أكد د. محمد مرسي رئيس الجمهورية, أن مصر قادرة على حماية البعثات الدبلوماسية والسفارات الموجودة على أراضيها. وقال في المؤتمر الصحفي الذي عقده مع رئيس المفوضية الأوروبية جوزيه مانويال باروسو اليوم الخميس في بروكسيل, إن مصر تقوم في الوقت الراهن بمرحلة الانتقال الديمقراطي السلمي، مؤكدا أن مصر اليوم انتقلت من مصر الماضي إلى مصر الجديدة المستقرة والدولة الوطنية والديمقراطية والدستورية والقانونية الحديثة، ومصر اليوم ملك لأبنائها. ومن جانبه, أعلن رئيس المفوضية الأوروبية أن الاتحاد الأوروبي سيوفر خمسة مليارات يورو لدعم الاستثمار في مصر، مؤكدا احترامه للاسلام وإدانته كافة صور الكراهية ضد الأديان. ونوه الرئيس مرسي إلى أن الضمانة لدعم الاتحاد الأوروبي لمصر هو جدية المشروعات التي يستخدم فيها، وقال: "لدينا دراسات جدوي لمشروعات عديدة للاستثمار الأوروبي". وأكد أن مصر ملك لأبنائها وأن قراراتها تؤخذ الآن بإرادة أبنائها، قائلاً إن مصر انتخب رئيسا لها بارادة شعبية حرة، وأن الحرية في مصر للجميع وان الديمقراطية هي الآلية التي نشجعها ونحترمها ونحرص عليها لاختيار القيادات وممثلي البرلمان وأن الحريات العامة مكفولة، وأن الدولة الحديثة تعني تداول السلطة والاستقلال بين السلطات المختلفة التنفيذية والتشريعية والقضائية. ولفت الرئيس إلى اللجنة المستقلة التي تعد لمشروع دستور مصر وأنها سوف تنتهي من أعمالها في وقت قريب، وبعد ذلك سيستفتى عليه الشعب المصري ثم تجرى انتخابات برلمانية تعبر عن الشعب بحرية تامة، مضيفاً: نحن نحترم الحريات العامة.. المصريون جميعا انتقلوا من مرحلة التزوير والديكتاتورية والفساد إلى مرحلة جديدة فيها ضمان للحريات اللجميع ومسيرة الديمقراطية.. ضمان تداول السلطة واحترام الحقوق. وأكد أن المصريين جميعا متساوون في الحقوق والواجبات، لا فرق بينهم علي الاطلاق أمام القانون والدستور وأمام المصالح، وكذلك الواجبات، فالمصريين مسلمين ومسيحيين جميعا درجة واحدة، وان المرأة المصرية ومنذ زمن بعيد والآن لها كل الاحترام والتقدير مع اقرار مبدأ حقوق الانسان بصفة عامة في العالم كله. وقال هذه المبادي وهذه القيم الانسانية نحرص عليها.. ونحترم الزوار والسائحين وحمايتهم واحترام وحماية البعثات الدبلوماسية والملكيات الخاصة والعامة وعدم الاعتداء عليها، لان النفس البشرية وفقا لما أمر الله به مكلفون بحمايتها وأن نحافظ عليها واننا جميعا نعرف مبدأ "أن من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا، وأن من أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا". وشدد "مرسي" على أن الحرية والحفاظ على النفس والممتلكات هي مسئولية الدولة المصرية وهي قادرة على حماية آراء الناس، واعطائهم الفرصة وحماية البعثات الدبلوماسية والسفارات والقنصليات الموجودة في مصر وكل الأجانب أو الزوار أو السائحين. وتابع: "نحن في مصر وفي العالم العربي والاسلامي..