في تعقيبها على النتائج غير الرسمية لانتخابات الرئاسة المصرية بتقدم مرشح الإخوان المسلمين محمد مرسي وأحمد شفيق، قالت صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية إن نتائج الانتخابات الرئاسية المصرية جاءت مخالفة لآراء المحللين واستطلاعات الرأي التي توقعت تراجع فرص مرشح جماعة الإخوان المسلمين محمد مرسي في الفوز. وأضافت الصحيفة أن الجهاز السياسي المنظم والمرتب للجماعة نجح في قراره بالدفع بمرشحه الخاص على عكس التوقعات المختلفة بتراجع تأييد الناخبين للجماعة بسبب عدولها عن قرارها السابق بعدم الدفع بمرشح للانتخابات الرئاسية. وحول جولة الإعادة المقررة في 16– 17 يونيو المقبل بين مرسى وشفيق قالت الصحيفة إن القوى السياسية على ما يبدو ستتوحد خلف مرسي للحيلولة دون فشل الثورة في إشارة إلى احتمالية فوز شفيق المحسوب على النظام القديم، ونوهت الصحيفة إلى مبادرة لم الشمل التي طرحتها الجماعة بمشاركة مختلف الأحزاب المصرية بهدف بلورة جبهة دعم لمرسى في مواجهة شفيق لتقليل فرص الأخير في الفوز بالانتخابات، وأشارت الصحيفة إلى تصاعد حالة الاستقطاب بين العلمانيين والدنيين في مصر، متوقعة فوز التيار الإسلامي في النهاية. وعن خسارة القيادي السابق بالإخوان عبد المنعم أبو الفتوح المرشح المستقل والمستقيل من جماعة الإخوان المسلمين، قالت هاآرتس إن شعورا بخيبة الأمل يسيطر على أنصاره، رغم أنه إسلامي معتدل كان لديه القدرة على إضعاف الإخوان المسلمين من جهة، وسد الفجوات بين العلمانيين والإسلاميين في مصر من جهة أخرى. وذكرت الصحيفة أن مصر ستتحول في مطلع يوليو القادم إلى دولة تحكمها جماعة الإخوان المسلمين، حيث إن الجماعة تسيطر حاليا على مجلسي الشعب والشوري في مصر، وسيشهد الشهر القادم صراعا سياسيا قويا بين المجلس العسكري والإخوان المسلمين حول صلاحيات الرئيس، حيث سيطلب المجلس العسكري أخذ بعض صلاحيات الرئيس عن طريق تعديل دستوري بدون تصديق مجلس الشعب، وهو ما أعلنت جماعة الإخوان المسلمين رفضه. أما صحيفة "يديعوت أحرونوت"، فكتبت تحت عنوان "مصر تستعد لمعركة بين العسكري ومرشح الإخوان"، أن سباق الرئاسة القوي لم يكن متوقعا أن يقود الناخبين إلى مرشحين على طرفي نقيض من مرسي وشفيق، ما يفرض عليهم في جولة الإعادة الاختيار بين مرسي الذين سيؤسس لنظام حكم ديني، وشفيق المحسوب على الرئيس المصري السابق حسني مبارك. وأرجعت الصحيفة تقدم مرسى إلى الكتلة التصويتية الكبيرة لجماعة الإخوان المسلمين، لكنه في الواقع لم يحصل سوى على نصف الأصوات التي حصدتها الجماعة في الانتخابات البرلمانية، وهو ما يشير إلى عدم رضا قطاع كبير من الرأي العام عن أداء الجماعة في الفترة الأخيرة. وأضافت الصحيفة أن شباب الثورة الذين نزلوا إلى الشوارع على أمل ميلاد دولة حرة ينال فيها المواطن حقوقه المنقوصة فأطاحوا بمبارك، سيكتشفون أنهم الخاسر الوحيد في هذه المعركة عندما يذهبون الشهر القادم إلى مراكز الاقتراع للاختيار بين المرشحين النهائيين للرئاسة، فأحدهم مرشح إسلامي يخشى كثيرون أن يقيد حرياتهم، والثاني ينتمي للنظام نفسه الذي ضحى المئات بأرواحهم من أجل إسقاطه. وتوقعت الصحيفة أن يؤدي اختيار شفيق إلى تجدد الاحتجاجات والاضطرابات، حيث أقسم معارضوه بالعودة للمظاهرات إذا انتخب رئيسا، وأن يزيد فوز مرسي التوتر بين الإسلاميين والقيادات العسكرية المحسوبة على مبارك والمقربة من الغرب، فحتى الآن ليس من الواضح ما هي صلاحيات الرئيس المصري الجديد، وسيعمل الجيش في االغالب على تقييد قوة الرئيس الجديد إذا كان منتميا إلى التيار الإسلامي. وبخصوص السلام مع إسرائيل نوهت الصحيفة إلى أن مرسي أدلى في الماضي بتصريحات غامضة حول إعادة النظر في اتفاقية السلام مع إسرائيل، رغم أن حركة الإخوان نفسها أعلنت أنها لن تلغي هذه الاتفاقية، بينما تعهد شفيق من جانبه بالتمسك بالاتفاقية.