قال الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، إن المفاضلة بين الرسالات الإلهية أمرها متروك إلى الله سبحانه وتعالى. وأضاف الطيب في كلمته خلال احتفالية المولد النبوي الشريف، الإثنين، بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسي: «لا يجوز للمؤمنين بتلك الرسالات أن يفاضلوا بينها وأن يحكموا أن رسالة أفضل من رسالة أو نبي أفضل من نبي، اللهم إلا اتباعا بما يرد في الشرع الكريم في هذا الشأن». وتابع: «يقول الله تعالى: تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله ورفع بعضهم درجات. ويقول: ولقد فضلنا فضلنا بعض النبيين على بعض. غير أن هذه المفاضلة لا تجوز من عامة المؤمنين، وقد نهانا النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك، وقال: لا تخيروني بين الأنبياء، وقال: لا تفضلوني على موسى». وبين شيخ الأزهر أن «أخلاق محمد صلى الله عليه وسلم وإن تنوعت عددا ومنزلة وعلو درجة وكمال شأن، حتى وصف بالإنسان الكامل- فإن صفة من صفاته هذه قد انفردت بالذكر في القرآن الكريم، وهي: صفة «الرحمة» التي وصف بها صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى في آواخر سورة التوبة، في معرض الامتنان الإلهي على المؤمنين، إذ بعث فيهم رسولا منهم، وصفه بأنه حريص على هدايتهم، وأنه «رؤوف رحيم» بهم، ثم ذكرت صفة «الرحمة» مرة ثانية في قوله تعالى في آواخر سورة الأنبياء:»وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين«، وجاءت بأسلوب القصر الذي يدل على أن هذا الرسول اتحد ذاتا وأفعالا بصفة: «الرحمة» حتى صارت سجية راسخة متمكنة في مشاعره، ومتغلغلة في أطوائه، ومسيطرة على تصرفاته».