أعلن قائد فى القوات الحكومية اليمنية عن تحقيق تقدم فى المعارك ضد قوات المجلس الانتقالي المدعوم إماراتيا فى محافظة أبين، وتعهد بالتقدم تجاه عدن. يأتي هذا فيما دعا قيادي بارز فى المجلس إلى تدشين ما سماها المقاومة العسكرية الجنوبية. ما سياق ومآلات الدعوة إلى تدشين مقاومة عسكرية جنوبية؟ وما موقف السعودية وغيرها من القوى الإقليمية والدولية من تصاعد النزاع المسلح فى اليمن? الدعوة إلى مقاومة عسكرية جنوبية صدرت عن أحمد سعيد بن بريك، رئيس ما تعرف بالجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيا، وقد حدد بداية هذه الخطوة من يوم الخميس، أما مجال عملها فسيكون وفق "بن بريك" فى وادي حضر موت وفى محافظات شبوة وأبين، وأى مكان توجد فيه ما وصفها بالعناصر الإرهابية. وقد حذر محافظ حضر موت من أي عمل عسكري خارج المؤسسات الرسمية، بينما اتهم وزير الإعلام اليمنى المجلس الانتقالي بتعقيد المشهد اليمنى والانقلاب على الدولة. يتزامن هذا مع تحقيق القوات الحكومية تقدما في أبين ومع سيطرتها على مواقع للمجلس الانتقالي. تدير ظهرها لوباء يضرب العالم كله ولم تسلم منه مدن اليمن وخصوصا عدن، وتمضى رحى المعارك فى أبين ليوم جديد، قوات الحكومة تسعى لإخراج قوات المجلس الانتقالي المدعوم إماراتيا من المحافظة، وتضع نصب عينيها مدينة زنجبار الاستراتيجية، وهى الخبطة الأبرز التي تقود إلى عدن التي يسيطر عليها الانتقالي بمنطلق لإعادة السيطرة على باقي المحافظة. لا تزال المعارك المستمرة بين كر وفر مع تكبد الطرفين خسائر في الأرواح والمعدات وقد حملت المعارك ما لم يعد خافيا حضور آليات عسكرية إماراتية، كان الانتقالي تركها وراءه بعد تقدم قوات الحكومة على حسابه فى منطقة زنجبار، وكان جديد المعارك وربما التطور الأبرز فيها عثور قوات الحكومة على صواريخ حرارية متطورة بيد مسلحي الانتقالي. أسلحة ربما تترجم تصريحات قائد ما يسمى المجلس الانتقالي الزبيدى الذي تحدث من الإمارات عما سماها معركة مصيرية قال إنها معركة لا تعنى الجنوبيين فحسب. وقد دعا أحمد بن سعيد بن بريك، رئيس ما تعرف بالجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي، إلى تدشين ما دعاها مقاومة عسكرية جنوبية فى وادي حضر موت وشبوة وأبين، فهل تقاتل قوات عيدروس لأجل اليمن ولأجل الجنوب فعلا؟ أم أنها لأجل ممثل جنوبي يطمع فى أبو ظبي وينوب عنها فى معارك لمواجهة أشقاءه اليمنيين؟ وقال أحمد الحسنى، الكاتب الصحفي والمتحدث باسم مجلس الإنقاذ الوطني اليمنى الجنوبي، إن المجلس الانتقالي الجنوبي دائما ما يغالط نفسه ويقول الشيء ونقيضه، وهو الآن يهدد الحكومة الشرعية أن لا وعود لها على الأرض. وذكر أن الناطق باسم الانتقالي الجنوبي طالب بتنفيذ اتفاق الرياض وعودة قيادات المجلس الانتقالي إلى الداخل؛ من أجل المشاركة فى الحكومة وفى حكومة الشرعية ومن أجل تقاسم السلطة معه . وأضاف، في مداخلة هاتفية لقناة الجزيرة، أن المجلس الانتقالي الجنوبي اليوم يقود هذه المعركة بدون مشروع، فهو لا يمتلك مشروعا بل يمتلك توجيهات من الخارج، وأن المجلس الانتقالي الجنوبي أُسس بشعارات فقط، والهدف الرئيس من تأسيسه هو أن يكون قوة عسكرية أو مليشيا ضاربة فى المناطق الجنوبية؛ من أجل تنفيذ أجندات أبو ظبي فى الجنوب. وتابع أن السعودية والإمارات هما من يدران هذه المعركة، وكانت تستطيع المملكة العربية السعودية أن توقف المجلس الانتقالي إن كانت جادة فى اتفاق الرياض وعودة الحكومة الشرعية، وكان يجب أن تسمح لقيادات الحكومة الشرعية أن يعودوا إلى عدن، ولكن السعودية تواطأت منذ البداية مع المجلس الانتقالي الجنوبي. بدوره قال الدكتور محمد المختار الشنقيطى، أستاذ الأخلاق السياسية بجامعة حمد بن خليفة، إننا أمام مظاهر حرب عدمية، فهى تدار من غرفة عمليات مشتركة، حيث إن السعودية والإمارات تديران حربا بين اليمنيين تسفك بها دماء اليمنيين وتدمر حضارة الإنسان اليمنى بأيد يمنية، وهى تدار من نفس غرفة العمليات السعودية فى جانب والإمارات فى جانب، ولكنهما يعتبران حليفين فى النهاية، ويكون ذلك على حساب الإنسان اليمنى. وأضاف، في مداخلة هاتفية لقناة الجزيرة، أن الثمن الأفدح سيدفعه الجنوب نفسه وليس حتى اليمن ككل، وما نراه من مليشيات الانتقالي هو لا يختلف عن مليشيات اليساري التى كانت مرتبطة بالاتحاد السوفيتي فى السابق، ودمرت عدن أكثر من مرة في حروب عبثية.