رأت الصحف القطرية فى افتتاحياتها اليوم أن المخرج الوحيد للأزمة السورية هو "حدوث انتقال سلمى للسلطة بعدما أثبت نظام الأسد أنه ماض فى طريق العنف والدماء ضد شعبه"، معتبرة أن التفويض الوحيد الذى يجب أن يمنح للمبعوث الجديد بعد استقالة المبعوث العربى والدولى إلى سوريا كوفى عنان من منصبه" هو الانتقال السلمى للسلطة وبشكل عاجل وسريع وملزم للنظام". وقالت صحيفة "الراية" فى افتتاحيتها بعنوان "المطلوب عربيا وسوريا.. من بديل عنان؟" إن استقالة عنان من منصبه واعترافه بفشل مهمته "يشكل تحديا جديدا للمجتمع الدولى ومصداقيته تجاه ما يجرى بسوريا"، خاصة بعدما رفض نظام الأسد الخطة التى وضعها عنان كمخرج آمن للنظام من الأزمة، ولذلك فإن البديل عن عنان يكون ذا صلاحيات واسعة ومحددة ومعروفة ليست كالصلاحيات التى منحت لعنان. وأضافت أن تأكيد الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثانى رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية على الرفض العربى للمبعوث الجديد بنفس صلاحيات عنان يضع المجتمع الدولى أمام تحد بعدما أعلن العرب موقفهم الواضح والمتمثل فى أن يكون التفويض للمبعوث الجديد هو العمل على انتقال سلمى للسلطة فى سوريا. ورأت الصحيفة أن المجتمع الدولى أدرك ومن خلال عنان أنه فشل فى التعامل مع الملف السورى بسبب تعنت النظام وعدم وجود قرار دولى فعال من مجلس الأمن، مؤكدة أنه بعد الموقف الذى اتخذته الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الجمعة بتبنى القرار العربى حول سوريا فإن الأمر قد اختلف ويجب أن يأخذ المبعوث الجديد التفويض من الجمعية العامة لا مجلس الأمن الذى وضح أنه معطل بسبب الخلافات بين الدول الكبرى التى تراعى مصالحها فقط رغم أن المطلوب ألا تكون هذه الخلافات على حساب الشعب السورى الذى يواجه الإبادة تحت سمع وبصر الجميع. وبينت أن تأكيد رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية بأن العرب لن يقبلوا بمندوب دولى مشترك يمثلهم فى سوريا بنفس تفويض عنان "هو موقف إيجابى" كان يجب أن يصدر منذ وقت مبكر لمواجهة النظام السورى الذى ظل يماطل ويرفض تنفيذ التزاماته المحلية والعربية والدولية وأيضا لمواجهة التسويف الدولى فى مجلس الأمن. وخلصت "الراية" إلى القول إن الموقف العربى الجديد الذى عبر عنه معالى الشيخ حمد بن جاسم جاء فى وقته تماما، ويؤكد أن العرب جادون هذه المرة لمواجهة النظام السورى وحماية الشعب السورى، خاصة أن الظروف على الأرض قد تغيرت تماما، لذلك فإن التفويض الوحيد الذى يجب أن يمنح للمبعوث الجديد هو الانتقال السلمى للسلطة فى سوريا وبشكل عاجل وسريع وملزم للنظام. من جهتها، قالت صحيفة "الوطن" فى افتتاحيتها بعنوان " قطر وسياستها الاستشرافية " إن تأكيد الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثانى رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطرى أمس على أهمية العمل على تحقيق انتقال سلمى للسلطة فى سوريا هو نتاج لقراءة دقيقة وعميقة للتطور الذى آلت إليه الأزمة السورية بعد نحو 16 شهرا من العنف وسفك الدماء ومعاناة قاسية تكبدها الشعب السورى الشقيق، وأضافت الصحيفة أن تصريحات رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية تأتى أيضا لتجرد باستشرافية حكيمة نقطة مركزية وأساسية ينبغى أن يتمحور حولها الجهد الدولى فى المرحلة القادمة، حيث إنه إذا كان المجتمع الدولى ينتظر بديلا لعنان فمن الضرورى والطبيعى أن يكون التفويض الممنوح لهذا الوسيط الدولى البديل والمرتقب مختلفا عن خطة عنان التى انتهكها النظام السورى وحنث بكل بنودها الستة، كما أنه من الطبيعى ألا تكون خطة الوسيط الدولى المرتقب استئنافا لخطة سلفه لأن الظروف قد تغيرت ومعطيات الأمس لم تعد تصلح لليوم أو الغد. وقالت صحيفة "الشرق" فى افتتاحيتها تحت عنوان "سقف سياسى منعا للمماطلة والتسويف" إن المتابعين للشأن السورى يدركون أن نظام الأسد احترف لعبة المماطلة والتسويف فى إداراته السياسية منذ عقود ولذلك أثبتت التجارب أن النظام ليس مستعدا للوفاء بالتزاماته ووعوده بل همه الأول والأخير هو كسب الوقت والالتفاف على كل هذه المبادرات. وأضافت الصحيفة أن هذه الحقيقة بدت جلية مع اندلاع الثورة السورية، حيث استخدم النظام لعبة المماطلة غطاء لممارسة هوسه الدموى وعطشه للعنف والقتل والتدمير بحق شعبه وإلى جانب لعبة المماطلة اتخذ النظام غطاء آخر لإجرامه وهو الدعم الروسى والصينى. وأكدت أن هذا الواقع المرير أدى إلى عجز مجلس الأمن عن اتخاذ أى قرار حاسم لإنقاذ الشعب السورى من براثن النظام المتغطرس، كما أدى إلى فشل مهمة كوفى عنان الذى أعلن استقالته بعدما يئس من إمكانية انتزاع أى التزام ببنود المبادرة من نظام الأسد.