارتفعت النسبة إلى 28٪ بين الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و15 عامًا. ووفقًا لدراسة أخرى أجرتها جامعة هارفارد عام 2020 أظهرت أن؛ 20٪ من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 8 و18 عامًا يقضون أكثر من 4 ساعات يوميًا على الإنترنت. بينما صرحت منظمة الصحة العالمية عام 2019 أن 10٪ من المراهقين في جميع أنحاء العالم يعانون من اضطرابات مرتبطة بالإنترنت. بينما يعاني 25٪ من الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و29 عامًا من أعراض إدمان الإنترنت وفقا لدراسة جامعة برينستون عام 2017، وأظهرت دراسة أجرتها جامعة نيويورك عام 2015 على كبار السن أن 5٪ منهم يعانون من أعراض إدمان الإنترنت. كما ذكر تقرير الشركة المتخصصة «Niko Partners»بدراسات صناعة الألعاب الإلكترونية في الشرق الأوسط، الصادر في 2022، أن عدد اللاعبين النشطين فى مصر يصل إلى 38.3 مليون لاعب، من بين 65.32 مليون لاعب نشط في ثلاث دول الأعلى في هذا الشأن وهي (الإمارات والسعودية ومصر) عام 2021، بنسبة 58.7%، من إجمالي النشطين في هذه الألعاب، وتوقع التقرير أن يرتفع عدد اللاعبين في دول الدراسة عام 2025 إلى 85.76 مليون لاعب، وذلك يعني أن عدد اللاعبين في مصر سيتجاوز 50 مليون شخص إذا احتفظت بنسبتها الحالية. خطر حقيقي وبالتواصل مع الدكتورة أمل محمد خبيرة تربوية وأسرية تقول؛ إن هناك دور مهم حول الأسرة في مكافحة إدمان الأبناء للإنترنت، خصوصًا أن هناك خطرًا حقيقيًا نتيجة فرط استخدام الأبناء للإنترنت والألعاب الإلكترونية، فيجب على الأسرة متابعة أبنائها بعد انتشار خطر إدمان الألعاب الإلكترونية، كونها تمثل خطرًا على صحة الأطفال والمراهقين العقلية والجسمانية، وذلك لأن بعض الألعاب الإلكترونية عنيفة، فيما أن أسباب إدمان استخدام الإنترنت والألعاب الإلكترونية هو غياب دور الأسرة في المقام الأول، حيث يترك الأطفال والمراهقين مع الأجهزة الإلكترونية بحرية تامة دون رقابة، بجانب عدم اهتمام الأهل بشغل أوقات فراغ أبنائهم في أنشطة نافعة تفرغ طاقتهم. وتستطرد د.أمل محمد الخبيرة التربوية قائلة؛ فلابد على الأسرة من توعية أطفالهم بخطورة الألعاب الإلكترونية العنيفة ومساعدتهم في اختيار الألعاب المناسبة وتخصيص وقت محدد للعب، كما لابد من وجود دورمجتمعي بتوفير بيئة تكنولوجية آمنة، من خلال إنتاج ألعاب إلكترونية مشوقة ومفيدة تحمل قيم وهوية المجتمعات العربية والشرقية بدلا من الألعاب الإلكترونية الغربية. واختتمت حديثها قائلة؛ إن من الآثار السلبية للاستخدام المفرط للألعاب الإلكترونية تظهر على المراهقين في عدة صور منها الاضطرابات المصاحبة فيعاني الأشخاص خاصة المراهقون من قلق اجتماعي بالإضافة إلى خوف من الاندماج مع البشر، بل وفي بعض الأحيان يفضلون أن يعيشوا في الحياة الافتراضية لأنه لا يستطيع العيش في الحياة العادية بل يفضلون التعامل من خلف شاشات هواتفهم. ليستكمل الدكتور جمال فرويز استشاري الأمراض النفسية، قائلاً: إن هناك تأثيرات سلبية للألعاب الإلكترونية على العين تتمثل في ضعف العصب البصري كما لها تأثيرات ايضًا على المخ الذي يعمل على تآكل الخلايا العصبية الطرفية، بسبب الموجات الكهرومغناطيسية لهذه الألعاب، وهو ما يؤثر على التركيز والانتباه والتذكر نظرًا للإجهاد الكبير الذي يؤذى القشرة المخية وعدم القيام بالوظائف المعرفية، كما أن بعضها يسبب الاكتئاب ويكسب لاعبها سلوكًا عدوانيًا؛ ايضًا الجلوس لساعات طويلة أمام شاشة الهاتف أو اللاب يسبب الإصابة بالفقرات العنقية والفقرات القطنية، وأمراض السمنة، لأنها للأسف حلت محل الرياضة الحقيقة، وهو ما تلاحظ في زيادة الإصابات العصبية لفئة الشباب بشكل أكبر، وللأسف الأمر وصل إلى تشخيص في الطب النفسي يسمى «إدمان الإنترنت». مبادرات صحية في الوقت ذاته وبعد جائحة كورونا وخصوصًا بعد فترة الانغلاق حيث تم إجراء دراسة في المدارس وكان 20 ٪ منهم يستخدمون الإنترنت والألعاب الإلكترونية أكثر من 6 ساعات، وهذا رقم كبير للغاية مما سمته وزارة التربية والتعليم بسوء استخدام بل والأمر بدأ يتزايد بشكل ملحوظ، مما أثر على استخدام المجتمع للإنترنت بشكل مفرط خاصة لدى المراهقين، ما نتج عنه «الاستخدام الخاطئ للإنترنت والألعاب الإلكترونية؛ فكانت قد أطلقت وزارة الصحة المصرية مبادرة صحية تشمل ثلاث مبادرات فرعية تأتي مكافحة الإفراط في استخدام الإنترنت إحداها أن محاور عمل المبادرة ترتكز على خدمات الاكتشاف المبكر والوقاية، وتستهدف فئة المراهقين من سن 10 إلى 18 عامًا، والشباب من سن 18 إلى 25 عاما، وأن آلية العمل تستهدف فئة المراهقين بالمدارس الإعدادية والثانوية باعتبارهم الفئة الأكثر خطورة. وقد أبرزت المبادرة تعمد توعية الطلاب المراهقين وأسرهم؛ حيث تكون الأسرة جزءا مهما في هذه المبادرة، فمد جسور الحوار مع أطفالهم في سن مبكرة يجنبهم هذه التهديدات خاصة التنمر الإلكتروني والتحرش عبر الإنترنت، وأن المرحلة الأولى ستشمل استبيان قبل تنفيذ عمل المبادرة، وسيتم نشره على المنصة الوطنية للصحة النفسية وعلى وسائل الإعلام، للوصول إلى معلومات دقيقة عن فهمهم للموضوع، ثم تأتي عمل المبادرة بالتوعية، ثم تنفيذ الاستبيان مرة أخرى لمعرفة مدى زيادة درجة الوعي بشأن خطورة إدمان الإنترنت، من أجل وجود جزء وقائي مهم في تلك المبادرة. اقرأ أيضا : مغامرة في سوق المراهنات الإلكترونية| احذر منصات المراهنات.. أولها وهم وخداع