نرى غضبة شديدة ضد الانتهاكات التي وقعت من بعض الأشخاص قليلي العدد، والذين أساءوا إلى الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، مشددا على أننا نقف بكل قوة ضد هذا ونعادي كل من يفعل ذلك ونقف ضد كل من يحاول رفع مثل هذه الشعارات الزائفة أو احدث هذه الإضرابات أو الفتن والضغائن والكراهية بين الشعوب. ووجه "مرسي" الدعوة إلى الشعب الأمريكي لكي يعلن رفضه لكل الممارسات السيئة التي تضر ولا تنفع، منوها بأنه في ذلك الوقت لا يرضى بأن يكون هناك عدوان على سفارات أو قنصليات أو أشخاص جراء ممارسات خاطئة. وأضاف: نريد أن نتعاون مع العالم كله ونتعاون الآن مع الاتحاد الأوروبي والشعوب الأوروبية والادارة الأمريكية والشعب الأمريكي في أن نمنع مثل هذه الممارسات السيئة في المستقبل. وأكد أن الشعب المصري شعب متحضر ولا يمكن أن يعبر عن رأيه بالعدوان على أي سفارة أو بعثة أوقنصلية موجودة على أرض مصر, وأن مصر لديها خطة متكاملة ومتعددة للاستثمار وأنها تنظر إلى مساهمة الاتحاد الاوروبي في دعم الاستثمار نظرة جادة، لاسيما بعد تشكيل مجموعات مهام العمل وعقد اجتماعاتها وفقا لما هو مخطط له في موعده في نوفمبر المقبل. وحول اللجنة الرباعية الخاصة بالأزمة السورية وإمكانية ارسال قوات عربية إلى سوريا, قال "مرسي" إن هناك توافقا عاما على ان تبدأ الرباعية الخاصة بسوريا بجدية وان المبعوث الأممي-العربي الأخضر الابراهيمي سيكون مقره في القاهرة، وهو حريص على الاجتماع بالرباعية بعد عودته من سوريا من أجل التعاون مع اللجنة التي تمثل نواه من خلال الجامعة العربية والامم المتحدة لحل الأزمة دون تدخل في شئون الشعب السوري الذي له مطلق الحرية في إقرار ما يريد ن ولكننا حريصين على نوقف نزيف الدم في سوريا وتغيير النظام السوري لآنه لا مجال للحديث عن الاصلاحات في هذه الأونة وانما الحديث عن ضرورة تغيير هذا النظام ووقف نزيف الدم السوري. وأكد رئيس المفوضية الأوروبية خوسيه مانويل باروسو, أن مصر هي الشريك الأول للاتحاد الأوروبي في منطقة الشرق الأوسط كما أنها أيضا تعد شريكا أساسيا لدعم الاستقرار والسلام في المنطقة. وقال باروسو إن مصر تشهد استقرارا في الوقت الحالي وعلى الجميع أن يثق في هذه الدولة ومستقبل الاستثمار بها، موضحا أنه اتفق مع الرئيس محمد مرسي على البدء في إقامة منطقة تجارة حرة بين مصر والإتحاد الأوروبي وزيادة حجم التعاون والتبادل التجاري بين الجانبين. وقال إنه سيتم تقديم 5 مليارات يورو من الاتحاد الأوروبي لدعم المشروعات الصغيرة في مصر، كما أعرب عن الاستعداد لدعم الميزانية بحوالي 2 مليار ونصف يورو. وأضاف: أن الاتحاد سيدعم الاستثمارات في مصر حتي 2013 بمبلغ 449 مليون يورو في عدة قطاعات، و 500 مليون يورو ستقدم عقب اتفاق مصر مع صندوق النقد الدولي و130 مليون يورو لخلق وظائف وفرص عمل جديدة. ومن جانبه، أكد الرئيس مرسي أن مصر لديها خطة متكاملة ومتعددة للاستثمار وانها تنظر إلى مساهمة الاتحاد الاوروبي في دعم الاستثمار نظرة جادة، لاسيما بعد تشكيل مجموعات مهام العمل وعقد اجتماعاتها وفقا لما هو مخطط له في موعده في نوفمبر المقبل.